IMLebanon

70 ألف كلب شارد في لبنان… والحل؟!

تحقيق ماريا خيامي:

ازدادت في الآونة الأخيرة جرائم قتل الكلاب، وذلك بسبب هجومها المتكرر على المواطنين، آخرها هجوم كلب شارد على الطفل ياسين هيثم حمزة، حين كان يلهو بالقرب من منزله في مخيّم الرشيدية – صور، ما أدى إلى وفاته لاحقاً، ولكن هل يكمن الحل بقتل هذه الكلاب؟
وعلى الإثر، تعالت الصرخات ضد المعنيين الذين لم يحركوا ساكناً تجاه هذه المعضلة التي باتت تشكل خطرًا كبيرًا على الأهالي في مختلف المناطق اللبنانية. بالمقابل تطالب جمعيات حماية الكلاب والحيوانات بوقف ظاهرة تسميم وقتل الكلاب، بل تطعيمها وخصيها قبل إرجاعها إلى الشارع.
في هذا الإطار يقول الطبيب البيطري جهاد زغيب أن “أفضل طريقة للتخلص من مشكلة الكلاب الضالة هو الإخصاء، وهكذا لا نقضي على حياة الحيوان، بل نوقف نوعا ما تكاثرها وبالطبع الحد من عددهم.”
ويشرح زغيب، في حديث لموقع IMLebanon، أنه “يجب غسل مكان العضة بالماء والصابون، ومن ثم وضع المنطقة المصابة تحت المياه لمدة 15 دقيقة على الأقل، ومن بعدها علينا التوجه سريعا إلى أقرب مستشفى لديه المصل أو اللقاح لوقف أي فيروس قبل تسلله إلى الجسم، والحصول على لقاح مضاد لداء الكلب”.
اليكم بعض النصائح للتعامل مع الكلاب الشاردة في حال هاجمتك:
-تجنب المرور بالقرب من القمامة المتجمعة، ولا تقترب من الكلاب حتى ولو للمساعدة لأنها قد تعتقد أنك تحاول أذيتها أو أذية صغارها
-لا تحدق في الكلب، لأنه قد يعتقد أنه تهديد
– لا تركض أمامه لأنك ستشعل غريزة المطاردة لديه، ولا تعطه ظهرك لألا يغدر بك
– الزم الهدوء إلى أقصى حد ممكن
– يجب حماية الأطفال من مخالطة وملامسة الحيوانات، إلا إذا تأكدنا أنها تلقت الحقن المطلوبة.

أما في حال التعرض للهجوم:

– ضع بينك وبينه أي عارض تستطيع الوصول إليه.

– حاول السيطرة على فمه لتجنب العض.

-لا تقاوم لألا يستشرس ويؤذيك أكثر، وحاول ضربه بأي شيء تستطيع الوصول إليه.

-لا تصرخ لأنه سيخاف ويؤذيك أكثر

-قم بحماية الوجه والعنق ومكان الحنجرة وأعلى الكتفين

– إذا أحكم عضته عليك قم بسد أنفه، فتمنع تنفسه، ويضطر إلى فتح فمه حتى يحصل على الأوكسجين.

ومن المهم متابعة الكلب الذي قام بالعض، لمدة 10 أيام، للتأكد من خلوه من أي أعراض للسعار، بحسب الدكتور زغيب.

إشارة إلى أن هناك نحو 70 ألف كلب شارد في لبنان، ويعود سبب هذا الارتفاع الكبير إلى الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى غلاء كلفة تأمين معيشة الكلاب في البيت وارتفاع كلفة اللقاحات والعلاجات، واندلاع الاشتباكات في الجنوب ما أدى إلى نزوح الاهالي وتخلصهم من حيواناتهم الأليفة، ورميها في الشارع، وامتناع البعض الآخر عن الحصول عليها، ما أدى الى تكاثرها في الشوارع.

ويضيف الطبيب البيطري: “يمكن للكلاب المسعورة التي لم تحصل على التطعيم أن تحمل وتنقل داء الكلب، لذلك يرغب الطبيب في معرفة تفاصيل عن الكلب نفسه وكيفية حدوث العضة.”

