IMLebanon

باسيل يزايد في احترام بكركي

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

ينتهج التيار الوطني الحر منذ اشهر، ومنذ طوفان الاقصى تحديدا، سياسة جديدة نوعا ما في الداخل اللبناني، ويتخذ تموضعا جديدا ايضا، بدأ بالظهور في شكل نافر وفاقع اكثر منذ ان دعا رئيسُه النائب جبران باسيل البطريركَ الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى دعوة الزعماء المسيحيين الى حوار في بكركي.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن غرض التيار الوطني الحر، من هذه الانعطافة هو استمالة الشارع المسيحي ورفع شعبيته فيه، بعد ان تراجعت في صورة قوية، واصبحت القوات اللبنانية الاولى في هذه البيئة…
انطلاقا من هنا، بات باسيل يعتمد خطابا يشبه خطاب القوات، فيرفض مثلا وحدة الساحات التي بموجبها، يربط حزب الله لبنان بغزة، وهو ينتقد هذا السلوك. فبعد إجتماعه الدوري برئاسة باسيل مثلا، اصدر تكتل لبنان القوي بيانا جاء فيه: يتوقف التكتل عند إرتفاع وتيرة الإعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان بموازاة إستمرار الحرب على غزة ويعتبر ذلك مؤشراً على نية حكومة نتنياهو بإدخال المنطقة في حرب موسّعة وشاملة. ويرى التكتل أن السلوك الإسرائيلي المدان يستلزم إسقاط الذرائع من يد العدو وذلك بفك المسار الميداني بين غزة ولبنان مع التأكيد على الدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني بالأمن والإستقرار وببناء دولته المستقلة فوق أرضه.

وللغاية ذاتها، تتابع المصادر، اي من اجل “دغدغة” الوجدان المسيحي، يزايد باسيل في الدفاع عن بكركي. وقد جاء في بيان لبنان القوي ذاته: يعلن التكتل تأييده للحوار الحاصل في بكركي لصياغة وثيقة وطنية تحدّد الموقف من الثوابت وتؤكد على مبدأ الشراكة المتوازنة وتبلور خطة عمل لترجمة ما يتم الاتفاق عليه. ويستهجن التكتل الكلام الذي يشكك بجدوى هذا الحوار لما فيه من إساءة للبطريركية المارونية وللأطراف المشاركين وللقضايا الوجودية، وذلك في رد غير مباشر على اعتبار رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الحوار الجاري، “طبخة بحص”.

لكن مساعي باسيل، لن تنجح، بحسب المصادر. فهو ينتقد الحزب الا انه لا يكسر الجرة معه، ولا يضع اصبعه على الجرح الفعلي ولا على مكمن الداء مع حزب الله. فالمشكلة ليست فقط في ربطه لبنان بالاقليم، بل في حمله، وحده من بين كل القوى المحلية، السلاح. وهذا الموقف الضبابي، يدل على ان التيار يريد فقط من كل ما يفعله، الضغط على الحزب من اجل ان يكسبه “رئاسيا”.

حتى انه يستخدم “التفخيم” في الحديث عن بكركي وعن مسألة “الحوار” المسيحي لاستفزاز الضاحية وتهديدها بتعريتها مسيحيا. فللتذكير، بكركي تنادي بتطبيق الطائف وبتنفيذ القرارات الدولية، أي انها ترفض واقع الحزب كتنظيم مسلّح في الداخل. والقوات اللبنانية تتفق تماما مع الصرح على هذه الثوابت السيادية، لكن اين التيار منها؟ واينه ايضا من انتقاد الحزب وقياداته، للراعي ومواقفه سيما منها الداعية الى الحياد وتطبيق الـ1701؟ وهل من حقّه، والحالة هذه، ان يزايد على القوات في مسألة احترام بكركي، علما ان موقف التيار من السلاح، بالتحديد، هو الذي دفع بجعجع الى اعتبار الحوار مضيعة وقت؟