IMLebanon

 الحريري أحيا مشهدية «14 آذار» وأكّـــد على أولوية دعم الجيش

شكّلت عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، لأنه لم يسبقها أيّ إشارة من قريب أو من بعيد، كما لم تكن متوقعة في ظلّ الظروف العسكرية في عرسال والأمنية في الداخل والسياسية المعقّدة، من الانتخابات الرئاسية المعطلة إلى الانتخابات النيابية المحكومة بالتمديد، الأمر الذي فتح باب الاجتهاد واسعاً أمام جملة من التساؤلات، أهمّها: ما الظروف والعوامل والتطورات التي استدعت هذه العودة؟ وهل تؤشر إلى تسوية سعودية-إيرانية أم تأتي في سياق التفاهم بين طهران والرياض على مواصلة تحييد لبنان وتبريد مناخاته السياسية، أم معزولة عن أيّ تفاهم إقليمي-إقليمي، خصوصاً أنّ الاشتباك في المنطقة على أشدّه؟ وهل تمهّد لدوحة جديدة ولكن بنسخة لبنانية، بمعنى أنّ لبنان سيشهد سلّة متكاملة من التفاهمات حول الملفّات الخلافية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية؟ وهل يمكن أن تجازفَ السعودية واستطراداً الحريري في عودة غير مضمونة أمنياً تترافق مع سخونة استثنائية تبدأ في العراق ولا تنتهي في غزّة وما بينهما سوريا ولبنان لولا قناعتها بوجود عوامل وعناصر ومؤشّرات تستدعي هذه العودة؟ وهل قرّرت الرياض وضعَ كلّ ثقلها في مواجهة الإرهاب، من رسالة الملك التاريخية إلى عودة الحريري؟ وهل شعرَت بخطر تمدّد الواقع الأصولي الذي يتطلّب تحصينَ الاعتدال ودعمَه صوناً لوحدة لبنان واستقراره؟

خطفت العودة المفاجئة للرئيس الحريري إلى لبنان بعد غياب قسري لثلاث سنوات وأربعة أشهر الأضواءَ السياسية، إلّا أنّ الهدف المُعلن لهذه العودة والمتصل بالهبة السعودية أبقى التركيزَ على المواجهة الشرسة والمشرّفة التي خاضها الجيش اللبناني في عرسال ضد الإرهابيين، مُحبطاً مخططهم الرامي إلى ضمّ جزء من لبنان إلى الدولة الإسلامية، الأمر الذي يجعل الترابط محكماً بين عودة الحريري وأحداث عرسال، إذ لولا إدراك رئيس «المستقبل» خطورة ما كان يُحاك للبنان وأحبطه الجيش اللبناني لمَا أقدمَ على هذه المجازفة التي تهدّد أمنه الشخصي، وبالتالي العنوان الأوّل لعودته هو تعزيز قدرات الجيش اللبناني الذي دافعَ باللحم الحيّ عن سيادة واستقرار لبنان، وإعطاء إشارة واضحة عن نزوله شخصياً إلى الساح للتصدّي للإرهاب.

وقد شكّل قول الحريري: «يقول كثيرون إنّ عودتي لها علاقة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والحقيقة أنّني كنت أتمنى أن يحصل ذلك»، أكبر دلالة إلى أنّ عودته مرتبطة بشكل أساسي بدعم الجيش والتصدّي للإرهاب قبل أيّ شيء آخر، فضلاً عن أنّ إصراره على تتويج عودته بمشهدية لقوى 14 آذار تشكّل بحدّ ذاتها رسالة إلى الجميع بأنّ وحدة الصف والموقف هي فوق كلّ اعتبار، خصوصاً أنّ أبرز ثلاث نقاط في اجتماع هذه القوى في «بيت الوسط» تمثّلت بالآتي: إعادة تزخيم حركة 14 آذار، إعادة الاعتبار لمشروع «العبور إلى الدولة» وإعادة التوازن إلى المشهد السياسي.

ظروف العودة

وشرحَ الحريري بنفسه ظروف عودته الى بيروت، فأكّد أنّ غيابه عنها كان بمثابة أقسى عقوبة له في حياته، والعودة هي أهمّ مكافأة له.

وأضاف: «يقول كثيرون إنّ عودتي لها علاقة بانتخاب رئيس جمهورية جديد، والحقيقة أنني كنت أتمنى أن يحصل ذلك، وأن يكون أوّل تحرّك لي فور العودة هو زيارة القصر الجمهوري للاجتماع برئيس الجمهورية أو النزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد».

وقال: «لقد آن الأوان لأن نضعَ حدّاً للقيل والقال في هذا الموضوع وأن نفتح الباب أمام توافق واسع على انتخاب الرئيس، والانتقال إلى التضامن الوطني لمواجهة التحديات الماثلة».

