IMLebanon

أولويات غائبة عن الأجندة الوطنية!

إشاعات… إخباريات… مداهمات… انفجار… لحظات صمت وترقب، ازدحام على شبكة الاتصالات، يطمئن الجميع على سلامة الأهل والأصدقاء، وتستمر الحياة بشكل مُفتعل وكأنها صرخة اللبنانيين للتعبير عن إصرارهم على استعادة حياتهم الطبيعية ومقاومتهم لمستنقع الإرهاب الذي تحاول المؤامرات الإقليمية دفعهم إليه، في حين تنشغل الطبقة السياسية في خلافاتها العقيمة وسياساتها الكيدية، لتزيد تفكك الجبهة الداخلية وضعضعة هيكل الوطن، حتى يكاد يقع على رؤوس مواطنيه.

لا يمكن إنكار الجهود التي تقوم بها الأجهزة الأمنية لتطويق المخططات الإرهابية وأهمية توجيه الضربات الاستباقية للخلايا النائمة قبل أن تنفذ مؤامراتها الجهنمية… إلا أن التجارب أثبتت أكثر من مرّة، وآخرها عبر الخطة الأمنية في طرابلس، أنه لا بدّ من توافق سياسي لإنجاح أي خطط أمنية، لأن أي خطوة أمنية، مهما كانت محكمة وهادفة، إذا لم يُؤمّن الغطاء السياسي لها، تبقى ناقصة وقابلة للطعن عند أي منعطف إشكالي.

وبعد تفجير الروشة الأخير الذي شكّل ضربة قاسية لما تبقى من آمال لموسم سياحي واعد، تبقى المسؤولية الأكبر ملقاة على عاتق السياسيين حيث تدعوهم الحاجة إلى تأمين المناخ التوافقي الضروري لتوحيد الجبهة الداخلية في مواجهة الهجمة الإرهابية الشرسة بأقل خسائر بشرية واقتصادية ممكنة، تبدأ أولى خطواتها بتحصين دولة المؤسسات حيث يتم الحفاظ على رئاسة الجمهورية بالدرجة الأولى عبر إحياء هذا الموقع وانتخاب رئيس يُعيد جمع من فرّقتهم المصالح والتحالفات تحت مظلة الوطن، ومن ثم إعادة الثقة بمقدرات الدولة، مجتمعة بكل أطيافها، في الحفاظ على جوهر لبنان كدولة فاعلة في محيطها، وليست دائماً متلقية، تنتظر الفعل لتقوم بردّ الفعل!

لقد أثبتت القراءات الدولية والعربية أن لبنان ليس العراق ببتروله ولا سوريا بجغرافيتها وتحالفاتها، وليس مصر بموقعها العروبي… له خصوصيته وحساباته المختلفة، وهو بالتأكيد ليس على رأس لائحة القضايا الملحة دولياً… وبالتالي لا استعجال لإلغاء دوره كصندوق بريد بين الدول، ولا نوايا صادقة لتحييده عن شدّ الحبال الحاصل إقليمياً، فهل تعود العقلانية إلى سياسييه وتعيده على رأس أولوياتهم الوطنية؟