IMLebanon

الأزمة مع “الأونروا” مفتوحة

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

ذكرت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» أنّ مدير ثانوية دير ياسين في مخيم البص في منطقة صور المربي فتح شريف، رفض تقديم استقالته كما طلبت منه إدارة وكالة «الأونروا» في لبنان على خلفية اتهامه بنشاطه السياسي والوطني، ما يجعل المواجهة بين الطرفين مفتوحة إلى أقصى مدى.

وأوضحت المصادر أن القوى السياسية الفلسطينية مصمّمة على خوض المواجهة حتى النهاية كي لا تكرّ السبحة ويصبح تهديد الموظفين بالفصل سيفاً مُصلتاً فوق رقابهم تحت ذريعة مخالفة «الحيادية» التي تعني نزع الانتماء الوطني لصالح الوظيفة أو وقف تمويل «الأونروا» مالياً، معتبرةً أن القوى السياسية ترفض محاولات «الأونروا» تصنيف الموظفين والتمييز بينهم وتهديدهم، مؤكدة أن تهديد مديرة الوكالة في لبنان دوروثي كلاوس للموظفين هو عبث بالأمن الاجتماعي والاستقرار الأهلي للمجتمع الفلسطيني في لبنان، الذي يمرّ في ظروف سياسية واقتصادية معقدة.

وتمرّ الوكالة بمرحلة من العجز المالي بعد قرار 16 دولة تعليق مساعداتها وقيام 4 دول أخرى بدرس الأمر بحجّة مشاركة أو تأييد 12 موظفاً من غزة بعملية «طوفان الأقصى»، وطلب «الأونروا» بحقّ المربي شريف ليس الأول من نوعه في لبنان، إذ سبق واتّخذت إجراءات مماثلة بحق بعض المعلمين ومنهم الأساتذة أحمد ميعاري، وزياد عبد الغني، وأحمد نمر مصطفى خلال العام 2023، وقبلهم المعلم محمد خليل أبو عرب في العام 2022، ما فجّر حالة من الغضب الفلسطيني والتحركات الاحتجاجية أدّت إلى تراجع الوكالة عن قراراتها.

وفي رسالة فلسطينية رافضة للقرار وداعمة للمربّي شريف معاً، عمّ الإضراب العام مدارس «الأونروا» وامتنع أكثر من 36 ألف طالب عن الذهاب إلى مدارسهم، فيما أغلقت 64 مدرسة أبوابها في كافة المخيمات والتجمّعات والمناطق اللبنانية، تلبية لدعوة الاتحاد العام للمعلمين. وأكد شريف أمام مسيرة طلاب في مخيم البص حيث تقع ثانوية دير ياسين، أنه لم يستقل، ولن يغير مواقفه أو يتوقف عن نشاطاته الداعمة للفلسطينيين المنكوبين في قطاع غزة، وأن أياً كان لن يستطيع ثني الفلسطينيين عن مواقفهم الوطنية وانتمائهم. وقال: «الوظيفة لم تكن يوماً ما هدفاً»، ولن تذلّنا يوماً ولن تسيّرنا وتجعلنا نتنازل عن حقنا وعن كرامتنا وعن عزّتنا، قلتها وأقولها وأكرّرها إنّ انتماءنا لفلسطين ولشعبنا ولغزة وللضفة ولكل فلسطين هو انتماء عقيدي ولا تراجع عنه».

واستكمل الإضراب بتنظيم مسيرتين رمزيتين في مخيمي البص والرشيدية من جهة، وبقيام وفد فلسطيني موسع من منطقة صور ضمّ شخصيات وممثلين عن غالبية القوى الفلسطينية بزيارة شريف، حيث تم التأكيد على «خطورة هذا الإجراء من قبل إدارة الوكالة والرفض المطلق له».

توازياً، تواصلت البيانات الشاجبة، وآخرها من مكتب شؤون اللاجئين في العمل الجماهيري في حركة «حماس» الذي رفض الإساءة للجسم الوظيفي الفلسطيني العامل في «الأونروا».