IMLebanon

احتمال إقحام لبنان في الحرب يكبر: هل يتصرف ميقاتي؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في ظل تصعيد غير مسبوق شهدته الحدود الجنوبية امس بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “حزب الله يتصرف بوطنية عالية وأنا مطمئن الى عقلانيته، وما يهمني أن يبقى لبنان بعيدا عن الحرب ونتطلع دائما إلى الاستقرار”.

تعقيبا، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس”: في الوقت الذي صرح فيه رئيس الوزراء اللبناني انه مطمئن من عقلانية أفعال حزب الله، قام مخربو الحزب الارهابي باطلاق قذائف مضادة للدروع نحو مدنيين إسرائيليين من شركة الكهرباء ليصيب عددًا منهم. هذه هي هجمة ارهابية غير عقلانية استهدفت المدنيين وتخاطر بلبنان كدولة”. أضاف “أعتقد انه يجب على رئيس الحكومة اللبنانية الا يكون مطمئنًا بعقلانية أفعال حزب الله”.

في الموازاة، اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى ان حزب الله تجاوز منذ مدة الخط الأحمر الذي تحدث عنه وزير الدفاع يواف غالانت، وهجماته تُعد وصمة عار لنا على المستوى القومي، في حين قالت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان الجيش الإسرائيلي يستعد لرد كبير ضد “حزب الله” على خلفية تصعيد الهجمات. وأشارت إلى أن “الجيش الإسرائيلي أمام مجموعة متنوعة من الخيارات لتوسيع الهجمات في لبنان دون التحريض على حرب”، لافتةً إلى أن “ثمّة مناقشات مستمرة في المؤسسة الأمنية حول ما إذا كان من الصواب تغيير الأسلوب الحالي ومنطق العمل، الذي يهدف إلى استنفاد العملية البرية في غزة، وتصبح هذه المعضلات أكثر حدة مع تصعيد حزب الله لأعماله”.

الوضع الميداني اذا لا يدعو ابدا الى الطمأنة، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ورقعةُ الاشتباكات آخذةٌ في التوسع يوما بعد يوم، كما حجمُ اللاعبين فيها والمتضررين منها وقد تحدث ادرعي امس عن مقتل مدنيين في شمال اسرائيل. والاحد ايضا، اصيب عنصر في اليونيفيل، وقبله كانت ٣ فتيات بريئات يسقطن وجدتهن في عيناتا في غارة اسرائيلية.

وعلى الجبهة الجنوبية، ليس الحزب وحده مَن يتحرك. امس، أعلنت كتائب القسام- لبنان مسؤوليتها عن قصف شمال حيفا و”شلومي” و”نهاريا” بعدة رشقات صاروخية مركزة رداً على مجازر إسرائيل وعدوانها على أهلنا في قطاع غزة”. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق 15 صاروخًا من جنوب لبنان واعتراض 4 منها.. اما السبت فنعت حركة امل شهيدا لها في المواجهات الدائرة.

كل هذه المعطيات المتشابكة، تجعل هامش الخطأ، من كلَي الجانبين، أكبر. فصحيح ان لا اسرائيل ولا الحزب يريدان الحرب اليوم، خاصة وان ايا منهما غير جاهز لها، رغم كل ما يشيعانه ويطلقانه مِن تهديد ووعيد، لكن اي ضربة غير مدروسة او متسرعة واي خطأ في اصابة الهدف، يمكن ان يقود الى ما لا تحمد عقباه. من هنا، واذا كان ليس باستطاعة ميقاتي ايقاف الحرب في غزة، فباستطاعته فرض تطبيق القرار ١٧٠١ جنوبي الليطاني او اقلّه الطلب الى حزب الله حصر العمل العسكري به ولملمة كل الفصائل الاخرى التي استفاقت اليوم وتحمّست للمقاومة والقتال من جنوب لبنان، قبل ان تأخذ لبنان الى جهنّم هو بغنى عنه، فهل يفعل؟!