IMLebanon

رهان “الحزب” على الوقت في مكانه؟!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في الكواليس، تتحرك الامور على الضفة الرئاسية. رغم الانشغال اللبناني، الرسمي والشعبي، الظاهر، بتطورات الجنوب وايضا بالملفات الاقتصادية والمعيشية، يبدو ان الرئاسة تمكنت من ان تجد لها مكانا في الاهتمامات المحلية والدبلوماسية “الخلفية”، بعد فترة من الغياب.

لكن حتى الساعة، لا يمكن تحديد المسار الذي سيسلكه الملف سلبا ام ايجابا. فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، الخماسي يسعى الى ايجاد طرح جديد يسوّقه في الداخل من اجل الذهاب نحو الانتخاب. والفكرة، بطبيعة الحال، يفترض ان تنطلق من توافق اللبنانيين على “حل وسط” اي ان يتقدم كل من الفريقين المتنازعين اليوم، خطوة، نحو الفريق الاخر.

لكن في مقابل طبخ الخماسي الطرحَ الذي سيحمله الى اللبنانيين وسينقله اليهم الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في الايام المقبلة، مبدئيا، يبدو ان ثمة دفعا في الداخل نحو رفع حظوظ مرشح 8 آذار.

فغداة لقاء جمع نهاية الاسبوع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط في عين التينة والاخير والسفير الايراني مجتبى اماني ايضا، اعلن جنبلاط في حديث صحافي انه يؤيد انتخاب المرشح المدعوم من الثنائي الشيعي اي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. فقد شدّد جنبلاط على ضرورة انتخاب رئيس “لتسيير شؤون الدولة. منذ عامين نراوح مكاننا وننتظر اتفاق المسيحيين. بالنسبة إليّ، لا موقف شخصياً لي من أحد. أسير بأيّ كان لملء المنصب، ولا مشكلة لي بالسير في انتخاب سليمان فرنجية أو غيره. أعلم أن هذا قد لا يكون موقف بعض أعضاء اللقاء الديمقراطي. لكنّه موقفي”.

مع مرور الوقت اذا، بات سيد المختارة اكثر مرونة واستعدادا للسير بفرنجية، اي ان رهان بري كان في مكانه. واذا طال الشغور اكثر، وكبرت التهديدات العسكرية وايضا الاقتصادية والمالية في الداخل، قد يضغط “البيك” على نجله النائب تيمور جنبلاط وقد يشغّل محرّكاته على خط نواب كتلة اللقاء الديمقراطي، للسير بفرنجية، والخروج من “كابوس” الشغور الذي يقض مضجعه.

موقف جنبلاط هذا سيدفع بري وايضا حزبَ الله، الى التمسك اكثر بسياسة تعطيل الاستحقاق وتأجيله الى ان تصبح كفة الميزان النيابي مرجِحة لفرنجية، مراهنَين ايضا على انضمام النواب السنة المترددين حتى الساعة الى ناخبي فرنجية. واذا كانت هذه هي الحال، تقول المصادر، ان كل ما يعدّ له الخماسي الدولي للذهاب نحو مرشح توافقي، وان الاتصالات التي يعتزم لودريان اجراءها في لبنان، ستصطدم بتصلّب فريق 8 آذار، وسيبقى الملف الرئاسي في مراوحة سلبية الى حين نجاح حزب الله في ايصال مرشحه الى قصر بعبدا.