بقلم ميشال طوق:
كل سكان الكرة الأرضية تقريباً كانوا يعرفون ما ستكون عليه نتيجة حرب الإسناد التي انطلقت في اليوم الثاني لعملية طوفان الأقصى، وكل من كان يتواصل مع الحزب، كان يحرص على أن يبلغه بما ستؤول إليه حربه، لكن من دون أي نتيجة!
بعد كل التهديد والوعيد بزوال الأعداء على مدى عشرات السنين، وبعد كل الكذب بأن هذا العدو لم يتقدم متراً واحداً داخل الأراضي اللبنانية، وهو ما زال حتى اليوم يدمر ويفجر ويجرف القرى الحدودية، وبعد كمية الدجل في تفسير بنود اتفاق وقف النار على هوى الممانعين، وبعد أن تبين بأن كمية الدمار والخسائر مهولة… بانتظار انسحاب العدو من القرى الحدودية لنعرف مستوى الدمار الحاصل، تبين أن هذا الحزب الذي دمر بيئته بشراً وحجراً، لم يتعلم بأن خطابات المراجل من على الشاشات والمنابر لا تؤدي إلا الى الكوارث والويلات، وبالرغم من أخطائهم القاتلة المدمرة، وما زلنا نسمع عنترياتهم من على الشاشات، في تهديد ووعيد بأن يوم ما بعد 27 ليس كما قبله!
هل نسي هؤلاء أو تناسوا أن هذا الاحتلال هو نتيجة لأفعالهم غير المسؤولة؟
هل نسي هؤلاء أو تناسوا أنهم هم السبب في تهجير أهل الجنوب الذين يحتفلون برجوعهم اليوم؟
هل نسي هؤلاء أو تناسوا بأنهم لو كانوا قادرين على تحرير الأرض التي تسببوا بإحتلالها وتدميرها، لما كانوا وقّعوا على إتفاق الإستسلام؟
تعلمون الآن بأن وعيدكم وتهديداتكم السابقة الفارغة أدت الى كل هذه الكوارث والإحتلال والدمار والتشريد، فلماذا ما زلتم اليوم على النغمة نفسها من دون أن يرف لكم جفن في ما تسببتم به لأهلكم وناسكم، فقط تتشاطرون في رمي المسؤوليات على الآخرين كأنكم الزوجة المخدوعة التي لا تعرف كيف وصلت الى هذه الحال المذرية!
كأن كل المآسي والويلات التي تسببتم بها لأهل الجنوب والبقاع وبيروت وكل لبنان، لم تشفِ غليلكم بعد، لا بل تصرون إما على توريطهم في مواجهة مباشرة مع الجيش الإسرائيلي، أو بإستجلاب الخراب والدمار والقتل والتشريد عليهم من جديد!
هل سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا والمصابين من الأهالي برصاص العدو، بمكن أن يغطي على فشلكم وعجزكم في تحرير أرض الجنوب؟
هل الجيش الإسرائيلي الذي لم يهتم لكل القوة التي كانت لديكم ودخل الى كل القرى الحدودية وما زال يدمرها حتى اليوم، سوف يتهاوى أمام بعض المدنيين العزل ويندحر منسحباً؟
أين تهديداتكم أين وعيدكم بأن ما بعد 27 ليس كما قبله؟!
على من تضحكون… على أهلكم؟ تزجون بهم في مواجهة مباشرة مع جيش الإحتلال بدل عن ضائع مواجهتكم؟ ألهذه الدرجة أفلستم؟
نعلم أن آخر همومكم إذا لم يبقَ أي لبناني آخر، في سبيل مشروعكم الإلهي، لكن على الأقل إرحموا أهلكم وناسكم وبيئتكم التي أنهكتموها وتسببتم في تدميرها وقتلها وتشريدها.
لكن مهما أفسدتم وخرّبتم وتنصلتم ونكرتم وتذاكيتم وتهربتم، إفهموا جيداً أن التاريخ لم يعد يوماً الى الوراء، وتأكدوا أنه حتماً اليوم، لن يعود.