IMLebanon

الأنظار إلى باريس لرصد نتائج لقاء الحريري-باسيل

 

إذا صحّت المعلومات التي تردّدت في الساعات الأخيرة بأنّ الرئيس سعد الحريري سيبلّغ وزير الخارجية جبران باسيل رفضَ «المستقبل» تبنّي ترشيح رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون، هذا الموقف الذي كان يعوّل عليه عون إيجاباً، وكان طلبَ من حلفائه استمهاله لاستكمال حلقة مشاوراته مع «المستقبل»، فإنّ الأمور مرشّحة أن تأخذ مسارَين أساسيّين: أن يتمسّك عون بترشيحه ويتضامن «حزب الله» معه، ما يؤدّي إلى تطيير النصاب في كلّ الجلسات وصولاً إلى الفراغ الرئاسي. وأن يتحوّل عون إلى ناخب رئيسي ويتّفق مع فريقه السياسي على إسم محدّد، في محاولةٍ لتمريره على حساب مسيحيّي 14 آذار. ومن هنا يُعيد جواب «المستقبل» خلطَ الأوراق الرئاسية وتحريك هذا الاستحقاق الذي دخل في جمود بعد الجلسة الأولى، خصوصاً أنّه يصعب ردّ فعل عون الذي يدرك أنّ هذا الموقف أبعدُ من بيروت، ويتّصل بحسابات الرياض وباريس وواشنطن، وبالتالي هذا الجواب يفتح الاستحقاق على احتمالين: الفراغ أو التسوية، حيث نشَطت الاتصالات بين الفرقاء مجدّداً تلافياً للاحتمال الأوّل، وتجنّباً لتجاوز دورها في الاحتمال الثاني.

على وقع التحرّكات المطلبية والعمّالية في الشارع، واستمرار غياب التوافق على إسم الرئيس العتيد، يلتئم مجلس النواب مجدداً في الثانية عشرة ظهر غدٍ الاربعاء في دورة انتخابية ثانية، فيما تشير كلّ المؤشرات الى أنّ سيناريو الجلسة الماضية سينحسب على جلسة الغد في ظلّ تمسّك فريق 14 آذار بترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وإصرار النائب وليد جنبلاط على السير بمرشّحه النائب هنري حلو حتى إشعار آخر، وعدم إعلان فريق 8 آذار تبنّي ترشيح رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» الذي ينتظر بدوره توافقاً حول شخصه.

لقاء الحريري ـ باسيل

وعشية الجلسة، تكثّفت اللقاءات والمشاورات، وانشدّت الأنظار إلى باريس لرصد نتائج اللقاء المرتقب بين الحريري وباسيل، علماً أنّ وزير التربية الياس ابو صعب كان غادر بيروت عصر أمس الى فرنسا أيضاً.

وقد انتقل الى العاصمة الفرنسية كذلك امس مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري لينقل إلى الحريري نتائج اللقاءات التي أجراها منتصف الأسبوع الماضي في معراب وبكفيا.

كذلك توجّه الى باريس نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي كان التقاه الحريري في السعودية منذ أيام، بعدما التقى أيضاً موفد النائب وليد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور.

وذكرت مصادر مطلعة أنّ ابو فاعور التقى أيضاً وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل.

مصادر «8 آذار»

وأكّدت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ«الجمهورية» ليل أمس أنّ عون وكتلته لن يحضروا جلسة الإنتخاب غداً لغياب التوافق، وأنّ «حزب الله» سيلتزم معه ولن يحضر الجلسة بدوره أيضاً.

وعليه، توقّعت المصادر أن لا تُعقد الجلسة لغياب النصاب، وأن يضرب رئيس مجلس النواب نبيه برّي موعداً جديداً لها الأسبوع المقبل.

جعجع

ودعا جعجع فريق 8 آذار إلى أن «يختار مرشّحاً للرئاسة ويطرح برنامجه، ونذهب جميعنا إلى الجلسة ويحصل الانتخاب، ومن يفُز سنهنّئه، ولا حلّ آخر غير الحلّ القانوني والدستوري». وتوجّه إليه بالقول: «إن استمرّينا بهذه الحال فالاستحقاق الرئاسي بخطر، وقد نصل إلى الفراغ».

وحذّر جعجع من خطورة استجلاب القوى الاقليمية والدولية الى لبنان للضغط للوصول برئيس يمثّل توازن قوى ولا يمثّل أيّ مصلحة لبنانية.

