IMLebanon

استمرار التعطيل يزيد المخاوف على الإستحقاق الرئاسي

استمرار التعطيل يزيد المخاوف على الإستحقاق الرئاسي
لا معطيات عن مسعى سعودي – إيراني لحل الأزمة والأولوية للملفين السوري والعراقي
 

بانتظار ان يعود معرقلو الإستحقاق الرئاسي الى رشدهم ويسمحوا بتأمين النصاب، فإن صورة المشهد الرئاسي اليوم في الجلسة الرابعة لانتخاب رئيس الجمهورية لن تختلف عن سابقاتها خاصة في ظل إصرار تكتل التغيير والاصلاح وحزب الله على كسر النصاب، كما هي الحال في الجلسات الثلاث السابقة، بحجة عدم التوافق على اسم الرئيس العتيد، في الوقت الذي تتزايد المخاوف من شغور موقع الرئاسة الاولى، سيما وأن المعطيات لا توحي بكثير تفاؤل امكانية انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 25 الجاري، باعتبار ان موقف قوى 8 آذار وتحديداً النائب ميشال عون وحزب الله، ما زال معرقلاً لعملية الانتخاب، من خلال لجوئه الى كسر النصاب والتهرب من حضور جلسات الانتخاب، في وقت تؤكد قوى 14 آذار استعدادها لخوض المعركة الانتخابية بكل روح ديموقراطية بمرشحها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع واستعدادها لتقبل النتيجة التي ستسفر عنها دورات الانتخاب.
ولا ترى مصادر نيابية، في قوى 14 آذار ان هناك اي مؤشرات ملموسة يمكن ان تغير في واقع المشهد القائم، خاصة وأن قوى 8 آذار لا زالت متمسكة بسياسة التعطيل، كما هي الحال في كل الاستحقاقات الدستورية التي يواجهها لبنان، وبالتالي فإن المخاوف تتزايد من عدم اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، الامر الذي سيزيد الازمة تعقيداً ويفتح الباب على المجهول، خاصة وأن اوضاع المنطقة لا تساعد كثيراً على ايجاد حل للملف الرئاسي، باعتبار ان كل دولة مشغولة بقضاياها، ما سيحول دون وجود استعداد اقليمي لحل مأزق الانتخابات الرئاسية اذا لم ينتخب رئيس جديد في المهلة الدستورية قبل 25 الجاري، مشيرة الى انه من السابق لأوانه التعويل على نتائج الاتصالات بين المملكة العربية السعودية وايران، خاصة وأن هذه الاتصالات لم تبلغ بعد مرحلة متقدمة، ريثما يلبي وزير الخارجية الايرانية دعوة نظيره السعودي للبحث في قضايا المنطقة ومن بينها الموضوع اللبناني الذي لن يكون له الاولوية، سيما وأن الاهتمامات تتركز على الملفين السوري والعراقي، وهذا ما يثير مخاوف حقيقية من ان يطول عمر الازمة ويبقى الوضع على ما هو عليه دون وجود رئيس للجمهورية في المرحلة المقبلة.
وتؤكد المصادر ان المملكة العربية السعودية ابلغت شخصيات لبنانية انها لن تتدخل في الاستحقاق الرئاسي، باعتباره شأناً داخلياً وهي تعتبر ان اللبنانيين وحدهم المسؤولون عن انجاز هذا الاستحقاق ولا يجوز ان تتدخل قوى اقليمية او دولية في شأن لبناني سيادي، وهذا ما اكد عليه السفير السعودي  في لبنان علي عواض عسيري بعد عودته الى بيروت، من ان بلاده لا تتدخل في الملف الرئاسي، وهي لا تبحث به، لا مع ايران ولا مع غيرها، وعلى اللبنانيين ان يتوافقوا على تعبيد الطريق أمام انتخاب رئيسهم في اسرع وقت، واستناداً الى المعلومات المتوافرة لـ «اللواء» من اوساط دبلوماسية عربية في بيروت، فإن الملف اللبناني هذه المرة لن يحظى بكثير اهتمام على صعيد المفاوضات التي قد تجري بين الرياض وطهران، باعتباره تفصيلاً في بحر الأزمات التي تواجهها المنطقة، ولا بدّ بالتالي من أن يعي اللبنانيون هذه الحقيقة ويعملوا على حل ازمتهم بأيديهم ويبادروا إلى الإقلاع عن سياسة التعطيل وطلب المساعدة من الأصدقاء، خاصة وانه ليس هناك في الأفق ما يُشير إلى أن هناك توجهاً إقليمياً أو دولياً لحل المأزق القائم الذي يرخي بظلاله على الوضع الداخلي، واضعاً اللبنانيين امام مسؤوليات كبيرة ينبغي ان يتعاملوا معها كما يجب، حرصاً على مصلحة بلدهم ولتفادي حصول فراغ في رئاسة الجمهورية، بالنظر الى انعكاساته على الوضع اللبناني من كافة جوانبه.
وتشدد المصادر الدبلوماسية على أن الفرصة مؤاتية للبنانيين لانتخاب رئيس جديد في المهلة الدستورية لأن الوقت لا يزال متاحاً لذلك، في ظل وجود دعم عربي ودولي للجهود التي تقوم بها القيادات السياسية اللبنانية، خاصة وأن عدم انتخاب رئيس جديد سيؤثر سلباً على سمعة لبنان في المحافل الخارجية ويهز الثقة الدولية بمؤسساته، وهذا الأمر ليس في مصلحة اللبنانيين وسيضر بهم كثيراً إذا استمرت سياسة التعطيل التي يمارسها البعض لعدم حصول الانتخابات ومجيء رئيس جمهورية يتولى استكمال الإنجازات التي حققها الرئيس ميشال سليمان.