IMLebanon

زيارة جنبلاط لبنشعي … تعيينات عسكرية وأكثر!

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، سادت أجواء من التفاؤل في الأوساط السياسية بقرب الوصول إلى قواسم مشتركة بين القوى السياسية تساعد على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة المواصفات، تمهيداً لإعادة إطلاق عمل المؤسسات والإدارات العامة وتحريك العجلة الاقتصادية وعودة الحياة إلى طبيعتها.

هذه الأجواء الايجابية مصدرها، أولاً عزم رئيس مجلس النواب نبيه بري على التحرك بعد عطلة الأعياد وإجراء مروحة من الاتصالات لحثّ القوى السياسية على التوافق، ومن ثم الزيارة المرتقبة للموفدين الفرنسي جان ايف لودريان والقطري جاسم بن فهد آل ثاني (أبو فهد) اللذين باتا يتحركان تحت مظلة اللجنة الخماسية التي تضم ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر.

لكن ماذا عن إنجاز تعيينات المجلس العسكري التي باتت ضرورة في ظلّ الأوضاع المتوترة على الجبهة الجنوبية؟ وهل سهّلت زيارة النائب تيمور جنبلاط إلى بنشعي ولقاؤه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الطريق أمام هذا الاستحقاق، خصوصاً أن المعلومات تشير الى أن تعيين رئيس الاركان كان الطبق الرئيسي إلى جانب موضوع البحث والبداية لعلاقات جديدة بين الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”المرده”، خاصة وأن تيمور بدأ منذ فترة بجولة على مختلف القيادات السياسية من منطلق فتح باب الحوار في محاولة لإخراج الأزمة، خاصة الرئاسية، من عنق الزجاجة؟ في المقابل، تردد أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حاول فتح خطوط تواصل مع رئيس “اللقاء الديمقراطي”، الا أن الأخير لم يكن متحمّساً، وفق ما تقول اوساط سياسية قريبة منه، بسبب علاقات باسيل السياسية التي تعيق تطور العلاقة بينهما. فكيف كانت أجواء اللقاء بين “الاشتراكي” و”المردة”؟

عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله يؤكد لـ”المركزية” ان “زيارة بنشعي غير موجهة فقط للتعيينات العسكرية، بل هي واحدة من سلسلة لقاءات وزيارات واستقبالات يقوم بها رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وبدأت منذ فترة وطالت مروحتها الكثير من القوى السياسية والأحزاب والقيادات. قد يكون جزء من النقاش تمحور حول التعيينات العسكرية، لكن القسم الاساسي تناول الملف السياسي، والطبق الرئيسي تمحور حول استحقاق رئاسة الجمهورية والاصلاحات وحماية لبنان من الحرب الدائرة في الجنوب. الزيارة ليست منفصلة عن سلسلة النشاطات والاجتماعات التي قام بها تيمور جنبلاط”.

لكن هل سلكت التعيينات العسكرية طريقها نحو الحلّ؟ “الموضوع بيد الحكومة، مرتبط برئيس الحكومة ووزير الدفاع والكتل السياسية المشكلة منها الحكومة”، مشيراً إلى “ان رئاسة الأركان ليست مطلباً “اشتراكيا” كما يصورونه، بل مطلب للمؤسسة العسكرية. فلو أراد قائد الجيش السفر أو القيام بمهمات معينة لا يستطيع ذلك في غياب رئيس للأركان. هذه حاجة وطنية وليس فئوية او سياسية لطرف معين. لو كان لدينا مطلب فئوي لما سعينا جاهدين للتمديد لقائد الجيش. تعيين رئيس للأركان ليس منّة من أحد بل حاجة وضرورة أمنية مؤسساتية للجيش. وبالتالي لقاؤنا في بنشعي ككل اللقاءات له علاقة بالملف السياسي الداخلي وتثبيت الوحدة الوطنية وتقريب وجهات النظر وحماية لبنان من الحرب العاصفة ضد الشعب الفلسطيني في الجنوب وعلى الأرض اللبنانية”.

وعن الأجواء التفاؤلية في الملف الرئاسي، يقول عبدالله: “نتمنى أن تحل الأعياد وروح الأعياد على كل القوى السياسية وننتخب رئيساً، لكن حتى الساعة لا أرى أي أفق، طالما كل فريق متمرس خلف مواقفه السابقة”.

هل أنتم مع الاتفاقات الثنائية على غرار ما حصل مع ملف التمديد لقائد الجيش أم الحوار المفتوح كما طرحه الرئيس بري سابقاً، يجيب: “من جهتنا نحن منفتحون على كل الخيارات التي توصل إلى النتيجة. ليس لدينا عقدة الشكل، بل نركز على أهمية المضمون، ألا وهو التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية لا يشكل تحدياً لأحد ويكون ضمانة لإعادة انتشال البلد من الواقع المزري الذي يعيشه”.

ماذا عن ربط مصير لبنان بغزة؟ “لا يمكن فصل الجبهة الجنوبية عن غزة، لكن يجب ان نكون حريصين على عدم استدراج لبنان إلى حرب شاملة”.