IMLebanon

هل يتحرك لبنان لدحض مزاعم اسرائيل؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

بينما تستهدف اسرائيل المنازل والمناطق الصناعية في الجنوب اللبناني، من دون ان يرف لها جفن، مُسقطة ضحايا مدنيين ابرياء، مدّعية في كل مرة انها “تضرب اهدافا لحزب الله”، يتأكّد اكثر ان تل ابيب لا يردعها اي وازع، وانها مستعدة، لمجرد “اشتباهها” بخطرٍ ما يتهددها، لأن تضرب وتُغير وتدمّر.

انطلاقا من هذه الوقائع، تتوقف مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية” عند التقرير الذي بُث في الساعات الماضية في الاعلام الاسرائيلي، عن انفاق لحزب الله في كسروان وجبيل. فقد نشر مركز “ألما” للبحوث والدراسات الإسرائيلي خارطة لأنفاق وطريق قال إنها مواقع عسكرية للحزب في قضاء جبيل تحتوي على بنية عسكرية لإطلاق صواريخ “فاتح 110” الضخمة والمسيّرات باتجاه اسرائيل. وتضمّن الفيديو رسماً لطريق يربط حدث بعلبك في البقاع حيث مناطق نفوذ حزب الله، بجبيل على البحر الأبيض المتوسط مروراً بجرد العاقورة ذي الأغلبية المسيحية، وزعم المركز أن معلوماته في الفيديو الذي يعود إعداده لأشهر، مستقاة من الاستخبارات الإسرائيلية.

والمستغرب هنا، وفق المصادر، هو ان الإعلام اللبناني وحده، تولّى مهمة دحض هذه المعطيات. اما الرد الرسمي الفعلي فلم يصدر حتى الساعة. وحدها، وزارة الطاقة ردّت على المزاعم الاسرائيلية. فأصدرت بيانا قالت فيه “يتم التداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بفيديو نشره العدو الإسرائيلي يدعي فيه وجود مواقع صواريخ في جبيل وكسروان. يهم وزارة الطاقة والمياه التوضيح أنه عند التدقيق بالفيديو يتبين أن العدو يعرض منشآت تابعة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، وأبرزها النفق المنشأ لتحويل مياه نهر إبراهيم لزوم تشييد سد جنة. كما أن الفيديو يعرض الوادي المحيط بمحيط السد والذي نتج عن أعمال الحفريات التي نفذت فيه ولا علاقة لهذه المنشآت بما يزعمه العدو حول بنى تحتية. لذلك اقتضى التوضيح والنشر منعاً لتمادي العدو في مزاعمه تبريرا لاستهداف منشآت تابعة لمؤسسات رسمية يتوخى منها مصلحة عامة”.

لكن المطلوب – في حالة كهذه، شديدةِ الحراجة والدقة، عسكريا وامنيا، حيث كما قلنا، اسرائيل تضرب عسكريا من دون ان تُعير اهتماما لاي اعتباراتٍ دولية او انسانية او مدنية – هو ان يضع لبنان الرسمي كل ثقله في اثبات زور المعطيات الاسرائيلية، فيتحرّك دبلوماسيا عبر وزير الخارجية وعبر بعثات لبنان في العواصم الكبرى… وايضا “ميدانيا” في المناطق المعنيّة، بالتعاون مع وسائل الاعلام المحلية والاجنبية، لتأكيد ان هذه النقاط خالية من اي وجود عسكري لحزب الله. فهذه هي الطريقة الوحيدة، لحماية او “محاولة” حماية المدنيين والبنى التحتية في المناطق هذه، من اي ضربات اسرائيلية… فهل تتحرك الدولة اللبنانية لتفادي السيناريو الأسوأ، قبل فوات الاوان؟