IMLebanon

“الحزب” يقرّش ثمن التهدئة في السياسة

كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:

في العاصمة المصرية، يعقد اليوم اجتماع امني يبحث تطورات صفقة تبادل الأسرى المحتملة بين حركة حماس وإسرائيل بمشاركة وفد إسرائيلي برئاسة رئيس جهاز الموساد دافيد بارنياع ورئيس الشاباك رونين بار واللواء نيتسان ألون ، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

بحسب هيئة البث الاسرائيلية ونقلا عن مسؤولين سياسيين فإن “إسرائيل صاغت مسودة جديدة لموقفها من اتفاق إطلاق سراح الرهائن وإتمام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس”. وافادت ان “المسودة الجديدة تتمتع بقدر معين من المرونة من جانب إسرائيل، على أمل أن تؤدي إلى انفراجة في المفاوضات”.

الاجتماع ليس الاول من نوعه ولن يكون الاخير ما دامت الحرب مستمرة ولا اتفاق على وقف اطلاق نار، بل مجرد بحث عن هدنة طويلة مع إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة وتقدر تل ابيب عددهم بـ 130 ، بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين 250 شخصا تم اسرهم في عملية طوفان الاقصى فإن خرج الاجتماع باتفاق ودخلت غزة مرحلة الهدنة ستتجه الانظار والاهتمامات الى جبهة جنوب لبنان التي ما زال حزب الله يربطها بوقف النار في القطاع من دون ان يحقق بنيرانه اي مكسب لغزة، بل يقدم قافلة من الشهداء اللبنانيين يسقطون بعمليات امنية دقيقة واغتيالات تكاد تكون بوتيرة يومية، ولا تلق ردا بالمستوى نفسه كون القرار الايراني يقضي بعدم التصعيد ونقطة عالسطر.

في معرض قراءته للواقع هذا، يقول قيادي معارض لـ”المركزية” ان حرب غزة انهت دور حزب الله في لبنان والاقليم ، بعدما انكشفت اللعبة وثبت بالأدلّة الدامغة ان شعار وحدة الساحات ليس سوى حبرا على ورق ومادة للتعبئة السياسية والتوظيف الشعبي .فإثر الهجوم الاسرائيلي واقترافاته الوحشية ومجازره البربرية، بقي الحزب كما سائر اذرع ايران بعيدا من غزة يفتح جبهة إشغال هنا ويقصف بضعة صواريخ هناك ويستهدف سفنا تجارية في البحر ،لحفظ ماء الوجه ليس الا، من دون ان يستخدم ترسانته العسكرية لازالة اسرائيل من الوجود كما يدعي، ما يعني عمليا انتهاء خدمات ومهام اذرع ايران في المنطقة ، لاسيما حزب الله الذي تكبّد خسائر بشرية الى جانب الاضرار الهائلة التي لحقت بالقرى الجنوبية واهلها.

لماذا يستمر الحزب اذا في تقديم الشهداء؟ يسأل القيادي، فيجيب “لقبض ثمن ورقة الجبهة في المفاوضات وتقريشها في استحقاقات الداخل لا سيما في الانتخابات الرئاسية لتمرير مرشحه

والحصول على شراكة في الدولة العميقة (حصة كبيرة في الوزراء وكبار الموظفين والمطالبة بقائد الجيش او حاكم مصرف لبنان، وتولي وسيم منصوري الحاكمية كانت عيّنة). بذلك تبقي ايران لبنان في قبضتها ،وما زيارة وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان لبيروت سوى رسالة الى واشنطن مفادها، “ان شؤون لبنان الداخلية والخارجية في يدنا والمفاوضات في شأنها تتم معنا “.

إبان وجوده في تل ابيب تبلغ الموفد الاميركي الرئاسي اموس هوكشتاين من احد اصدقائه اللبنانيين ان حزب الله يرفض البحث في اي حل بما فيه ترسيم الحدود وتثبيت وتنفيذ القرار 1701 قبل وقف اطلاق نار نهائي في غزة وتوفير الضمانات لحزب الله. وقبل ذلك لا سلام ولا كلام. تبعا لذلك لم يعرّج هوكشتاين على لبنان وفضّل انتظار تقدم المفاوضات غير المباشرة بين الاسرائيليين وحماس قبل الاقدام على اي خطوة او تقديم مبادرات، خصوصا ان خطته أُعِدَت لـ”اليوم التالي” بعد وقف النار. وحتى ذلك اليوم ستبقى جبهة الجنوب مشتعلة وغارات اسرائيل وعملياتها الامنية مستمرة والحزب يجري حساباته لمرحلة التسوية وكيفية الافادة الى الحدّ الاقصى من المكاسب لتثبيت رجليه سياسيا حينما تُفرض التسوية ويدخل حل الدولتين حيز التنفيذ.