IMLebanon

عناصر “الحزب” من سوريا الى الجنوب: قراءة عسكرية وسياسية

كتبت لارا يزبك في “المركزية”: 

كشفت مصادر محلية في سوريا لوكالة “الأناضول”، عن أن “حزب الله سحب نحو 1500 من عناصره الموجودين ضمن صفوف جيش النظام السوري”. وأوضحت أن الحزب استدعى عناصره من مناطق مختلفة من سوريا في غضون الأسبوعين الأخيرين، مشيرة إلى أن عناصر الحزب انسحبوا من اللواء 46 في ريف حلب الغربي ومن مدينة سراقب وقراطين شرق محافظة إدلب، ومن مناطق معرة النعمان وخان شيخون وكفر رومة وكفرنبل وحزارين جنوب إدلب. وأضافت أن العناصر انتقلوا أولا إلى منطقة القصير جنوب غرب محافظة حمص ومنها إلى لبنان، مؤكدة انتشار عناصر من “المجموعات الإرهابية” المدعومة من إيران ولواءي “فاطميون” و”الباقر” الأفغانيين في الأماكن التي انسحب منها عناصر “حزب الله”.

فرضت التطورات في الاراضي المحتلة عموما وعلى الجبهة اللبنانية الجنوبية خصوصا، على حزب الله، اعادة حساباته اذا، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”. ففي ظل التوتر على الحدود والذي كلّف حزب الله حتى الساعة، اكثر من 60 شهيدا، يبدو ان الحزب اضطر الى سحب جزء من عناصره من سوريا، بما انهم من المتدربين وقد خاضوا معارك فيها على مر السنوات الماضية، ونقلهم الى الجنوب، للتخفيف مِن خسائره البشرية، خاصة وان غالبية من سقطوا هم مِن الشباب الذين لم يختبروا الحروب بعد.

لكن وفق المصادر، في قراءة لهذا الواقع، فإنه قد يدل على ان عمر المواجهة يمكن ان يطول وعلى ان اقفال جبهة الجنوب لن يحصل في المدى المنظور، بل على العكس، حيث ربما يضطر الحزب الى توسيع حجم وشكل وطبيعة عملياته العسكرية في المنطقة، وربما الانخراط في حرب شاملة. وبالتالي عليه ان يكون جاهزا ومستعدا لتلبية النداء، متى طلبت منه ايران ذلك. فالكل يعلم ان الكلمة الاولى والاخيرة في هذا القرار الكبير تبقى لطهران، تضيف المصادر، وهي حتى اللحظة، يبدو تفضّل إبقاء الامور على “حجمها” الحالي: مناوشات بين الحزب والجيش الاسرائيلي. ورب قائل هنا، ان نفي المعلومات عن تواجد الاف عناصر الحرس الثوري في الجنوب، يدل بحد ذاته الى ان ساعة الحرب الكبرى لم تدق بعد في ايران، وهي قد لا تدق ابدا…

من ناحية اخرى، لا بد من التنويه ايضا الى ان خطوة الحزب بنقل العناصر من سوريا الى الجنوب، تعني ان لا قرار بفتح جبهة الجولان، علما انها ايضا متاخمة للاراضي المحتلة. وهذا الامر إنما يؤكد ان لبنان مكتوبٌ عليه ان يكون ساحة مفتوحة سائبة وصندوق بريد تستخدمه ايران لتوجيه الرسائل الى القوى الدولية الكبرى، في وقت تبقى سوريا المحسوبة ايضا على محور الممانعة، بمنأى عن تجرّع هذه الكأس المرة، التي يمكن ان تجر لبنان بأكمله الى حرب تدمّره اقتصاديا وماليا وبنىً تحتية وتُلحق به وبشعبه اضرارا لا تعد ولا تحصى. فالى متى ستسكت الدولة اللبنانية عن استباحتها؟ تسأل المصادر.