IMLebanon

ضغطٌ لإطفاء جبهة الجنوب… وإنذارٌ أخير!

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

في موازاة جهود الخماسي الدولي لحل ازمة لبنان الرئاسية التي تبدو حتى الساعة عصيّة على الاختراق بفعل تعنّت الثنائي الشيعي ورفض تنازل ايران من خلفه عن ورقة ثمينة توظفها في مفاوضاتها الدولية، تركز واشنطن ولندن مساعيهما على ترتيب الوضع الحدودي بين لبنان واسرائيل بعدما بات مرتبطا عضوياً بملف الحرب في غزة الذي يتقدم تدريجيا في اتجاه اتمام صفقة هدنة طويلة، فوقف اطلاق نار، تمهيدا للانتقال الى البحث في مرحلة “اليوم التالي” .

خلافا للواقع الرئاسي المسدودة أفقه، تبدو المعطيات ذات الصلة بجبهة جنوب لبنان تنحو ايجابا بالاستناد الى المُسَرَب من معلومات في شأن مصير الجهود الدبلوماسية التي تقودها بالتكافل والتضامن الولايات المتحدة الاميركية عبر مستشار الرئيس لشؤون الامن والطاقة آموس هوكشتين وبريطانيا التي قدمت مقترحاً لانهاء النزاع المُسَلح في الجنوب يتضمن بحسب ما تكشف مصادر دبلوماسية “اعلانا من الجانبين اللبناني والاسرائيلي عن وقف النار وسحب

المظاهر العسكرية على جانبي الحدود، وترسيم الحدود من الناقورة حتى شبعا ضمنا. ويتم نصب ابراج ونقاط مراقبة مجهزة بأجهزة رصد تحت اشراف اليونيفيل تعمل على جانبي الحدود، على ان تكون الاجراءات ملزمة للجانبين. اي على لبنان عدم خرق القرار 1701 وعلى اسرائيل ضمان عدم القيام بأي خرق بري، بحري او جوي للقرار الدولي”.

يعزز التوجه هذا ما صدر في وسائل إعلام إسرائيلية اليوم من معلومات تُفيد بأنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين “أعطى إشارات إيجابية لإمكانية الوصول لحلّ سياسي لتهدئة جبهة جنوب لبنان.، فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية عن “مقترح أميركي يشمل تراجع حزب الله عن الحدود وعودة النازحين”، مؤكدةً وجود “بوادر إيجابية” لتهدئة بين إسرائيل و”حزب الله” بعد وساطة أميركية. ونقل مسؤولون لهيئة البث الإسرائيلية أنّ “هناك فرصة حقيقية لنجاح مساعي إنهاء التوتر مع حزب الله”.

الاجواء التفاؤلية لا تعني بالضرورة اطفاء النار على الجبهة الجنوبية سريعاً بحسب ما تفيد اوساط لبنانية معنية “المركزية”، مشيرة الى ان مصادر في حزب الله نفت معرفتها بهذا المقترح، وذكّرت بمطالبة وزيرالخارجية عبدالله بو حبيب بحل شامل للوضع تلتزم به اسرائيل ورفضه الحلول المجتزأة . لكنّ الوسطاء الاجانب لا يغفلون عن الامر ويركزون اهتمامهم على التزام اسرائيل وحزب الله في آن بوقف اطلاق النار، افساحا في المجال امام الموفد الاميركي اموس هوكشتاين لمتابعة مهمة تثبيت حدود لبنان مع اسرائيل، مستفيدا من وقف النار في غزة ووقف جبهة الاشغال من جنوب لبنان.

الحزب يتريث في التجاوب مع خطوة هوكشتاين ، توضح الاوساط ، مترقباً مصير المفاوضات الجارية حول الهدنة في غزة وتفاصيل التسوية السياسية لانهاء الحرب، وما سيليها من اتفاقات سياسية بعدما ربط جبهة الجنوب المسانِدة بمصير حرب غزة ، وهو يخشى إن وافق على اقتراح التهدئة جنوبا، ان تعمد اسرائيل لاحقا الى استئناف عملياتها العسكرية في غزة، خصوصا ان اي اتفاق قد يُبرم يوجب سحب حزب الله مجمل السلاح الثقيل المستقدم الى القرى والبلدات الحدودية بعد 8 تشرين الاول 2023 كما الشريحة الكبرى من قواته المشاركة في المواجهات العسكرية مع اسرائيل بعدما خفف انتشار قوة الرضوان، ويتردد انها انسحبت من جنوب الليطاني.

وليس بعيدا من الجهد الاميركي- البريطاني، تفعّل باريس مساعيها على هذا الخط، اذ يصل الى بيروت غدا وزير خارجيتها ستيفان سيجورني في محطة هي الاخيرة ضمن جولة في المنطقة شملت مصر والاردن واسرائيل ورام الله . وتؤكد اوساط دبلوماسية لـ”المركزية” ان رأس الدبلوماسية الفرنسية يحمل في زيارته الاولى الى لبنان تحذيرا اخيرا بوجوب وقف عمليات الاشغال التي يقوم بها حزب الله في الجنوب لان خطرها بلغ نقطة الذروة ، وسيدعو الى التطبيق الفوري للقرار 1701 وتراجع حزب الله الى شمال الليطاني لمنع اسرائيل من شن حرب مدمرة على لبنان، ان استمر في اعماله العسكرية ضدها ، خصوصا اذا ما هدأت جبهة غزة فيتفرغ جيشها آنذاك لجبهة لبنان. وقد قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم أن الوقت ينفد لإيجاد حل دبلوماسي جنوب لبنان. واعلن: إذا لم يتم التوصل لحل سياسي فسيكون هناك تحرك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان.

فهل تضحي ايران، والكلمة لها في الميدان الجنوبي، بحزب الله ولبنان ، ام تصدر اوامرها بالسير بالصفقة المقترحة الى حين انتهاء تظهّر الابيض العسكري من الاسود السياسي في غزة؟