IMLebanon

التضامن مع إبرهيم الأمين…

أتضامن مع كرمى خياط (…) أتضامن مع محطة “الجديد” (…) أتضامن مع جريدة “الأخبار” (…)

هذه العبارات والمواقف ترددت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة. صحافيون وسياسيون تهافتوا وتضامنوا.
قبل أن أتضامن أو لا، يجب التوقف قليلاً. لن أخوض في نظرية المحكمة الدولية ومطالبتنا الدائمة بإحقاق العدالة لجميع الشهداء، ولا في تعقيدات هذا الملف. لكن أقول إن في لبنان انحيازاً حتى على الثورة في شأن مبدأ معيّن. الذين اعتبروا أن حرية الصحافة قد تم التعرّض لها بطريقة مسيئة في مسألة “الجديد” والأمين، أين كانوا في محطات أخرى عندما عانت الصحافة وحوصرت واغتيل صحافيون وقادة رأي؟ الصحافي الحر والإنسان الحر يتضامن مع كل صحافي انتهكت حقوقه، ولو كان من الرأي الآخر والطرف الآخر.
حرية الصحافة أساس كل حرية، وحرية الإعلام والتعبير من حقوق كل إنسان. لكن الأهم من كل هذا أن تكون حرية مسؤولة، لانه في بعض الأوقات، يعرّض نشر بعض الأمور أشخاصاً للخطر في حياتهم أو مصالحهم أو رزقهم. فهنا الحرية المسؤولة فُقدت في الفترات الأخيرة وارتهن البعض لتنفيذ مخطط لجهات سياسية، وتدنى المستوى الصحافي مع صحافة الخبر المثير كيفما كان وعلى حساب قيم كثيرة.
الصحافي الحر ينتقد الجميع حين يخطئون، ولو أقرب الناس اليه.
الصحافي الحر لا يقبل أن ينشر معلومات قد تسيء الى أحد بطريقة خطيرة.
الصحافي الحر لا يتهافت على “الخبر الخاص” على حساب صدقية الخبر.
نعم، قول الحقيقة واجب، لكن الإعلام المسؤول يكشف الحقيقة الضرورية للرأي العام ولا يخوض في متاهات لا هدف منها سوى الإساءة.
الصحافي الحر لا يتدنى الى مستويات الخوض في الشخصي ومحاربة من لا يشاركه الرأي في أمور شخصية.
فالحرية ليست أن نقول كل شيء وأي شيء كيفما كان.
التضامن ضروري دائماً، خصوصا إذا كان هنالك من إجحاف وظلم وإذا لوحق صحافي لأفكاره. لكن في كل مرة يجب العودة الى الضمائر إذا كان لا يزال هنالك من ضمائر كي نسأل: ألم تخطئ هذه الصحافة في بعض المرات أيضاً؟
وهل الحرية تعني ما رأيناه من تجاوزات في مراحل كثيرة؟
هذه الملاحظة لن تعجب الكثيرين، لكن قبل أن ننتقد السياسيين والسلطات، يجب في بعض الأوقات ألا ننكر أن السلطة الرابعة أيضاً ليست معصومة من الخطأ، ولا شيء أو أحد مقدساً سوى الله…