IMLebanon

لماذا لا يلتزم “الحزب” بالدستور؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

حرص الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه الاخير على طمأنة اللبنانيين الى ان سلاحه ليس للاستخدام الداخلي. فأكد ان سلاح المقاومة لحماية لبنان وليس لتغيير وقائع سياسية. وقال: لا حزب الله ولا حركة أمل ولا أي فصيل مشارك اليوم على الجبهة تحدّث عن فرض رئيس جمهورية أو تعديل في الحصص أو النظام السياسي على ضوء الجبهة (…) موضوع المقاومة خارج هذه الحسابات كلها، هذه مسألة ترتبط بالدفاع عن لبنان والجنوب وشعبنا وكرامته. وأضاف: سلاح المقاومة ليس لتغيير وقائع سياسية في لبنان ولا تغيير الدستور في لبنان، هذا السلاح لحماية لبنان وشعبه وكل اللبنانيين، سواء قاتل على الأرض اللبنانية أو قاتل بمواجهة إسرائيل أو قاتل بمواجهة التكفيريين في سوريا، مشيراً إلى أنّ “ليس هناك في الحدود البرية ما يُسمى مفاوضات ترسيم حدود حتى نُتهم بأننا نريد التفاوض بغياب رئيس الجمهورية. الحدود البرية مرسّمة وأي مفاوضات ستكون على قاعدة اخرجوا من أرضنا اللبنانية”.

اذا كانت هذه هي الحال، تسأل مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، لماذا لا يقبل حزب الله اذا، ومعه حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالاحتكام الى الدستور وما يقوله، في مسألة الانتخابات الرئاسية؟ قبل ٧ تشرين الماضي، كان الثنائي يطيّر نصاب الجلسات الانتخابية قبل ان يعمد رئيس المجلس الى اقفال ابوابه، مشترطا حوارا بالظاهر، وانتخاب مرشح 8 آذار، في الباطن؟

الحزب هنا، يقول لمن يعنيهم الامر، انه الاقوى مِن حيث السلاح والديموغرافيا ايضا، وبالتالي هو مَن يجب ان تُنفَذ مشيئته سياسيا، و”كل ما عدا ذلك ممنوع”، بمعنى أوضح، يُبلغ خصومَه ان “إما تسيرون بما اريد او الفراغ سيستمر”.. فالتوازنات النيابية والقواعد الدستورية والديمقراطية لا تساوي في حسابات “الحزب” شيئا، وصوتُ هذه الاعتبارات ليس شيئا امام حجم ترسانته وعضلاته العسكرية.. اليست هذه اوضح مظاهر استخدام السلاح في السياسة؟

اما بعد 8 تشرين، تتابع المصادر، فالحزب ازداد تمسكا بهذا السلوك وإن قال امينه العام العكس. في السياسة والرئاسة تحديدا، يريد ان يأتي برئيس من صفه السياسي يحمي ظهره وسلاحه “بما ان هذا السلاح حمى لبنان من الإسرائيلي الذي كان سيحتل بيروت بعد طوفان الاقصى” كما يقول الحزب.. اما في ملف الحدود، فيعلن الحزب ان لا ترسيم ولا مفاوضات، بينما في الواقع، عملية البيع والشراء بينه والغرب “ماشية” في الكواليس.. وبعد ان املى على الدولة متى وكيف ستحصل هذه المفاوضات وما الموقف الذي يجب ان تتخذه الحكومة خلالها… ورغم تحديده كل هذه التفاصيل بلسانه منذ ايام قليلة في خطاب علني، يخرج نصرالله اليوم ليرد على مَن انتقدوه لِتجاوزه صلاحيات رئيس الجمهورية، قاصدا المطارنةَ الموارنة، وكأن الناس بلا ذاكرة او لا يتابعون ولا يقرأون، تختم المصادر!