IMLebanon

ماذا حمل موفد برّي إلى قطر؟

جاء في “الراي” الكويتية:

وُضعت الزيارة غير المعلَنة للمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب علي حسن خليل لقطر، في إطار الدور الذي تضطلع به الدوحة على خط الأزمة الرئاسية اللبنانية (من ضمن اللجنة الخماسية) ولكن الأهمّ دورها في محاولة بلوغ هدنة في غزة، وحضّها المعنيين في لبنان على وجوب تَفادي ما يمكن أن يجعل جبهته تخرج عن السيطرة في انتظار انقشاع الرؤية حيال الأفق في القطاع ولا سيما أن ثمة أرضيةً لمسارٍ ممرحَل يعمل عليه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في ما خص الجنوب، رغم حاجته للمزيد من الأخذ والردّ قبل أن يتبلور «اتفاق الإطار» في شأنه، فإنّ العارفين باستعداداتِ «حزب الله» الميدانية يشيرون إلى أنه جاهز لكل الاحتمالات ولا يُخْرِج أي سيناريو إسرائيلي من حسابه.

ووفق هؤلاء، فإن «حزب الله» أبلغ إلى حلفاء مفترَضين له سجّلوا اعتراضاتٍ على ربْط لبنان بـ «وحدة الساحات» أنه بخياره فتْح الجبهة استباقياً عطّل إمكانَ استسهال إسرائيل شنّ حرب على لبنان «تريدها الآن أو في المستقبل»، وأنه بعرْض قدراته وجهوزيته العسكرية وبعملياته المحسوبة إنما يَعتمد استراتيجية «إظهار القوة لعدم استخدامها ولمنْع الحرب الكبرى»، وأن إسرائيل فهمت تماماً مغزى إسقاط مسيَّرة لها تحلّق على ارتفاع 18 ألف قدم، وأنها رغم كل توحُّشها فُرص عليها أن تحصر أهدافها بالحزب وعناصره ما يؤدي في بعض الاعتداءات إلى وقوع ضحايا من المدنيين يسارع الإسرائيليون «لإبداء الأسف» بإزاء سقوطهم.

ووفق العارفين أنفسهم، فإن هذه المقاربة لا تنفي تَحَسُّب الحزب الكامل لمغامرة إسرائيلية تجاه لبنان «يتهيأ لها» كل محور الممانعة وساحاته، في الوقت الذي تَمْضي تل أبيب في تمهيدٍ إعلامي لحرب أكبر، وهو ما يُقرأ بحسب هؤلاء على أن منسوب التهويل فيه أعلى من أن يكون مخطَّطاً برسم التنفيذ، على شاكلة التهديدات بتوغل بري لا يستقيم الكشف المسبق عنه مع شرط عامِل المباغتة فيه، ولا سيما أن مسالكه الممكنة كلها معروفة ومكشوفة.