IMLebanon

انسحاب الرضوان من الجنوب: بوادر صفقة في الافق؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

قال موقع “واللا” العبري، الأحد، إنه حصل على معلومات تفيد بأن حزب الله سحب “قوة الرضوان” من بعض المواقع على الحدود مع إسرائيل، معللًا الانسحاب بمخاوف الحزب من دقة الصواريخ التي تستخدمها إسرائيل. وذكر الموقع، أن الأمين العام حسن نصرالله بدأ يفكر في مسار آخر للحرب، ما أدى إلى سحبه عناصر من “قوة الرضوان” من بعض النقاط في جنوب لبنان باتجاه الشمال، خشية قيام إسرائيل بهجوم استباقي. ولفت الموقع إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تسريب معلومات استخبارية تفيد بأن انسحاب عناصر “قوة الرضوان” جاء عقب مقتل العديد منهم بشكل يومي، فضلًا عن استهداف البنى التحتية. ورأى الموقع أن الهجمات الإسرائيلية والانسحاب المشار إليه يعنيان أن إسرائيل نجحت في فرض ضغوط كبيرة على حزب الله. الموقع نقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية، لم يكشف هويتها، أنه من غير المعروف ما إذا كان انسحاب “قوة الرضوان” مؤقتاً أم لا، وما إذا كان السبب هو القلق من تزايد أعداد القتلى بين صفوف هذه القوة التي تعد “ثروة غالية للغاية” بالنسبة لحزب الله. ولفت إلى أن عناصر “قوة الرضوان” تلقوا تدريبات مكثفة على عمليات متنوعة، وعلى رأسها تنفيذ هجوم على غرار الهجوم المباغت الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول على مستوطنات غلاف غزة.

وكانت وسائل إعلام عبرية ذكرت الجمعة الماضي، أن قرابة نصف “قوة الرضوان” نفذت انسحابات عديدة من جنوب لبنان باتجاه الشمال. ووصفت الأمر بأنه “غير كاف”، مشيرة إلى أن إسرائيل تضغط من أجل سحب كل هذه القوة ما بين 5 إلى 7 كيلومترات من الحدود. وحذرت من أنه إذا لم تنسحب قوة النخبة التابعة لحزب الله بالكامل، فإن وتيرة العمليات العسكرية سترتفع، الأمر الذي سيعني تصعيدًا عسكريًّا.

ثمة تفسيران لما نشره الاعلام الاسرائيلي في الايام الماضية، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”: فإما ان تل ابيب تسعى الى طمأنة مواطنيها والتحضير لعودتهم الى المستوطنات الشمالية في المرحلة المقبلة، على اعتبار انها نجحت في تأمين أمنهم، من خلال الاتصالات الدبلوماسية التي اجرتها في الاسابيع الماضية، وطلبت مِن خلالها، مِن فرنسا والولايات المتحدة ايصالَ رسائل الى الحزب بضرورة الانسحاب من جنوبي الليطاني بـ”الحسنى”، او ستلجأ الى الخيار العسكري لإبعاده… وهنا قد يكون الحزب انسحب فعلا او لم ينسحب، علما ان التهديدات التي ارتفع منسوبها امس، لتصل حد التهديد بتصفية الامين العام لحزب الله بعد تصفية القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي، لا توحي بأن ما يشاع عن تراجع “الرضوان” دقيق!

اما التفسير الثاني، فيتمثل في ان تكون السلطات الاسرائيلية أيقنت ان اي عملية عسكرية، مِن المستحيل ان تشنها على الجنوب اللبناني، بعد ان أفهمها حلفاؤها جميعهم، واولهم واشنطن، انها لن تغطيها في خيار مِن هذا القبيل. مِن هنا، قد تكون تل ابيب ارتأت ان تُبلغ شعبها ان “الرضوان” انسحبت من دون الحاجة الى خوض حرب، اي انها ببساطة “تكذب”.

ويبقى ترقب موقف حزب الله من هذه المعلومات، فإذا نفاها، تنكشف اللعبة الاسرائيلية، واذا لم يفعل وسكت عنها، قد يكون ثمة فعلا “صفقة” ما، تم التوصل اليها او جار العمل عليها “تحت الطاولة” بين الجانبين، برعاية اميركية – دولية – ايرانية، تقضي بأن يبقى الحزب جنوبي الليطاني، على ان يتعهد بعدم الاعتداء على اسرائيل وبعدم المبادرة الى فتح حرب عليها، تختم المصادر.