واعتبر جعجع أنّ التصويت بورقة بيضاء هدفُه تعطيل الاستحقاق الرئاسي وصولاً الى المقاطعة في الدورة الثانية. ورأى أنّ الفريق الآخر مصمّم على تعطيل الجلسة، لافتاً إلى أنّه لا يحقّ لأيّ طرف أن يستعمل هذا الحق بطريقة عشوائية. وشدّد جعجع على ضرورة احترام الغاية التي استهدفها التشريع في المادة 49، وهي تطلب انتخاب الرئيس وليس عدم انتخابه.

مشاركة كتائبية

إلى ذلك، اعلنَ حزب الكتائب اللبنانية أنّ كتلته ستشارك في جلسة الغد وفي كلّ الدورات الانتخابية اللاحقة، ودعا النوّاب إلى «اتّخاذ القرار الواضح والصريح بالنزول إلى مجلس النواب والدخول الى القاعة وتأمين النصاب وممارسة الواجب الدستوري، من دون تعريض موقع رئاسة الجمهورية لخطر الفراغ». وشدّد على «وجوب إنبثاق سلطة رئاسة الجمهورية من داخل البرلمان وليس من خلال تفاهمات وتسويات تُعقد في الخارج وتستورَد غبّ الطلب إلى المجلس».

«حزب الله»

أمّا «حزب الله» فاعتبر أنّ انتخاب رئيس بلا مقاومة هو حليف «إسرائيل» وأميركا في المنطقة، وهو ليس رئيساً على الشعب اللبناني، ودعا بلسان رئيس المجلس السياسي في الحزب السيّد إبراهيم أمين السيّد «إلى إجراء استفتاء أو استطلاع رأي في من هو مع المقاومة أو من هو ضدّها في هذا اليوم»، وقال: «ليعرفوا أنّ المقاومة شرف لبنان واللبنانيين وشرف المسؤولية».

واعتبر السيّد أنّ ما حصل في الجلسة الأولى لانتخابات رئيس للجمهورية «محطةٌ سوداء في تاريخ لبنان وسقوط للقيم والمبادئ والأخلاق والثقافة والفكر، وغَسلٌ للتاريخ ومحوُه وتجميلٌ للجرائم»، آسفاً أن تكون «بعض الكُتل السياسية مثل تيار «المستقبل» مع تلك المجموعات المسلحة في سوريا، وهي ترى ما يقوم به هؤلاء من جرائم يندى لها الجبين».

رئيس مؤسسة الانتربول

وفي هذه الأجواء، استقبلَ رئيس مجلس النواب نبيه برّي ظهرَ أمس في عين التينة، رئيس مؤسسة الانتربول الياس المر، وتمّ عرضٌ للأوضاع والتطوّرات الراهنة. وقدّم المر إلى برّي درع الانتربول «تقديراً لموقعه ودوره الوطنيّين».

سليمان يعود اليوم

إلى ذلك، يعود مساء اليوم الى بيروت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، بعدما امضى يومين إضافيّين في العاصمة الإيطالية، في أعقاب الإحتفالات بتقديس البابوَين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني.

الحركة المطلبية

وسط هذا المشهد، بدأت أمس طلائع الإضرابات والتظاهرات المطلبية مع السائقين العموميين الذين نظّموا مسيرات سيّارة وراجلة وصلت الى ساحة رياض الصلح لإسماع رئيس الحكومة تمّام سلام أصواتهم في السراي، والنواب في ساحة النجمة. ومن المتوقع أن يعمّ الإضراب العام البلاد اليوم، ويتمّ تنظيم تظاهرات بدعوةٍ من هيئة التنسيق النقابية التي تحشد من أجل دعم سلسلة الرتب والرواتب. وقد زاد في أجواء الاحتقان ما تسرَّب من اللجنة النيابية المولجَة إعادة دراسة المشروع، حيث تردّد أنّ هناك اتجاهاً لترشيق «السلسلة» وإعادة الأرقام الى ما كانت عليه عندما أحالتها الحكومة السابقة الى المجلس النيابي، بل إنّ البعض يؤكّد أنّ الأرقام قد تنخفض الى ما دون الأرقام السابقة، مع إلغاء المفعول الرجعي، وتقسيط الدفع على ثلاث أو أربع سنوات. هذه الأجواء زادت في جوّ الغضب لدى هيئة التنسيق التي أعلنت مسبقاً رفضها أيّة تعديلات على مشروع السلسلة.

