IMLebanon

في اليوم العالمي للفرنكوفونية… دور مركزي للبنان

أكد ممثل منظمة الفرنكوفونية لمنطقة الشرق الاوسط ليفون اميرجانيان أنه “على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية الكبيرة، استطاعت السلطات اللبنانية والشركاء والمجتمع الفرنكوفوني بشكل عام أن يتلاحموا حول التنوع الثقافي واللغوي الذي يجمعنا خلال هذا الشهر الفرنكوفوني”.

وأضاف في خلال احتفال اليوم العالمي للفرنكوفونية في السراي الحكومي اليوم الأربعاء: “لقد اتخذت هذه التجمعات الفرنكوفونية كموضوعًا رئيسيًا “الابتكار والإبداع وريادة الأعمال باللغة الفرنسية”، والذي سيرافقنا حتى شهر أكتوبر، حيث يتزامن هذا العام مع القمة الـ 19 لقادة الدول وحكومات الفرنكوفونية التي ستعقد في فرنسا. هذا الموضوع يرمز ليس فقط إلى هدف وجودنا – حيوية اللغة الفرنسية وتعزيز التعددية اللغوية – ولكن أيضًا للقوة والإمكانيات التي تمثلها الفرنكوفونية المعاصرة اليوم. تضع الفرنكوفونية المستقبلية بذلك الإبداع والابتكار وريادة الأعمال في صلب عملها، لتلبية طموحات واحتياجات الشعوب الفرنكوفونية، وخاصة الشباب والنساء”.

وقال: “لتحقيق هذا، وبفضل تواجدها في المنطقة منذ عام، زادت المنظمة الدولية للفرنكوفونية من قربها والتفاعل اليومي الذي تحافظ عليه مع السلطات والمجتمع المدني والنساء والشباب اللبنانيين، الذين يعيشون قيم الفرنكوفونية في البلاد.من بين مشاريعها الرئيسية، المبادرة الفرنكوفونية لتكوين المعلمي اللغة الفرنسية بوسائل التعليم عن بعد، المشاركة مع هيئة الجامعية الفرنكوفونية لتدريب ألف مدرس اللغة فرنسية، وصندوق “الفرنكوفونية معهن” لتمكين النساء اقتصادياً، والبعثة الاقتصادية والتجارية للفرنكوفونية في لبنان لدعم ريادة الأعمال الفرنكوفونية: كل هذه البرامج من مشاريع المنظمة الدولية للفرنكوفونية هي أمثلة واقعية على الإجراءات التي تم اتخاذها على الأرض منذ عام 2023.”

وتابع: “منذ انضمامه إلى الفرنكوفونية، لعب لبنان دورًا مركزيًا في تألق اللغة الفرنسية وقيم الفرنكوفونية في الشرق الأوسط؛ حيث قدم مساهمات عديدة لبناء الفرنكوفونية المؤسسية وجعل التعددية اللغوية تتألق يوميًا من خلال تنوعها الثقافي. واليوم، يمر لبنان بفترة صعبة من الناحية الاقتصادية والسياسية والأمنية. سنقدم لكم الدعم في السعي نحو سلام عادل ودائم وشامل، محترم لحقوق الإنسان”.

ورأى أن لبنان سيتغلب على هذه الصعوبات بفضل جهود وشجاعة وإصرار شعبه وممثليه. سيكون تنوعه الثقافي النادر، وشبابه الإبداعي، وروح الابتكار وريادة الأعمال التي تميز اللبنانيين هي مفتاح النجاح الذي تدعمه من خلال أفعالها المنظمة الدولية الفرنكوفونية.

وختم: “اليوم، نحتفل بتعاوننا الفرنكوفوني، ونؤكد التزامنا بقيمنا المشتركة – السلام، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتضامن – ونعبر عن عزمنا على بناء معًا فرنكوفونية المستقبل”.

واعرب سفير تونس في لبنان ورئيس مجموعة السفراء الفرنكوفون في لبنان بواري الإمام بدوره، في كلمته عن التصميم للعمل معا كسفراء ناطقين باللغة الفرنسية بالتنسيق مع اصدقائنا اللبنانيين من اجل لبنان مستقر ومزدهر ورائد في المنطقة، املا بان يستعيد لبنان دوره بسرعة كبلد نموذجي للعيش المشترك.

