IMLebanon

الاسد للمرة الثانية في القمة العربية.. ما الذي تبدّل؟

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

تسلم الرئيس السوري بشار الأسد، دعوة رسمية من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، للمشاركة في اجتماع الدورة العادية الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، التي من المقرر أن تعقد في 16 أيار المقبل في العاصمة البحرينية المنامة. وكان الأسد شارك العام المنصرم في القمة العربية التي عقدت في جدة في المملكة العربية السعودية، للمرة الأولى عقب 11 عاما من القطيعة، بفعل تجميد الجامعة عضوية دمشق. فبعد عام من عودته، هل تبدّلت علاقة الاسد بالعرب ام مازال يميل إلى ايران معتمداً سياسة “إجر بالبور وإجر بالفلاحة”؟

المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ”المركزية” ان “عقد القمة في المنامة خطوة مهمة، خاصة وان البحرين كانت سابقا ترفض استضافة القمم بسبب غياب الاستقرار الامني وسعي ايران لزعزعة الاوضاع الداخلية للبحرين. أتت هذه القمة مع موقف بحريني يدعو الى المصالحة وإطلاق كل السجناء لفتح صفحة جديدة تتضمن استقرار البلاد وليس الاعتراف بحق المعارضة في زعزعة الكيان البحريني.

ويشير العزي الى ان “انعقاد القمة تأكيد على استمرار اللقاءات العربية الدورية حسب مبدأ القمة العربية وعدم تأجيل اللقاءات لأن الأحداث التي تشهدها المنطقة باتت تتطلب عملاً مشتركاً ولو بالحد الادنى، بالرغم من الانقسام العربي الواضح، بين عرب الاعتدال والعرب الملحقين بايران الذين يتم احتلالهم من قبل الحشود الولائية الايرانية وسيطرة الحرس الثوري على مقاليد السلطات في داخلها او بناء دوليات لإضعاف الدولة المركزية”.

أما بالنسبة الى مشاركة سوريا في القمة، يشير العزي الى ان وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي كان اول من دعا الى استيعاب النظام السوري وحمل مبادرة إعادته الى الجامعة على قاعدة التفاهم خطوة مقابل خطوتين، لكن النظام السوري لم يفِ بوعد الانفتاح على العرب”، معتبراً أن “ما بين الدعوة الاولى للأسد في قمة الرياض والتي وجِّهت له من قبل الامير محمد بن سلمان لاستيعابه ضمن خطة عربية قامت بها لجنة خماسية برئاسة ايمن الصفدي، قام حينها الرئيس السوري بتعهدات كبيرة عُرِفت بـ”التقدم بخطوة مقابل خطوتين”، اي ان الاسد يتقدم بهذه الخطوة والعرب يتقدمون نحوه بخطوتين. لكن النظام السوري لم يلبِ النداء وحاول ان يتذاكى على كل المبادرات، وأفشل الاحتضان العربي “.

ويلفت العزي الى ان “النظام السوري يعاني من أزمة، لم يفِ بوعده طوال الفترة السابقة، لذلك لن يكون وهجه ساطعاً في هذه القمة كما كان في ظل الرياض صاحبة الدعوة ووجود الامراء. وخطابه آنذاك الذي لم يحمل أي معنى او لون، ولم يسمعه احد وخرج الامير القطري اعتراضا عليه، اعتقد ان في هذه القمة لن يهتم احد لوجوده او لخطابه وسيخرج الكثيرون عند إلقائه الكلمة”.

ويضيف: “بالتالي اذا قيّمنا ما بين السنة الماضية واليوم فإن التراجع العربي واضح في العلاقات مع نظام الاسد، خاصة لما كان يحمل اللقاء الماضي من وهج حيث أعلنت السعودية عن إعادة عمل سفارتها وكذلك الامارات ودول اخرى تحت شعار محاولة الدعم الانساني للسوريين. لكن بعد القمة بأسبوع، حط الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في سوريا ليفرض شروطه على الاسد، والتي لا زال يمارسها، بأن على العرب ان يساهموا في إعادة إعمار سوريا وان تتولى ايران دفة القيادة في سوريا دون ان تحقق اي شيء”.

ويرى العزي ان “الاسد لم يفِ بوعده للعرب حتى لجهة إنهاء الكبتاغون الذي يهدد الدول العربية واصبح هو رئيس دولة الكبتاغون السورية التي تهربها وتتاجر بها عبر حدودها مع لبنان والعراق وتركيا واليوم الاردن بات عائقا أمامها ولذلك فهو يحاول إزالة هذه الحدود بواسطة الفرقة الرابعة”.

ويعتبر العزي ان “وجود الاسد في هذه القمة لن يكون فاقعا كما في السابقة ولذلك يحاول اليوم ان يراوغ وان يفتح قنوات اتصال مع الولايات المتحدة الاميركية والغرب في محاولة لتقديم اوراق اعتماد جديدة بصفته عاملا ضروريا للاستقرار في المنطقة”، لافتاً الى ان “الرئيس السوري نفّذ كل ما طُلِب منه منذ اندلاع حرب طوفان الاقصى بحذافيره لأنه كان يعتبر انه هو المطلوب بأي تحرك، ولم يسمح للقوى المرابضة على ارضه بفتح جبهة سورية باتجاه اسرائيل لأن الرد الاسرائيلي سيكون اقتلاع بشار الاسد ونظامه وهذا ما هدد به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو منذ اليوم الاول لحرب غزة”.

ويختم: “الاسد بات يستخدم اي منصة للاعلان عن تقديم اوراقه للغرب، لكن هل سيسمح له بذلك؟ اعتقد ان الغرب وضع نقطة حمراء من خلال قانون قيصر الذي لا احد يستطيع تجاوزه او اختراقه او التقدم عليه، بالاضافة إلى قانون الكبتاغون وتحديدا تجريم نظام بشار الاسد. وبالتالي لن تتوقف القمة العربية امامه ولن تعطيه مشروعية بعدم الدعوة او الاستقبال، سيحضر لكن لن يكون له اي دور او موقف. القمة العربية الاستثنائية حددت دور العمل العربي بوضوح من خلال القمة الاسلامية والقمة السداسية في الرياض ووضعت تفاصيل كثيرة لما تحمل الدول العربية من توجهات وتحديدا الخليج العربي وعرب الاعتدال”.