IMLebanon

بو عاصي: “التيار” “مزروك” بمصالحه

رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن اللاعبين الأساسيين في المنطقة هما اسرائيل وايران حيث المواجهة ظاهرة اليوم في غزة ونفي المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي أي دور لإيران في عملية “7 تشرين الأول” ليس أكثر من كلام لا يدحض ذلك.

وأوضح في مقابلة عبر “لبنان الحر” أن “اسرائيل ناوية ع الشرّ في الجنوب والمزاج الإسرائيلي مزاج حرب. فيما إيران في اللحظة الاولى هاجمت باكستان التي تمتلك سلاحاً نووياً وتتفوق عليها ديمغرافياً قبل ان يأتيها الرد وفق الاسلوب الباكستاني، ثم عمدت الى إقفال باب المندب. فهل إن من يريد التهدئة في المنطقة يعمد الى ذلك؟”.

كما إعتبر أن “الايراني يحاول عبر إغلاق باب المندب وإعاقة الملاحة في البحر الاحمر فرض نفسه محاوراً أوّل، وكذلك يعمل على ليّ ذراع الدول العربية التي هي من اكثر المتضررين الى جانب اوروبا التي سيـتأخر تموينها لأسابيع عدة بسبب إعتماد مسار رأس الرجاء الصالح وسوف ترتفع الكلفة أيضاً بين 4 أو 5 مرات. فيما لا تأثير لهذه الخطوة على الولايات المتحدة بشكل مباشر”.

وتابع: “ثمة إرتياح إيراني بسبب المجتمع الدولي “الركيك” وطهران ليست ملزمة للوصول الى تسوية. أذكّر على سبيل المثال أن الرئيس الفرنسي في خضمّ ضرب سلامة الملاحة العالمية عبر باب المندب، أعلن انه إتخذ قراراً بعدم المواجهة مع إيران”.

وردّاً على سؤال، قال: “ما يهم الايراني في لبنان “حزب الله” والجبهة مع إسرائيل، هذان أمران حيويان له. في DNA إيران هناك تصدير الثورة والصراع مع إسرائيل الذي سمح بتصديرها ويمنح “حزب الله” ثقلاً كبيراً في الطائفة الشيعية وعلى كامل المشهد في لبنان. إيران تعوّل على تصدير الثورة الاسلامية و”الحزب” خير مثال عن ذلك”.

وأضاف: “حزب الله مصدر قوة لإيران لا للبنان وهو يقضي على الدولة وأوشك على ذلك. زار صفا بفوقية الامارات التي نحترم ولنا علاقة وثيقة وصلبة معها وإستقدم معه اسلحة سياسية تخوّله الجلوس مع أياً كان بندّية. للأسف هناك تخاذل دولي في هذا الصدد. فماذا بقي من الدولة بعد زيارة صفا الى الإمارات؟”.

كما شدّد على أن المشكلة في لبنان سياسية بامتياز وليست منهجية وبكيفية إجراء حوار، مضيفاً: “ليس صحيحاً أن اللجنة الخماسية تدعو الى الحوار. أنا كنت مشاركاً في كل لقاءات الدكتور جعجع مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي طرح الحوار في أول لقاء فرفضنا ذلك ولم يعد يكرّره”.

كذلك، أكّد أنه “لا يوجد بلد في العالم ينعم بالاستقرار والازدهار اذا لم يتأمن فيه إنتظام عمل المؤسسات وأولها هو إنتخاب رئيس للجمهورية. الاستقرار اولاً هو استقرار سياسي. وفي لبنان يضرب الثنائي الشيعي هذا الاستقرار ويدعمه “التيار الوطني الحر” وفق الحاجة. “حزب الله” حاصر نفسه وحاصرنا إكراماً للقضية الايرانية”.

أضاف: “الحزب” يعترف بوجود دولة ودويلة وهو يعتبر أنه الدولة وما بقي هي الدويلة. إنه يكاد ينتهي من القضاء على الدولة اللبنانية وخير دليل زيارة وفيق صفا الى الأمارات. بعدما سيطر على قرار الحرب والسلم، ها هو “الحزب” يمسك بقرار التفاوض مع دول أخرى على كافة الصعد بما فيه الامني والاقتصادي. اليوم عبر تعطيل الاستحقاق الرئاسي داخلياً، يأخذ “الحزب” البلد رهينة ويضعها عند الرئيس بري الذي يقفل باب السجن ولا دور آخر له”.

وردّاً على سؤال، أجاب: “اسوأ وضع اجتماعي في لبنان عند الشيعة لأن زميلنا الرئيس نبيه بري وامين عام “حزب الله” حمّلا أغصان الشجرة أكثر من طاقتها فإنكسرت. لذا الذي توجّع أكثر هو الموجود على رأس الغصن. فهما كانا يغدقان على جمهورهما من أموال الدولة عبر التلزيمات والتوظيفات والزبائنية”.

عن الاستحقاق الرئاسي، أوضح بو عاصي أنه “لن يكون هناك مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية”، مضيفاً: “مع تقديرنا لجهود “الخماسية” لا أحد يستطيع التأثير على المسار السياسي في البلد ما لم يمتلك أدوات. لا نستوهم من أسماء الدول الكبيرة في “الخماسية”، فالطابة في ملعبنا الداخلي”.

عن حظوظ وصول مدير عام الامن العام، قال “لا اعتقد أن ترشيح اللواء البيسري جدّي. فـ”حزب الله” ما زال متمسكاً بترشيح سليمان فرنجية ولا أرى ما يضطرّه للتراجع عن ذلك. أما من يقول ان الفراغ يضغط على “الحزب”، فأذكّره أن الأخير أغلق البلد سنتين ونصف السنة ولم يأبه بتداعيات ذلك على اللبنانيين”.

فيما يتعلّق بمناشدة باسيل المسيحيين بالتوحّد وإستحلافهم بدماء الاف الشهداء وبشير الـ10452 كلم2، أوضح أن “التيار الوطني الحر” أعطى كل شيء لـ”حزب الله” بهدف تحقيق المناصب والمكاسب التي لا تعني إمتلاك السلطة. اليوم “التيار” “مزروك” بمصلحته وليس بمصالح اللبنانيين أو من منطلق مبدئي، لذا يكرّر مع “القوات” مسألة الدور والوجود المسيحي ليغطي ذلك. باسيل يتصرف مع “الحزب” كما تصرّفت اطراف كثر مع السوريين قبل العام 2005 أي تستسلم أمامهم لتأمين مصالحها”.

عن إمكان عقد طاولة تجمع القادة المسحيين في بكركي، أجاب: “جرت تجربة سابقة جمعت اربعة قادة لم توصل الى شيء. ومع إحترامي لسليمان فرنجية فهو لا يملك تمثيلاً نيابياً إلا عبر نائب يتيم فيما “القوات” 19 نائباً و”الكتائب” 4 نواب و”التيار” 15 أو 16 نائباً. انا أخاف على صدقية بكركي فهي ذات وزن ثقيل وباخرة تاريخية وأي مناورة لتغيير المسار قد تستمر مفاعليها لسنوات عدة. أنا اتوجّس من اي خطوة لتوريط بكركي في العالم السياسي خصوصاً مع أطراف كـ”التيار” لا صدقية لهم وكل همّهم الوصول الى السلطة”.

ختم “للأسف لم يعد يوجد قادة في العالم لأنهم أصبحوا مدراء لدولهم. السياسة ليست فن الممكن بل السياسة أولاً مبادئ والدفاع عن مصالح الشعوب المستدامة وقد يكون هناك لاحقاً فن الممكن في الخطوات العملية “.