ومن جهة أخرى، القى رئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو ومستشار وزير الثقافة شوقي ساسين كلمة وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وقال فيها: “عند نشوء المنظمة الفرنكوفونية للدول الناطقة كليًّا أو جزئيًّا باللغة الفرنسية، كان هدفُها الأساسيُّ وضعَ هذه اللغة في خدمة التضامن والتطور والتقارب بين الشعوب بالحوار الدائم بين الحضارات. لكنَّ دورَها، على مرِّ أكثر من خمسين سنةً من عمرِها، تجاوز البعد اللغوي الفرنسيّ اللسان إلى الفضاء الإنساني العام، فباتت إطارًا للتعاون حول القضايا العالمية الراهنة، والقيم الحضارية الهادفةِ إلى إرساء السلام عبر احترام التنوع والمحافظة على ثقافات الشعوب المنتمية إلى هذه المنظمة. هي إذن رسالةٌ تتجاوز اللغةَ إلى الضمير الإنساني ودوره في بناء الوجود، وهذا بالحقيقة مصدرُ غناها وديمومتِها”.

وأضاف: “ولعلَّ من نِعَمِ الحضارة على لبنان، أو من نعمِه عليها، أنها أعطته وأعطاها أن يكون حاضنًا للقيم الفرنكوفونية منذ زمانٍ طويل، نظرًا لما يختزنُ تاريخُ هذا البلد، من تراثٍ ثقافي لا مثيل له، يبدأ من عهدِ أبنائه بنشر الأبجدية في العالم، مرورًا بتداولِهم لغاتٍ مشرقيةً قديمةً على ألسنتِهم حتى اليوم، ثمَّ بإحيائهم اللغةَ العربية من سباتِ قرونٍ طويلة، وصولًا إلى احتضانِ لبنان للجامعاتِ والإرساليات الناطقةِ بالفرنسية وسواها من اللغات الغربية والشرقية، ما أدّى إلى تلاقحٍ ثقافي واسع ومذهل، حتى باتت بيروت ترجمانًا حيًّا بين ألسنة العالم، نطقًا ودراسةً وإبداعًا، ومدينةً كوزموبوليتيةَ الثقافة، بكل ما تحمل الكلمة من معنًى حضاري، فإذا مدارسُها وجامعاتُها ومجتمعاتُها كافةً تزدحم فيها لغاتٌ عديدة، جاريةٌ على الشفاه بيسرٍ وإتقان. ولهذا فلا عجبَ في أن تُعْتَمَدَ مقرًّا لممثلية المنظمة الفرنكوفية في الشرق الأوسط، التي تقيم مكاتبُها على بُعدِ نظرةٍ من هنا”.

وقال: “عليَّ في مناسبة هذا اليوم أن أشيرَ إلى أن توطيدَ السلام في العالم، عبر الثقافة التي تحترم خصوصيات الشعوب وحقوقَها، كما تنادي به المنظمة الفرنكوفونية، يملي عليها أن تعلنَ موقفًا واضحًا من الحرب التي تجري في منطقتنا، ويسقطُ ضحيتَها الإنسان وثقافته وزمانه، ماضيًا وحاضرًا وآتيًا. إنها مسألة إنسانية وأخلاقية أولًا، قبل أن يكون لها معنًى آخرُ سياسي. لأن التعاون بين الشعوب، ينبغي له أن يمضي إلى خدمة الحق والسلام، وإلا سقط في شباك المصالح. والموقف المطلوب في مواجهة عمليات الإبادة والقتل الجماعي والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكَبُ كلَّ دقيقة في غزة والمنطقة بأسرها، لا يجوز اعتباره أمرًا مرتبطًا بالسياسة، بل على العكس إنَّ السكوت عن هذه المجازر هو الموقف السياسيُّ المحضُ الذي يستبطنُ ممالأةً للعدوان. في النهاية أهنئ المنظمة الفرنكوفونية في يومها هذا، كما أهنئ جميع الشعوب والدول المنضوية في فضائها”.