IMLebanon

إيران تعيد ترتيب دورها.. بدايات جديدة في صفحات حرب غزة

كتبت جوانا فرحات في “المركزية”:

بين النفي وتوزيع الأدوار تكشف الحرب على غزة بعد مرور أكثر من شهرين على عملية طوفان الأقصى أن الإنقسام في صفوف الجهات التي أشعلتها سيكون سيد الموقف عند انتهائها، هذا إذا بقي من دور لها. اذ يبرز اليوم الإنقسام بين الموقف الإيراني وحركة حماس حول الأسباب والأهداف من هذه الحرب.

التفاصيل وردت تباعا وتتحدث عن نفي حركة المقاومة الإسلامية حماس صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية، العميد رمضان شريف فيما يخص عملية طوفان الأقصى ودوافعها حيث قال بأن “عملية طوفان الأقصى جاءت ردا على اغتيال قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني.”. وأكدت حماس ما سبق وذكرته مرارا بأن دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى، الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى وكل أعمال المقاومة الفلسطينية، تأتي رداً على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدساتنا”.

موقف إيران فرض مجموعة تساؤلات حول الإنقسام في الموقف الإيراني. فبعد أن شنت حركة حماس هجومها المباغت على إسرائيل، خرج المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، وأشاد بما سماه “الزلزال المدمر” لإسرائيل، وقال “نحن نقبّل أيادي أولئك الذين خططوا للهجوم”. إلا أنه بالتوازي نفى تورط إيران في الهجوم- الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 240 رهينة.

مصادر مناهضة للمحور الايراني  توضح لـ”المركزية” أن هذه الإزدواجية في الموقف الإيراني لجهة نفي القيادة الإيرانية تدخلها في حرب غزة وتصريحها اليوم بأن الأهداف من عملية طوفان الأقصى هي الإنتقام لاغتيال سليماني تؤكد أن القيادة منقسمة على نفسها لكن الأهم يكمن في ما كشفته هذه الحرب من زيف الشعارات الوهمية التي ترفعها إيران ووكلائها في المنطقة وعلى رأسها حزب الله حول فلسطين والقضية الفلسطينية ونيتها في رمي إسرائيل في البحر. ولعل موقف مستشار قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إيرج مسجدي في الأمس حيث هدد بتدمير تل أبيب إذا تطاولت إسرائيل على الأراضي الإيرانية خير دليل على الأوهام التي تبيعها إيران وحزب الله للرأي العام وبيئتهما. فهل ثمة من يصدق بأن إسرائيل ستضرب إيران؟

قد يكون دعم إيران الثابت لما يعرف بمحور المقاومة وراء التذكير باستمرار دعمها لحركة حماس ووقوفها إلى جانبها عند الحديث عن الهجوم. وكلام مسجدي عن تدمير تل أبيب قد يكون بدوره من باب التجييش الإعلامي تضيف المصادر لأن إيران كانت بمثابة الحليف الإستراتيجي لإسرائيل قبل اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979.

لكنّ المشهد تغيّر بعد الثورة الإسلامية وعودة آية الله الخميني من المنفى ليتسلم السلطة، فتحولت إيران إلى دولة ثيوقراطية ذات خطابٍ مناهضٍ لإسرائيل.وسرعان ما أصبحت القضية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من اهتمامات البلاد، حيث اكتسبت شعبيةً هائلة، ليس فقط بين الأوساط الإسلامية بل أيضاً داخل المجتمعات الفكرية واليسارية.

طوال فترة التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لعبت إيران دوراً مهماً في دعم حماس، مدفوعاً بشكلٍ أساسي بالكراهية المشتركة تجاه نفس العدو بدلاً من الأيديولوجية الدينية المشتركة أو وجهات النظر السياسية. إلا أن العلاقة توترت عام 2012  بسبب رفض الحركة تأييد بشار الأسد الحليف لإيران في  الحرب الأهلية في بلاده. ورداً على ذلك، أوقفت إيران المساعدات المالية عن حماس وقلصت دعمها للأنشطة المسلحة التي تقوم بها الحركة.

وحده تطبيع  بعض الدول العربية مع إسرائيل أعاد المياه إلى مجاريها بين إيران وحماس وتحديدا منذ العام 2017 وهو ما تم بالفعل.وعلى رغم كل المحاولات التي قامت بها إيران في إقناع الرأي العام الدولي بعدم تدخلها في هجوم 7 تشرين الأول، إلا أن كلام المتحدث بإسم الثورة الإسلامية اليوم يعيد تموضع الأدوار بين إيران وحماس ويثبت أن عملية تمويل إيران الجناح العسكري لحركة حماس على مر السنين لم تذهب سدى وإن كانت نهايتها “علي وعلى أعدائي” ، تختم المصادر.