IMLebanon

اجتماعات في الرياض واسطنبول… أي سيناريو ما بعد الحرب؟

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

استباقاً للتطورات المتوقعة في غزة بعد انتهاء المهلة التي حددتها واشنطن لوقف العمليات العدائية ضد الفلسطينيين وبدء انسحاب القوات الاسرائيلية، ومن اجل مواكبة التطورات والسعي لترتيب البيت الفلسطيني ليتسنى للفلسطينيين توحيد موقفهم تمهيداً للشروع في المفاوضات، عقد منذ أسبوعين، اجتماع في الرياض ضم السعودية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية، ناقش المواقف بشأن اليوم التالي للحرب على قطاع غزة وسبل إشراك السلطة الفلسطينية بحكم القطاع وتشكيل سلطة فلسطينية جديدة تضم جميع الفصائل والتنظيمات، وصولاً إلى تشكيل حكومة جديدة تواكب التطورات، ويكون الموقف الفلسطيني مدعوماً عربياً، يقابله ربما تحرك لجامعة الدول العربية لاحقا لمواكبة المفاوضات لوقف الحرب وحل الازمة الفلسطينية والاسرائيلية من خلال تطبيع اسرائيلي مع العالم العربي. فهل هذا السيناريو ممكن التحقيق؟

العميد المتقاعد ناجي ملاعب يقول لـ”المركزية”: “لم يكن هناك حديث عن دولة فلسطينية او وفاق فلسطيني –فلسطيني قبل 7 اكتوبر، وآخر اجتماع عُقِدَ في تركيا قبل عملية “طوفان الاقصى” بنحو شهرين، شارك فيه الأمناء العامون الذين يمثلون كل المنظمات الفلسطينية حتى حركة “حماس”، وغاب عنه الجهاد الاسلامي الذي كانت له شروط معينة، لكن لم يتم الوصول الى اتفاق”. ويشير الى ان “الشرخ الرئيسي قبل 7 اكتوبر كان في الفصائل التي تعتمد المقاومة العسكرية كمبدأ والفصائل الاخرى التي سلكت طريق اوسلو ودخلت في موضوع السلطة الفلسطينية. كانت محاولات كذلك في مصر، خاصة وان القاهرة دائما ما تجمع بين حركتي “حماس” و”فتح” وصولا الى توحيد منظمة التحرير، لكن لم يكن هناك وفاق في هذا الموضوع أيضاً”.

ويؤكد ان “ما استجد بعد اكتوبر هو حراك عربي، نوع من محاولة لترتيب البيت الفلسطيني تمهيدا لأن يكون موقف فلسطيني موحد تتبناه القوى العربية الرئيسية وجامعة الدول العربية. هذا الموقف كان عام 2002 في بيروت في مؤتمر القمة العربية عندما عرض العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز انذاك ان يكون هناك عرض عربي لتحقيق انسحاب كامل من الاراضي الفلسطينية المحتلة مقابل السلام، اي الارض مقابل السلام.

هذا الموضوع أُهمِل منذ ذاك الحين، طالما أنه لم يكن مواكبا بالقوة وبقدرات عسكرية في هذا الاتجاه. وأتوقع ان مصيره الاهمال، طالما ان هذه القوى لا تعترف بالمقاومة العسكرية، ومنها مَن يعمل ضد المقاومة. اعتقد ان هذا الموضوع لزوم ما لا يلزم، طرح من دون مفعول ومن دون دعم وقوة”.

عن السبب يجيب ملاعب: “أولاً، يجب ألا ننسى ان اسرائيل، مهما قال المحللون معتبرين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مُجبَر على إبقاء الاحداث خشية خروجه من السلطة فور انتهائها، كل اسرائيل اليوم تعتبر أن البلاد تمرّ بأزمة وجودية، ولا معتدِل في اسرائيل، كل الاسرائيليين مع انهاء الوضع مستفيدين من الدعم الاميركي اللامحدود السياسي والدبلوماسي والعسكري، ولا مجال لخط تراجعي . ثانيا، لا ننسى ان الانتخابات الاخيرة في اسرائيل أتت باليمين المتطرف الى السلطة، ونال حقوقا لم تكن لديه سابقا، من “تجنيد الحريديم” وتعطيل يوم السبت… كل المطالب اليمينية هي من يتحكم في اسرائيل المستقبل وليس صحيفة هاآرتس، وكأنها هاآرتس تكتب للعرب لتُظهِر ان اسرائيل ضعيفة. وكأن كتاباتها موجهة لنا، حتى نُمنِّن النفس بأن هناك دولة ضعيفة. الاسرائيليون مستفيدون من الدعم الخارجي يطرحون بكل وقاحة السيطرة الكاملة وعدم الخروج من غزة”.

ويختم ملاعب: “ما يجري في الضفة الغربية أسوأ بكثير مما يجري في غزة. هناك تسليح للمستوطنين وقضم للأراضي وهناك كل عملية عسكرية مصحوبة بجرافات، كل منزل يستعصي او يصدر منه إطلاق نار يُهدَم، هكذا باتوا يتعاملون في الضفة الغربية بصمت ومن دون إعلام خارجي، كون العالم مشغولا بما يجري في غزة. ولكن ما يجري في الضفة خطير جدا، 6000 معتقل حتى اليوم و360 شهيدا فلسطينيا، هذا امر ليس بقليل في منطقة ليست في حرب معلنة إلا من ناحية واحدة. لذلك لا أرى خيرا من كل هذه الاجتماعات ويبدو ان المايسترو الاميركي يمنن النفس بأن تكون تلك تحضيرات لوحدة فلسطينية هي نوع من سلطة هزيلة كما السلطة الحالية تابعة وتنسق مع العدو مقابل تبرير التطبيع الذي كان سلك طريقه سابقا وقد يؤدي الى مزيد من التطبيع مع دول الخليج”.