IMLebanon

كيف ستنفذ وعدك؟

كتب ميشال طوق:

صحيح أن ما حصل بالأمس له أهمية وطنية كبرى ووفر عى البلاد والعباد خضات ومسارات لا نعرف ما كانت ستكون عواقبها، لكن ما حصل منذ بداية هذا المسار، يتسم أيضاً بأهمية كبيرة جراء إنكشاف نوايا وحسابات مَن بنى أمجاده وشعبيته وتياره على حساب وتضحيات الجيش اللبناني، والذي إستغل سلطته في السالف البعيد والقريب للإستفادة الى الحد الأقصى من كل مقدرات المؤسسة العسكرية على كافة المستويات.

لن أتطرق الى ممارسات الوريث التي دمرت كل ما بُني منذ 1988 الى الأمس القريب، لأنه عملياً كل ما جرى ويجري هو بعلم وموافقة الرئيس الأعلى للتيار، إن لم يكن من تخطيطه أيضاً.

وأيضاً لن أتطرق الى كل الشعارات الطنانة الرنانة التي طبل رؤوس اللبنانيين بها منذ تعيينه المشؤوم رئيس حكومة إنتقالية مهمتها إنتخاب رئيس للجمهورية، ثم إختزالها بشخصه وأقدام على خطوات تدميرية بإعلان الحروب الفاشلة الواحدة تلو الأخرى، ولا إلى كل المسار الفاشل الذي وصل الى قمته في سنواته الست برئاسة الجمهورية، لأن تعداد وتحليل كل تلك الخيبات يحتاج لعشرات الكتب ذات الحجم الكبير، ولأنه عوّد اللبنانيين على إطلاق الشعارات الواهية والوعود الخائبة، سأذكر منها وعده اللبنانيين وخاصة أنصاره في حرب التحرير، بأنه سيكسر رأس حافظ الأسد، وبأنه هو قبطان السفينة وقرر البقاء وإذا بدو يفل آخر واحد بيفل، بس ما رح يفل، بدو يندفن هونيك بمركز قيادتو!!!

ما حصل أن حافظ الأسد كسّر المنطقة المسيحية الحرة على رؤوس مَن فيها، وهو كان الأول في المغادرة، وبعد أول قذيفة سقطت كان في الملالة في طريقه الى السفارة الفرنسية، بينما كل العسكر يحارب على الجبهات مطمئناً أن قائده لن يهرب!!

المهم أن أحداً لم يحاسب، الأسوأ أنه هو لم يحاسب نفسه، الكارثة أن كل المحيطين به لم يسألوه ماذا ولماذا فعل ما فعل!

أما اليوم، وقد حصل التمديد الضروري لتسريح قائد الجيش، وقد قال حضرته أنه لن يتم التمديد لقائد الجيش ولو على جثته!!!

وفقط من أجل ماء الوجه الذي لم يبقَ منه شيء يُذكر، ماذا سيفعل هذا الذي إستمات لتطيير قائد الجيش، ليس منذ الآن، لمن لا يعلم، وإنما منذ وقت طويل، فقط لأن قائد الجيش إنسان عنده ضمير وأخلاق وشرف وليس تابعاً متزلفاً لأحد ولا يتلقى التعليمات والأوامر مثل بقية المسؤولين الباشكتاب المُعيَنين، والإعتبار الوحيد عنده وفوق كل الإعتبارات، كما تبين خلال هذه السنين السبعة مع كل المصائب التي رافقتها، هو مصلحة المؤسسة العسكرية وبالتالي مصلحة لبنان واللبنانيين، فماذا سيفعل هذا الذي وعد بوعده الجديد؟

طبعاً لن ينتحر، فكل علماء النفس يقولون أن الذي ينتحر يملك قلباً قوياً وعزة نفس، لكن كيف سيخرج من هذه المصيبة، من هذا الوعد الذي وعد بأنه لن يمر إلا على جثته، وعد يشبه بفشله كل الوعود السابقة على مدى 35 عاماً؟!

حتماً لن يحصل شيئاً من هذا القبيل كما العادة، الشيء الوحيد الذي نتج وينتج عن هذا السلوك المدمر، أن الجميع بات يعرف الحقيقة الساطعة الكاملة التي لو عرفوها سابقاً لكانوا وفّروا الكثير الكثير من الويلات والمصائب التي حلّت بنا.

المهم أننا لن نساوم في الحفاظ بكل ما أوتينا من قوة على وطننا وعلى أهم مؤسساته التي يعول عليها جميع اللبنانيين، وهي المؤسسة العسكرية الوحيدة القادرة على أن تكون الشعلة والنواة التي من خلالها ستعود كل باقي المؤسسات الى عملها، لإطلاق عملية بناء الدولة القوية القادرة على حماية أهلها من كل الخونة الصغار، والفاسدين الكبار.