IMLebanon

تهجير الفلسطينيين الى رفح: اعتبارات مصرية ودولية تُحبطه؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”: 

شدد وزير الخارجية المصرية سامح شكري، خلال استقباله وفدا من مجلس النواب الأميركي، امس، على رفض مصر العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، مشيرا الى “أن مصر ترفض أية أفكار أو إجراءات تدفع نحو تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة”. وتابع: لا نرى بديلا سوى الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة واتخاذ خطوات واضحة تجاه إطلاق عملية سلام جادة وحقيقية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

شكري كان اكد نهاية الاسبوع الماضية “أن أي عمليات عسكرية شاملة في قطاع غزة ستكون لها تداعيات إنسانية كارثية، وأن إخراج النازحين من رفح يشكل خطرا على أمن مصر القومي”. وأضاف خلال مشاركته في جلسة نقاشية حول السلام والاستقرار في الشرق الأوسط على هامش أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، أن بلاده تعمل على توفير كل الدعم الممكن وتتخذ جميع الإجراءات اللازمة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. وأشار إلى أن الحديث عن بناء جدار على حدود مصر مع غزة مجرد افتراض وأن مصر تجري عمليات صيانة فقط، لافتا إلى أن القاهرة لا تنوي إعداد أي أماكن آمنة للمدنيين في غزة. وشدد شكري على ضرورة تجنب أي تصعيد من قبل الجانب الإسرائيلي من شأنه أن يفاقم الأوضاع في القطاع.

ايضا، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن إيرادات قناة السويس تبلغ 10 مليارات دولار سنويا، وتراجعت بنسبة بين 40 و50% بسبب الأحداث العالمية. كما رجحت وكالة “بلومبيرغ إنتليجنس” قبل أيام، أن تتراجع إيرادات قناة السويس المصرية بنسبة 44% خلال شهر كانون الثاني الماضي، على أساس سنوي، وذلك بسبب تهديد حركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث قامت أكبر شركات الشحن في العالم بتحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، لتجنب هجمات الحوثيين.

لاعتبارات امنها القومي وايضا لاعتبارات مرتبطة باقتصادها ووضعها المعيشي، لا يمكن للقاهرة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان تتحمل تداعيات اي هجوم على رفح، يعدّ الجانب الاسرئيلي العدّة له، خاصة ان هدف هذا الهجوم وإن لم يعلنه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالعلن، هو تهجير الفلسطينيين الذين نزحوا الى رفح من شمال غزة وجنوبها، نحو مصر، لـ”التخلّص” نهائيا منهم، بما ان نتنياهو لم يعد يريد حل الدولتين..

هو قال إن إسرائيل لن تقبل ما وصفها بإملاءات دولية تطالب بفرض إقامة دولة فلسطينية بشكل أحادي ويرفض اعتراف العواصم بفلسطين، مشيرا الى ان “أي تسوية سياسية مع الفلسطينيين يجب أن تتم فقط من خلال مفاوضات مباشرة بين الأطراف دون أي شروط مسبقة”، على حد قوله. وتابع “مثل هذا الاعتراف بعد هجوم 7 تشرين، سيكون بمثابة مكافأة غير مسبوقة للإرهاب، وسيمنع أي اتفاق سلام حقيقي”.

ووفق المصادر، مصر والمجتمع العربي والدولي، حتى ولو شن نتنياهو الحرب على رفح، لن يقبلا بأن ينتقل النازحون الفلسطينيون الى الصحراء المصرية بـ”صورة نهائية” ولا ان يتم تثبيت وجودهم فيها.. فبعد انتهاء العملية سيعودون الى اراضيهم، ولن يكون الا حل للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي على اساس “الدولتين”.