IMLebanon

الوضع العسكري جنوباً بعد رئيسي وعبد اللهيان

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

يطرح حادث مقتل الرئيس الايراني ابراهيم ووزير الخارجية عبد الأمير اللهيان، وغيابهما عن مسرح الاحداث والازمات الساخنة في المنطقة، ولاسيما منها مايتعلق بالحرب الإسرائيلية الاجرامية على قطاع غزة والحروب الثانوية المتفرعة عنها،وبالتحديد الدائرة في جنوب لبنان بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، جملة تساؤلات واستفسارات عن تأثير هذا الغياب في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة التي تمر بها المنطقة، ومدى انعكاسه سلبا ام ايجابا على مجرى الصراع الدائر حاليا.

تعترف مصادر ديبلوماسية ان غياب رئيسي وعبد اللهيان عن المسرح السياسي في هذه الظروف الحساسة والهامة في المنطقة، سيترك فراغا ولو موقتا في السياسية الخارجية الايرانية، وعلاقات طهران مع الخارج، وحتى الحضور الايراني في الازمات الاقليمية، ريثما يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في ايران وتعيين بديل للوزير عبداللهيان، ويتسلمان مهامهما والملفات التي كانت في عهدة سلفيهما، وهذا لن يتم بين ليلة وضحاها،مهما كانت التحضيرات قائمة على قدم وساق، لاستمرارية السلطة وتجنب حدوث اي فراغ او تباطؤ في متابعة هذه الملفات،ومايتعلق منها بالسياسة الخارجية، ومناطق النفوذ والتدخلات الايرانية في المنطقة العربية وتحديدا على صعيد الحرب الإسرائيلية على غزّة وتفرعاتها باليمن وسوريا وجنوب لبنان.

وتكشف المصادر عن أن لبنان سينال نصيبه من التأثر بغياب رئيسي واللهيان معا عن السلطة في ايران، كون الاخير كان مكلفا بمتابعة دؤوبة لملف لبنان قبل حدوث عملية طوفان الأقصى، التي قامت بها حركة حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط غزّة في السابع من شهر تشرين الاول الماضي وبعدها، وكانت زياراته المتواصلة للبنان منذ ذلك الحين، والتي بلغت ثلاث زيارات بمبادرة منه ومن دون أي دعوات رسمية، تبرر هذه الزيارات، او بسبب ملفات اومواضيع على علاقة بين لبنان وايران ، بل كانت على علاقة مباشرة بحرب غزّة وبمتابعة مجرى المواجهة العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية ، ونقل توجيهات القيادة الايرانية مباشرة، استنادا الى لقاءات وحركة الوزير اللهيان ومواقفه اثناء وجوده في هذه الزيارات المتتالية للبنان.

وفي اعتقاد المصادر الديبلوماسية ان تأثر المواجهة المحتدمة في جنوب لبنان، ووضعية حزب الله جراء مقتل رئيسي وعبد اللهيان في حادث سقوط الطائرة ، سيكون معدوما او محدود الفاعلية على المدى القريب ، على الصعيد العسكري انطلاقا من علاقات الحزب مع المرشد والقيادة الايرانية ككل، الا اذا كان حادث سقوط الطائرة يأتي ضمن الصراع على السلطة في إيران ومراكز االقرار فيها.

وتوقعت أن يتأثر جزئيا ومرحليا على الاقل ،موضوع المتابعة الديبلوماسية، لملف الوضع السائد في الجنوب اللبناني والمفاوضات الجارية مع الولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا ، للتوصل الى اتفاق لانهاء المواجهة الجارية حاليا، ومن ضمنها، على مستقبل وضعية الحزب عسكريا بالجنوب ، وهو الملف الذي كان يتابعه وزيرالخارجية الايراني السابق شخصيا، لحين تولي وزيرالخارجية الايراني الجديد لمهامه، وتسلمه لهذا الملف، او إيكاله لأي شخصية اخرى تتولاه، وعندها يمكن تلمُّس اتجاهات وتعاطي الديبلوماسية الايرانية مع هذا الملف.