IMLebanon

موسم التّزلّج “تأخّر”… ولولا الوضع الحجوزات full!

تقرير مارلي دكّاش:

يشهد هذا العام موسمًا إستثنائيًا للتزلج وغير مألوف حتى لو انطلق متأخرا، ولكن من جهةٍ أخرى تأتي هذه الفترة من العام كفرصة لمحبي التزلج للاستمتاع بتجربة فريدة في الجبال اللبنانية، حيث تعتبر كفردبيان والزعرور واللقلوق والأرز من بين المناطق الرئيسية لممارسة هذه الرياضة.

وتتميّز جبال لبنان بتساقط كثيف للثلوج خلال فصل الشتاء، مما يجعلها وجهة مثالية تجذب عشاق رياضة التزلج إلى جبال هذا البلد الجميل ولكن “بخل” الطّقس هذا العام أخّر انطلاق هذا الموسم لنحو شهر مما أثّر سلبًا على هذا القطاع.

مختار كفردبيان شربل زغيب شدّد في حديث إلى موقع “IMLebanon” على أنّ “هذا التأخير أثّر بشكل كبير على قطاع التّزلّج فالموسم يتزامن إجمالًا مع عطلة المدارس والأعياد وهذا الأمر لا يتطابق مع الوضع هذا العام”، لافتًا إلى أنّ الموسم ينتهي في نهاية شباط وهو عادةً لا يتجاوز الشهرين وخصوصًا هذا العام حيث تتزامن العواصف التي تضرب لبنان بأغلبيّة الوقت في آخر الأسبوع مما يقلّص من أيّام الموسم.

أمّا من ناحية الإقبال، فأكّد زغيب أنّ التّرشيحات تشير إلى أنّ هذا العام أضعف من الأعوام الماضية لأنّ السّيّاح متخوّفون من السّفر إلى لبنان في ظلّ الأوضاع الأمنيّة في المنطقة.

وأضاف: “الوضع الإقتصادي الرّاهن مؤشّر سلبي على موسم التّزلج لأنّ هذه الرياضة ليست من أولويّات العيش، فهواة هذه الرياضة يمارسونها بشكل أقلّ هذا العام”.

وعن التّحدّيات التي يواجهها المتخصّصون والمعنيّون بقطاع التّزلّج، قال زغيب إنّ “الوضع الأمني والسياسي لا يستقطب السّيّاح”، مشيرًا إلى أنّهم الـ”moteur” المحرّك لهذا القطاع بما أنّ اليوم الكامل مكلف وإبن البلد لا يمكنه تحمّل هذا العبء لذا لن يكون المحرّك الأساسي.

وأضاف: “الحجوزات في الفنادق قليلة نسبةً للسنوات الماضية”.

وأشار زغيب إلى أنّ كلفة اليوم الواحد لممارسة رياضة التّزلّج للعائلة المؤلّفة من أربعة اشخاص تبلغ 500 دولارًا وتتضمّن تأشيرة الدخول وموقف السيارة والطعام وأجار الـski من دون المبلغ المخصّص للمدرّب، لافتًا إلى أنّ الكلفة عالية لأنّ الموسم قصير فلا يتجاوز الشهرين.

ومن جهة أخرى، تحدّث المدرّب رياض عقيقي لموقع “IMLebanon” عن التحدّيّات التي يواجهها اليوم المدربون، قائلًا: “البلدية تساعدنا في الأمور اللوجيستيّة ولا عوائق اليوم أمامنا، وهي المشجّع الأساسي للمواطنين لممارسة هذه الرياضة ولكن سعر البطاقة لدخول منطقة التزلج اليوم بين 50 و70$ باهظ مما يدفع الهواة للتريث قليلًا”.

وشرح عقيقي الأسعار لتمضية يومًا كاملًا في كفردبيان للتزلّج: “ففي أيّام العطلة تتراوح أسعار البطاقات بين 50 و70 دولارًا على الشخص الواحد، أجرة الـski 20 دولارًا، والمدرّب يتقاضى نحو 40 دولارًا أجرة الساعة الواحدة، أي بعمليّة حسابيّة بسيطة يكلّف اليوم الواحد في عطلة الأسبوع ما بين 140 و150 دولارًا من دون الأكل والشرب. أمّا في أيّام الأسبوع فالكلفة هي 90 دولارًا على الشخص الواحد”.

وأضاف عقيقي: “الموسم هذا العام أطول من السنوات الماضية ولكن الطقس لا يساعدنا، فالعواصف متتالية ولا break بين العاصفة والأخرى”، مشيرًا إلى أنّ “العطلة من 9 إلى 19 شباط في بعض المدارس الخاصّة شجّعت الأهل على حجز البطاقات لأولادهم ليستفيدوا ولكن لا شيئ مضمونًا بانتظار ما يخبّئ لنا الطقس من مفاجآت”.

وعن الحجوزات، لفت عقيقي إلى أنّ نسبة اللبنانيين عالية ولكن ما يختلف عن الأعوام السابقة هو عدد الأجانب المتخوفين من الحرب في لبنان، مشدّدًا على أنّه “لولا الوضع السياسي الحجوزات كانت full هذا العام”.

باختصار، يُعتبر موسم التزلج في لبنان فرصة رائعة للتمتع بالثلوج والرياضات الشتوية في إطار طبيعي خلاب، مما يجعله وجهة مثالية للمحترفين والهواة على حد سواء، ويلعب قطاع التزلج دورًا هامًا في تحفيز السياحة الداخلية وتوفير فرص اقتصادية للمجتمع المحلي ولكن الوضع هذا العام يختلف في ظلّ العوامل الطبيعية في المرتبة الاولى والوضع السياسي والاقتصادي في المرتبة الثانية.