IMLebanon

الأسد يقطع طريق بعبدا على عون بعدما اعتبره مرشح سوريا

الإستحقاق الرئاسي مؤجَّل إلى ما بعد بعد الإنتخابات النيابية

الأسد يقطع طريق بعبدا على عون بعدما اعتبره مرشح سوريا

عون ما يزال يراهن على تبدّل إقليمي ما يدفع بالرئيس الحريري الى تأييده لرئاسة الجمهورية

المشهد السياسي الداخلي يُنبئ بأن الانتخابات الرئاسية مؤجّلة الى ما بعد الانتخابات النيابية التي تبدأ مهلة إجرائها بعد العشرين من شهر آب المقبل، وما يعزز هذا الاتجاه المرشحون الأربعة الذين ما زالوا يتحركون ببطء شديد، وكأن معركة الانتخابات الرئاسية ما زالت في أولها، أو أنها لم تبدأ بعد.

فالعماد ميشال عون مثلاً وهو مرشح أساسي لرئاسة الجمهورية ما زال متردداً في إعلان ترشحه بانتظار ما ستؤول إليه مفاوضاته مع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من جهة، ومع الرئيس نبيه بري من جهة ثانية، وتصرّفه حتى الساعة، يوحي بأن مفاوضاته ما زالت في بداياتها، ولا يأمّل في الحصول على جواب بتأييده أورفضه، في وقت قريب، كون الرئيس الحريري لم يحسم أمره بعد على ما يقول مقرّبون منه لا سلباً ولا إيجاباً، وهو لا يزال على موقفه الذي أبلغه الى العماد عون في اللقاء الباريسي الشهير من أنه على استعداد تام لتأييده إذا استطاع أن يُقنع مسيحيي 14 آذار بالأسباب الموجبة لهذا الترشيح، وكل كلام قيل غير ذلك هو مجرد تحليلات صحفية أو تمنيات جماعة العماد الذين يروّجون بين أوساطهم وخارجها معلومات توحي وكأن معركة العماد شارفت على نهاياتها بعدما حصل على وعد من الرئيس الحريري بأنه سيعمل على تسويقه بين قوى 14 آذار وعند المملكة العربية السعودية كمرشح توافقي بإمكانه تحقيق التوازن على الساحة اللبنانية ولجم حزب الله الذي يتمسّك بعون لحاجته الماسّة الى من يغطّيه مسيحياً.

والدكتور سمير جعجع ما زال حتى الآن مرشحاً وحيداً لقوى 14 آذار وللرئيس الحريري ولا يفكّر بالانسحاب من المعركة، إلا إذا تأمّن البديل في قوى 14 آذار الذي يؤتمن جانبه ويتبنّى البرنامج الذي طرحه رئيس حزب القوات اللبنانية وهذا البديل لا يزال مجهولاً طالما أن هذه القوى لم تجتمع بعد للبحث عنه، وطالما أن صورة المعركة الانتخابية ما زالت ضبابية، معلّقة على شماعة المفاوضات بين عون والحريري رغم إلحاح الحكيم على رفيق دربه ليحسم أمره من مسألة طلب عون دعمه كمرشح توافقي، لأن مثل هذا الحسم من شأنه أن يسرّع في عملية الانتخابات الرئاسية.

وفي انتظار تطورات جديدة، طرح الحكيم مبادرته على العماد والتي خيّره فيها بين أن يُعلن ترشحه وينزل الى ساحة النجمة ليخوض منافسة معه ومن ينال أكثرية أصوات النواب المنتخبين أي أكثرية النصف زائدا واحداً تنهال عليه التهاني كونه أصبح رئيساً للجمهورية أو أن يجتمع المرشحان المتنافسان تحت عباءة بكركي أو خارجها ويتفقا على مرشحين مارونيين يختار النواب أحدهما بالتصويت المباشر، لكن الحكيم الذي نسّق مبادرته مع قوى 14 آذار لم ولن يسمع أي جواب من العماد، ما يعني أن رئيس التيار البرتقالي لا يزال يراهن على تبدّل ما إقليمي يدفع بزعيم تيار المستقبل الى اتخاذ قرار بتأييده لرئاسة الجمهورية.

وإذا كان زعيم التيار البرتقالي ينتظر أن يأتيه الترياق من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، مشفوعاً بغطاء أميركي، فقد أتاه من دمشق عاصمة الأمويين ومن الرئيس بشار الأسد المجدّد له على جماجم السوريين، حيث نقلت عنه إحدى الصحف اللبنانية ما مفاده أنه يدعمه لرئاسة الجمهورية لثقته به وبمواقفه الوطنية ما من شأنه أن يقطع حبل الوصال بينه وبين رئيس التيار الأزرق بعدما أصبح أكثر من مرشح تحدي واستفزازي.

لا شك أن هذا العنصر الجديد الذي طرأ على حركة الاتصالات وراء الكواليس، في ظل توازن القوى بين فريقي 14 آذار و8 آذار تجعل موضوع استحقاق الانتخابات الرئاسية مؤجّلاً حكماً الى ما بعد الاستحقاق النيابي في تشرين المقبل، وتعيد فرز الأوراق على الساحة الداخلية في ظل الغياب أو العجز الدولي المتماهي مع العجز اللبناني عن الحسم.a