IMLebanon

إسرائيل تعتمد سياسة التدمير.. لهذا السبب

كتب أحمد عز الدين في “الانباء الكويتية”:

لم يدر في خلد احد ان الحرب التي اندلعت في 7 اكتوبر في قطاع غزة ودخلها لبنان من خلال حزب الله في اليوم التالي ستبلغ هذا المدى، وما زالت دون ظهور اي بوادر لنهايتها في ظل تعثر مفاوضات الهدنة، وإصرار اسرائيل على فصل ملف لبنان عن غزة والاعلان يوميا ان المعارك ستستمر في لبنان حتى لو تم اتفاق هدنة مع «حماس» حتى تحقيق مطلبها لجهة ابتعاد «حزب الله»عن الحدود وهو امر دونه عقبات ويتطلب مفاوضات لن تفتح قبل اقفال ملف غزة.

والحرب التي دخلها «الحزب» كمحور مساند لتخفيف الضغط عن غزة ربما لأسابيع كحد أقصى، غير قادر على وقفها على رغم الكلفة الكبيرة بشريا وماديا، واذا قرر الحزب التوقف فإن اسرائيل لن توقف عدوانها كما تعلن.

وتقول مصادر على صلة بمسار الميدان ان هذه الحرب التي شكلت في البداية ارباكا لإسرائيل وضغطا عليها من خلال اعباء التهجير من المستوطنات الحدودية وبكلفة باهظة لهذا النزوح، كانت تقابلها في الجانب اللبناني اكلاف محدودة مع حركة نزوح خفيفة أمكن استيعابها ولكنها الوقت بدأت تكبر كـ «كرة ثلج» في غياب اية رعاية او احتضان للنازحين بالقدر الكافي نظرا لعجز الحكومة عن توفير اي أموال وحتى هيئه الطوارئ التي شكلتها ولدت ميتة ونسيها الجميع، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي تحدث عن تقديم تعويضات لإعادة الاعمار اضطر للتراجع تحت ضغط الانتقادات السياسية الواسعة، فيما يعاني النازح من شح المساعدات التي لا تكفي لسد حاجته، وكثير منهم اصبح عبئا على من نزل عنده من الاقارب.

ومعروف ان سكان المناطق الحدودية، وكل القرى يعتمدون على العمل في الأرض لا على وظيفة عامة او خاصة والعمل في الزراعة هو مصدر عيشهم، ومن نزح لم يتمكن من جني محاصيل الموسم الماضي، ولا موسم هذا العام لبعده عن أرضه.

ويرى مراقبون ان اسرائيل تعمل على الاستفادة من هذا الوضع الصعب والانقسام اللبناني بمزيد من الضغط من خلال اعتماد سياسة الارض المحروقة وعملية تدمير ممنهج للمنازل بشكل مدروس ومنظم بحيث تستهدف المنازل والدور ذات الاكلاف المرتفعة ويملكها اشخاص ليس لهم أي صفة حزبية وذلك بهدف رفع فاتورة الحرب وزيادة النقمة الشعبية على «حزب الله» الذي يأخذ المسؤولية على عاتقه وحده فيما يبدو متعذرا مشاركة الاطراف السياسية الاخرى في تحمل العبء معه.

وثمة من يرى انه لإنهاء هذه الحرب لابد من توسيعها لإجبار الجميع بالجلوس على طاولة المفاوضات وإيجاد الحل المقبول للطرفين، ولكن هذا الخيار يرفضه الجميع نظرا للكلفة التي لا يمكن تحملها وغياب الارادة الإقليمية والدولية بمثل هذه الحرب.