IMLebanon

الجيش لم يتقاضّ المئة دولار مع راتب شباط

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

في 28 شباط الماضي اقر مجلس الوزراء حزمة تقديمات لموظفي الادارة العامة والاسلاك العسكرية ، نال منها العسكريون في الخدمة الفعلية في الأسلاك كافة 3 رواتب اضافية فاصبح مجموع ما يتقاضونه 9 رواتب شهرياً. زيادات تسري بمفعول رجعي من 1-12-2023، لكنّ العسكريين لم يتذوقوا طعمها حتى اللحظة، تماما كما لم يحصلوا مع راتب شهر شباط على الورقة الخضراء التي كانوا يتقاضونها نهاية كل شهرمن خلال المساعدات العينية الاميركية والقطرية المالية التي خصصت للأجهزة العسكرية والامنية منذ اكثر من عام ونيف.

بحسب المعلومات، واستنادا الى قرار وزير المال يوسف الخليل، سيدفع لكل عسكري في 22 الجاري 16 مليون ليرة بدل مفعول رجعي عن شهري 12 – 2023 و 1-2024 وفي 15 – 4 2024 سيتقاضى العسكر 8 مليون ليرة هي عبارة عن فروقات شهر شباط. اما في ما يتعلق بفروقات التعويضات المستحقة للمتقاعدين عن شهر اذار الجاري فتصرف في نهاية شهر تموز المقبل .

زيادات لا تسمن ولا تغني عن جوع يعيشه حماة الوطن الملقاة على عاتقهم كل تبعات الازمات التي تعصف بلبنان منذ خمس سنوات، ذلك ان رواتبهم بالليرة اللبنانية، وعلى رغم ما اضاف اليها مجلس الوزراء، تبقى دون تلبية ابسط مقومات الحياة من مأكل ومشرب لا سيما للمتزوجين المسؤولين عن عائلات، في بلد بات كل شيئ فيه مدولرا الا رواتب القطاع العام والاجهزة العسكرية والامنية . والانكى ان المئة دولار، على رمزيتها شارفت بدورها على الانتهاء من دون تأمين البديل.

وفي السياق، تكشف مصادر معنية لـ”المركزية” ان العسكريين لم يتقاضوا المئة دولار مما تبقى من الهبة القطرية العينية هذا الشهر بسبب تأخير طرأ ، الا انه يبقى منها شهران اضافيان سيسددان لاحقاً.

حتى الساعة، وفي ظل انشغال الجهات المانحة لا سيما واشنطن والدوحة في البحث عن كيفية ارساء هدنة في غزة، لم تبرز في الافق اي مؤشرات في اتجاه تجديد المساعدات العينية الاميركية او القطرية او غيرها التي تمنح بموجبها مبالغ مالية للمؤسسة العسكرية لتوزيعها على العسكر والضباط، ما يخلف تداعيات بالغة على هؤلاء، خصوصا ان الخط البياني للمسؤوليات الجسام التي يضطلعون بها في ارتفاع مستمر، وفي شكل خاص بعد فتح جبهة الجنوب. وتترقب الاوساط العسكرية النتائج التي ستترتب على اجتماع روما لقادة الجيوش الذي عقد الاسبوع الماضي بمشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون وحضور قادة جيوش إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا، وخصص للبحث في حاجات الجيش اللبناني ودعمه، اذ شرح العماد عون بشكل مفصّل لنظرائه أوضاع الجيش اللبناني وحاجاته والتحديات التي يواجهها على مختلف الأصعدة، ووجوب زيادة عديده فيما لو تطلبت اي تسوية مستقبلا انتشاره على الحدود الجنوبية . وبعدما استمعوا الى العرض اللبناني والصعوبات التي تواجه المؤسسة العسكرية وتحديدا الأوضاع المادية، وعدوا باعداد تقارير بالحاجات لرفعها الى وزراء الدفاع في بلدانهم ومناقشتها داخل حكوماتهم وتحديد ما يمكن تقديمه من مساعدات للجيش اللبناني.

المصادر المعنية تؤكد لـ”المركزية” ان القيادة لم تتلق حتى اليوم جوابا من اي من الدول التي شاركت في اجتماع روما، في انتظار بت التقارير وترجمة التفهم و التعاطف عملياً . وحتى ذلك الحين، سيبقى الجيش على رصيف انتظار اجابات يؤمل ان تأتي ايجابية، فتمكّنه من الصمود في مواجهة التحديات وتمد عناصره ببعض الدعم الضروري، بعدما بقي ما اقرته الحكومة من زيادات دون مستوى العيش اللائق ولم يلامس الورقة الخضراء الواحدة التي تقاضاها العسكريون من المساعدات وقد يحرمون منها بعد دفعتين ،ان لم يؤمن البديل.

مصادر اميركية مطلعة في واشنطن جددت لـ”المركزية” تفاؤلها بتقديم المساعدة اللازمة للجيش اللبناني اذ انها تلقى تأييدا من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مجلسي النواب والشيوخ اللذين يتفقان على ضرورة ابقاء الجيش قويا لمنع تسليم البلد الى حزب الله.