وعلمت «الجمهورية» أنّ اللجنة النيابية التي تعمل بعيداً من الإعلام، عقدت اجتماعاً مساء أمس في المجلس النيابي حضره النواب: جورج عدوان، آلان عون، سامر سعادة، غازي يوسف وجمال الجرّاح، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وغاب عنه النائبان هنري حلو وابراهيم كنعان.

وقال مصدر في اللجنة إنّ الاجتماع بحضور حاكم مصرف لبنان، كان بهدف وضع اللمسات الأخيرة على مشروع التعديلات التي أُدخِلت على «السلسلة».

برنامج التظاهرات اليوم

وجدّدت هيئة التنسيق النقابية دعوتها الى تنفيذ الإضراب العام الشامل في جميع الوزارات والإدارات والمدارس الرسمية والخاصة والمهنيات. ودعت جميع الفئات الشعبية الى أوسع مشاركة في التظاهرة النقابية التي ستنطلق اليوم الثلثاء من أمام مصرف لبنان في الحادية عشرة قبل الظهر في اتّجاه غرفة التجارة والصناعة ونحو جمعية المصارف، وصولاً إلى المجلس النيابي في ساحة رياض الصلح.

وطالبت هيئة التنسيق أن يكون «يوم 29 نيسان، يوم الردّ المدوّي على المماطلة والتسويف في عدم إقرار حقوقنا في السلسلة، وإعلان رفضنا المطلق لأيّة صيغة تصدر عن اللجنة النيابية المكلّفة من الهيئة العامة إذا لم تأخذ بزيادة 121% لجميع القطاعات دون خفض أو تقسيط أو تجزئة، كما أعطِي للقضاة وأساتذة الجامعة اللبنانية، واحتساب المفعول الرجعي اعتباراً من 1/7/2012 وشمول الزيادة المتعاقدين والأجَراء والمياومين والعاملين بالساعة، وإلغاء كلّ البنود التخريبية المسمّاة إصلاحية، والهادفة إلى تصفية الوظيفة العامّة.

وقالت الهيئة: «لن نقبل بسلسلة على حساب الفقراء، بل من الريوع المصرفية والعقارية، ومن مغتصبي الأملاك العامّة البحرية، ومن وقف الهدر والفساد والتهريب في المرافق العامة كالمرفأ والمطار».

تظاهرة النقل البَرّي

وكان قطاع النقل البرّي قد نفّذ تظاهرة سيّارة صباح أمس، حيث انطلق الوفد الأوّل المؤلّف من السائقين العموميّين من منطقة الكولا في اتّجاه ساحة رياض الصلح، ووفد آخر من سائقي الصهاريج والباصات من منطقة الدورة في اتّجاه ساحة رياض الصلح أيضاً. وكان الاعتصام تقليديّاً تخلّلته مطالب بمنعِ المضاربة غير المشروعة في النقل البرّي، وإعادة دفع بدل الفيول لسائقي السيارات العمومية. ووضعَ السائقون مكبّرات للصوت وأطلقوا الأغنيات الشعبية حول إفقار الشعب، وتحميل السياسيين المسؤولية. ووصل صدى الصوت الى مبنى مجلس النواب والسراي الحكومي.

إضراب «العمّالي»

من جهته، أعلن المجلس التنفيذي للإتحاد العمّالي العام عن تنفيذ إضراب عمّالي وطني شامل في كلّ الأراضي اللبنانية غداً الأربعاء، مع تنفيذ اعتصام بدءاً من الحادية عشرة قبل الظهر في ساحة رياض الصلح.

وأكّد الاتّحاد إثر اجتماع لمجلسه التنفيذي برئاسة رئيسه غسان غصن أنّه «تزامُناً مع تنفيذ الإضراب والاعتصام، سيتمّ التوقّف عن العمل في مطار بيروت الدولي من الحادية عشرة قبل الظهر حتى الأولى بعد الظهر، وإقفال تامٌّ في مرفأ بيروت طيلة النهار، وإقفال جميع مكاتب ومراكز الضمان الاجتماعي، وإضرابٌ شامل لجميع موظفي الكهرباء في لبنان، ولموظفي وعمّال مصالح المياه في لبنان، وإقفالٌ تامّ في مؤسّسات «الريجي» وأوجيرو، وإضراب شامل لعمّال البلديات في كلّ لبنان، وموظفي وعمّال القطاع الصحّي، وجميع المصانع والمؤسسات التجارية والزراعية والخدماتية وإقفال شركات الترابة اللبنانية.