وينتقل داء الكلب، وهو مرض فيروسي، عن طريق عضة حيوان مصاب، وعلى من تعرض للعض أن يتلقى العلاج في الحال قبل ظهور الأعراض، التي تتمثل بمشاكل عصبية وخوف من الضوء والماء.
ويمكن لداء الكلب أن يؤثر على الجسم من خلال الدخول إلى الجهاز العصبي والانتقال إلى الدماغ، حيث يتكاثر داخل الأنسجة العضلية، وبعدها ينتج عنه التهاب حاد في الدماغ وسرعان ما يتبع الغيبوبة وفاة المريض.
من جهة أخرى، أوضح زغيب أنه “على وزارة الزراعة التعامل مع الكلاب الشاردة ووضع خطط متكاملة لتلقيحها وخصيها لتقليل حوادث الهجوم، وتأمين مأوى خاص بها.”
وتعليقا على حادثة الرشيدية، رأى أنه ليس هناك من سبب واضح لهجوم الكلب على الطفل، وعدّد بعض الأسباب المحتملة، منها الدفاع عن النفس، فعندما يشعر الكلب بالتهديد أو بالخوف، قد يُجبر على الدفاع عن نفسه والتصرف بعدوانية، حتى ولو ضد الاطفال، وفي أغلب الحالات لا يكون الطفل مصدر خطر ولكن الكلب قد يكون أساء فهم الموقف.
وقد يكون الكلب متحمسا لحماية هذا الطفل، ولكن قد يتجاوز حدوده في بعض الأحيان ويهاجمه بسبب حمايته المفرطة، عندما يحاول الطفل مثلا القيام بحركة أو فعل خاطئ.
والسبب الأبرز، خاصة في حالة كلاب الشوارع أو الكلاب الشرسة والمسعورة، هو سوء المعاملة والاهمال وعدم إعطائهم الحقن اللازمة وعدم إخصائهم، ما قد يتسبب في جعل الكلب عدوانيًا، ومهاجمته أياً كان، حتى ولو كان طفلا.
ومن جهتها، شددت المدافعة عن حقوق الحيوان والكلاب وصاحبة ملجأ Pawscrossed Lebanon ساندرا معوض على أنه من الخطأ قتل الكلاب، فهناك طرق كثيرة لإيجاد الحلول لها، كاشفة عن أنه “يتم تعذيب الكلاب قبل الموت، يقومون بقتلها ببطء”!
كما نددت بعدم محاسبة من يقتل الكلاب، إذ “يجب اتخاذ إجراءات أكثر من مجرد توقيع تعهد بعدم تكرار الجريمة”، مضيفة أن أعداد الجمعيات قليلة جداً في لبنان ولا تستطيع استيعاب أعداد الكلاب الشاردة الكبيرة، موضحة أنها تحاول تخليص الكلاب المريضة في الشوارع ونشر التوعية لتقليل نسبة تسميم وقتل الكلاب، منددة باستخدام مادة “اللانيت”.
أما بشأن الـ TNVR، أي TRAP-NEUTER-VACCINATE-RETURN، ما يعني أن نسحب الكلب ونلقحه ونعيده للشارع، أوضحت معوض أن هذه الطريقة بحاجة لتمويل دائم، ولعدد كبير من الجمعيات والمتطوعين، وهذا ما لا نملكه في لبنان، موضحة أن الطريقة الأفضل هي أن يتم إخصاء الكلاب وإعادتها إلى الخارج، ما يؤدي مع الوقت إلى تقليل أعدادها.
وختمت بالقول، أنها تحاول قدر المستطاع نشر التوعية، للكبار والصغار على حد سواء، من أجل تقليل نسب قتل الحيوانات ولو بنسبة صغيرة، وناشدت أن يتم التركيز على هذه الامور في المدارس، لكي تتربى الاجيال على فكرة احترام ومساعدة الحيوانات لا قتلها وأذيتها، كما يجب على الدولة أن تتحرك في هذا السياق، لحماية المواطنين والكلاب على حد سواء.
ختاما، لا بد من التساؤل: ما هو ذنب الكلاب الشاردة التي انتهى امرها في الشارع؟ كيف يجب أن تتوزع المسؤوليات، خاصة في حالة القتل كما حصل مع طفل الرشيدية، ايحل الموضوع بقتل الكلب؟ أم يجب على الدولة اتخاذ حلول دائمة؟