IMLebanon

بعلبك على موعد مع خطة سير وإزالة المخالفات

كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:

تستعدّ بلدية بعلبك إلى إطلاق خطة سير جديدة للمدينة وسوقها التجارية، تحاكي حاجة السياحة فيها، بناءً على تضافر جهود السلطة المحلية والتجار معاً، لأنّ نجاح المدينة وازدهارها من مسؤولية أبنائها.

سنواتٌ عديدة وبعلبك تعاني زحمة السير داخل سوقها التجارية، بسبب عدم وجود خطة تتيح للزوار الوصول إلى المتاجر التي تشكّل الشريان الحيوي للمدينة ووجهها الإقتصادي. وتتعدّد أسباب تلك الزحمة التي تنعكس نتائجها السلبية على الحركة التجارية، كعدم دخول السيّاح الأجانب والمحليين إلى السوق والتنزه فيها، وارتياد المطاعم والمقاهي، وإكتفائهم بزيارة القلعة الأثرية والعودة من مدخل بعلبك. ويتحمّل أصحاب المحال في السوق على اختلاف مؤسساتهم المسؤولية الأولى، كونهم يركنون سياراتهم منذ الصباح الباكر أمام محالهم، ولا يتركون مجالاً للزائر لركن سيارته في السوق إذا قرّر الدخول والتبضع. تشكّل قلعة بعلبك الأثرية بوابة المدينة ومدخلها، فهي النافذة التي يطلّ منها الزوار على البقاع بمدنه وقراه وأسواقه، وتصل عبرها «مدينة الشمس» إلى كل لبنان والعالم. ولأنّ للقلعة موقفاً قريباً منها، يركن زوارها سياراتهم داخله وينتقلون إلى الهياكل الأثرية للتمتع بمنظرها، إضافةً إلى الإنتقال من القلعة إلى السوق سيراً على الأقدام مسافة لا تتجاوز الخمس دقائق، لكن بسبب الزحمة التي تشهدها الأرصفة، وقد تحوّلت صالة عرض للمنتوجات ووضع التجار يدهم عليها، ناهيك عن عدم قدرة الناس على التنقل لزحمة السيارات، يفضّل السياح وأبناء القرى والبلدات في محافظة بعلبك الهرمل اختصار الوقت، والتوجه نحو زحلة وباقي المناطق للتسوق، خصوصاً في الأعياد، فهم غير مضطرين لقطع مسافة سير تتجاوز عشر دقائق أحياناً للوصول إلى المحال، وأصحابها لا يكلّفون أنفسهم عناء السير وترك تلك المواقف للزبائن.

شكاوى كثيرة تلقّتها بلدية بعلبك وقوى الأمن لمعالجة أزمة السير في المدينة، إضافة إلى نقمة التجار على الحركة التجارية وغياب الزوار، لكن المطلوب الأساس يبقى رهن تجاوب أبناء المدينة وتجارها. وعليه، عقدت بلدية بعلبك قبل أيام لقاءً ضمّ اتحاد البلديات ونقابة أصحاب المؤسسات التجارية لإطلاق خطة واجراءات تنظيم السير في المدينة صباح غد الأحد بمؤازرة القوى الأمنية وشرطة البلدية.

وأوضح رئيس البلدية بالتكليف مصطفى الشال لـ»نداء الوطن» أنّ إطلاق الحملة سيكون العاشرة صباح الأحد، وتتضمّن إزالة كل العوائق أمام المحال التجارية في الوسط التجاري من عوائق أسمنتية حديدية وسيارات تجنّباً لزحمة السير، من ‏دون تبديل أي خطوط للسير، ‏على أن تتضمّن الإجراءات تجهيز الطرقات داخل السوق بإشارات سير ولافتات، وتحديد الأماكن المسموح الركون فيها، ‏وتوجيه أصحاب المحال لركن سياراتهم في الموقفين الموجودين قرب السوق.

وأكد أنّ عدم الالتزام ‏تتبعه إجراءات قانونية كمحاضر ضبط، وعند تكرار المخالفة يصار إلى مصادرة السيارة،‏ وهناك 20 شرطياً بلدياً سيتواجدون في السوق، حيث جنّدت البلدية 10 شرطيين جدد، وبتمويل من جهة معينة نظراً للأزمة المالية التي تمرّ بها البلديات». وأكد «أنّ الخطة تأتي استقبالاً لموسم الصيف والسياحة واستعداداً للأعياد ‏والمطلوب تعاون الجميع لنجاحها، ‏على أن تبدأ بعد فترة حملة لتحرير الأرصفة».