IMLebanon

أبو التقية… ع 600 مهلك!

كتب ميشال طوق:

من بعد معزوفة وحدة الساحات التي إنهارت بالكامل بفعل خوف الذي يهدد في أيام السلم ويتنصل في أيام الحرب، وبعد سمفونية المحو والرمي في البحر الأبيض المتوسط خلال 7 دقائق ونصف الدقيقة، وبعد أن تبين أن هذا المحور هو الذي فعلياً أوهن من بيت العنكبوت، ولأن يلي إستحوا ماتوا…
ما زال بعض “المدّعين” يصرحون ويخطبون كأننا في السادس من تشرين الأول 2023!!!!
هل يدركون أن ما يقولونه يصل الى مسامع الناس غير التابعين، أيضاً؟
أتحفنا أحدهم بأن المخازن ما زالت لم تفتح وأن نهاية الكيان العدو أصبحت قريبة!
لن نعلق على مثل هكذا مزحات التي أصبحت مهزلة ومادة دسمة للتنكيت على السوشال ميديا، لكننا سنحاول مقاربة هذه الآفة وتسليط الضوء على السبب الذي يدفع هؤلاء، من رأس الهرم في إيران الى أصغر بوق عندهم، الى التهديد والوعيد والعنتريات دائماً، بضمير مرتاح.
من دون أي زعل، أصلاً لا نقول شيئاً من عندنا، هذا هو السبب المباشر والواضح والمنطقي الذي يفسر هذا السلوك الغريب لهذه المجموعة الممانعة.
سنعود بالتاريخ الى ما قبل سنة 991 ميلادية، السنة التي توفي فيها الشيخ الصدوق، وإسمه أبو جعفر محمد بن علي بن بابَوَيَه القُمْمِي، وهو من أهم علماء وفقهاء المذهبي الشيعي الإثني عشري، صاحب الموسوعة الضخمة من الأحاديث، “من لا يحضره الفقيه”، وقد تميزت مؤلفاته عند الفقهاء والعلماء بأنها مصادر موثوقة ولذلك سُمي بالصدوق، وقد جاء في كتابه، “الإعتقادات”، باب الإعتقاد في التقية، ما حرفيته:
“اعتقادنا في التقيّة أنّها واجبة، من تَرَكَها كانَ بمنزلة تارك الصلاة، والتقية واجبة ولا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم عليه السلام، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله ودين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمّة.”
ما هي التقية؟؟
التقية هي أن يكذب الشخص بلسانه ليقي نفسه أو يقي جماعته من الضرر. هذا المبدأ يعطيه الحرية أن يكذب في ظروف يظن فيها أنَ حياته مهددة. فيمكنه حتى أن يَكْفُرَ بالإيمان طالما يقول ذلك بلسانه ولا يعنيه في قلبه، إلا أن تتقوا منهم تقاة.
لن أدخل في شرح معمق لهذا المبدأ، فهو معروف جداً ولكل من يريد أن يعرف أكثر يمكنه بكل بساطة الوصول الى الكثير من المعلومات، لكننا هنا فقط نوضح السبب الحقيقي الذي يدفع بهؤلاء لقول كل شيء تقريباً في كل الظروف، دون أن يعيروا أي أهمية لما يترتب على هكذا سلوك من سلبيات وردات فعل، إن لم تكن آنية، فحتماً ستكون التداعيات كارثية على أصحاب العنتريات والمراجل خلف الميكروفونات، بينما الواقع على الأرض أن غزة سُويت بالأرض وشعبها أصبح بين قتيل وجريح ومشرد على شفير المجاعة!!
هذا أيضاً ما دفع بالكثيرين في الداخل والخارج أن يتغاضوا عن كل ما يقوله هؤلاء، لأنهم يعرفون أن الأقوال تختلف جداً عن الأفعال، تماماً كما أقوالهم وإلتزاماتهم وإمضاءاتهم التي ينكروها عند صياح الديك!!
فَ عَ مهلك ما تتهور، ما في شي مستعجل، إنتظر قليلاً كي يقضي الجيش الإسرائيلي على كامل القطاع وأهله، عندها قوي قلبك وأفتح مخازنك… بس يا ريت تخبرنا كرمال مين وعلى مين!!