كتبت لورا يمين في “المركزية”:
على وقع اعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت أن “سلاح الجو يعمل في دمشق وبيروت والنبطية وحيثما لزم الأمر”، هز انفجاران اثنان يحملان بوضوح بصمات الطيران الاسرائيلي، دمشق.
صباح الاربعاء، سقط ثلاثة قتلى وأصيب آخرون، جراء هجوم جوي إسرائيلي استهدف مبنى في حي كفرسوسة غرب العاصمة دمشق، افيد ان “الميليشيات الإيرانية تستخدم جزءاً منه كمقرات لها”. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “إن الهجوم أدّى إلى مقتل 3 أشخاص بينهم مدني نتيجة شظايا الصواريخ الإسرائيلية، فيما الاثنان الآخران هما من جنسيات غير سورية، وكانا ضمن الشقة المستهدفة في حي كفرسوسة، والواقعة الى جانب المدرسة الإيرانية، موضحاً أن قيادات من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله يترددون إلى المنطقة”، ولفت إلى “أن العملية تشبه إلى حد كبير عملية الاغتيال الإسرائيلي التي أدت إلى مقتل القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت في وقت سابق”. وفي الحي المذكور، الخاضع لمراقبة أمنية شديدة، اغتيل القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في العام 2008.
وما هي الا ساعات قليلة حتى دوى انفجار كبير في العاصمة السورية دمشق وقد أطلقت المضادات الجوية السورية صواريخ للتصدي للقصف الذي استهدف منطقة الديماس في ريف دمشق.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذه العمليات المتكررة التي باتت تحصل في وتيرة شبه اسبوعية في سوريا، خاصة بعد 7 تشرين، إذ نفّذت تل ابيب مذ ذاك التاريخ، 56 استهدافاً، ما أدى إلى مقتل 170 عسكرياً بينهم مستشارون للحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله، إضافة لمقتل 12 مدنياً، وفق المرصد السوري… تؤشر الى قرار دولي بتنقية المحيط الاسرائيلي من الوجود الايراني.
في سوريا، هذا “التطهير” اذا جاز القول، يحصل بالاداة العسكرية، حيث تنكب اسرائيل، بضوء اخضر من واشنطن وموسكو والعواصم الكبرى، على تصفية القيادات الايرانية او الكوادر المسؤولة في الاذرع الموالية لايران في المنطقة وتستهدف ايضا مستودعات الذخيرة والاسلحة التابعة لها. اما في لبنان، فالتركيز اليوم، الى جانب الحرب التي تشنها تل ابيب جنوبا والضربات المحدودة التي نفذتها في الضاحية لقتل العاروري وقد تنفّذ سواها، هو على حلٍّ بالدبلوماسية، لإراحة اسرائيل وشمالها من “همّ” حزب الله.. ويعمل المجتمع الدولي باصرار على التوصل الى اتفاق بالدبلوماسية، وذلك كي لا يتمدد السيناريو الاسرائيلي في سوريا وفي الجنوب اللبناني، نحو لبنان ككل… فهل ينجح؟