وذكّر الحريري بأنّ دور تيار «المستقبل» هو «حماية الاعتدال ومنعُ التطرّف من التمدّد والانتشار، ومنع كلّ محاولة لإشعال الفتنة. هذا هو دورنا وهذه رسالة خادم الحرمين الشريفين لنا ولكلّ اللبنانيين، بأنّ تقوية الدولة ومؤسساتها والجيش اللبناني خصوصاً تحمي الاعتدال وتحمي لبنان من شرور الإرهاب والتطرّف».

وجدّدَ الحريري موقفَه من «حزب الله» مؤكّداً أنّ «تدخّله في سوريا لم يجلب للبنان إلّا الأذى، وأنّ الأذى الأكبر وقعَ على الطائفة الشيعية من خلال موجة التفجيرات التي ضربت الضاحية والجنوب والبقاع». واعتبر أنّ الحزب «ألحقَ الأذى الشديد في العلاقات بين المسلمين من خلال تدخّله في سوريا، وعرّضَ الجيش والقوى الامنية لاعتداءات إرهابية».

سلام والحريري

وكان الحريري بدأ يومَه الأوّل في لبنان بزيارة ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري فور وصوله الى مطار بيروت وقبل أن يتوجّه إلى السراي الكبير للقاء رئيس الحكومة تمّام سلام.

وقالت مصادر رئيس الحكومة لـ»الجمهورية» إنّه فوجئ بوجود الحريري في بيروت، وقد جاءه موفدٌ صباحاً ليبلغه أنّ الحريري في بيروت منذ فجر اليوم (أمس)، وهو يرغب بزيارة السراي للقائه. فَسُرَّ الرئيس سلام بالنبأ ولم يخفِ المفاجأة، وقال لمحدّثه إنّ الدوائر الرسمية في السراي تطلب إعطاءَ الوقت الكافي ليكون الاستقبال بحجم الزيارة والمفاجأة أيضاً. أي لفَرشِ السجّاد الأحمر وتجهيز الموسيقى وإلغاء المواعيد التي كانت مقرّرة. وعلى الأثر حدّد الموعد بعد العاشرة صباحاً.

وخلال اللقاء أبلغَ الحريري سلام بالظروف التي دفعَت إلى الهبة الجديدة، وتلك التي أدّت الى تكليفه الإشراف على تنفيذها، وهي هبة ماليّة جاهزة ويمكن التصرّف بها بالسرعة التي تتوفّر لدينا الأهداف منها.

وقَرَّ الرأيُ في الزيارة على أن يُصار إلى اعتماد الأصول القانونية والدستورية الواجب اتّخاذها، كأن يعرض الأمر على مجلس الوزراء لاتّخاذ قرار بقبول الهبة واللجوء الى الآليات الدستورية التي ستسمح بترجمتها في حسابات المؤسسات العسكرية كافةً، من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة، ويمكن ان تشمل المؤسسات الأخرى مثل الدفاع المدني.

اللقاء الوزاري – الأمني

ومن ثمّ توجّه إلى «بيت الوسط، حيث استقبلَ شخصياتٍ مهنّئة، ليعود مجدّداً الى السراي للمشاركة في الاجتماع الأمني لبحثِ الهبة السعودية.

وقالت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية» إنّ اللقاء الوزاري – الأمني الذي عُقد عصراً برئاسة سلام وحضور الحريري شكّلَ بداية ترجمةٍ فعلية لآليةِ تنفيذ الهبة المالية.

وقال أحد المشاركين إنّ سلام طلب من قادة الأجهزة الأمنية تحديدَ حاجاتهم من التجهيزات والأسلحة وكلّ ما يساهم في تعزيز هذه القوى على مستوى مواجهة الإرهاب والعمليات الاستباقية التي يمكنها أن تستوعب مشاريع الإرهابيين ومواجهتهم قبل إتمام مخططاتهم.

وأضاف أنّ القيادات الأمنية ستعود في أسرع وقت الى قيادة أركانها للعديد والعتاد، لتحديد الحاجات بأسرع وقت ممكن، لأنّ الأموال قد وُضعت أمانةً لدى الحريري، ويمكن تسييلها في غضون أيام فور أن تتقرّر الحاجات.

«14 آذار»

وترأّسَ بعد ذلك اجتماعاً موسّعاً في «بيت الوسط» حضرَه الرئيس فؤاد السنيورة وأعضاء كتلة المستقبل النيابية والمكتب السياسي لتيار «المستقبل» والمجلس التنفيذي في التيار، قبل أن يجمع فريق 14 آذار مساءً في اجتماع موسّع صدرَ على أثره بيانٌ أكّد على تمسّك 14 آذار «الكامل بالدولة، وبكافة مؤسّساتها السياسية والعسكرية والأمنية، لأنّها الضمانة الوحيدة لأمن اللبنانيين واستقرارهم وعيشهم المشترك الإسلامي المسيحي، وكرَّر تعهّدَها أمام اللبنانيين أنّ مشروعها الوحيد يبقى العبور إلى الدولة واستكمال بنائها وفقاً لتراتبيتها الدستورية وبدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية».

وأكّدت قوى 14 آذار على «مواصلة نضالها من أجل استقلال لبنان وسيادة دولته المحرّرة من كلّ أنواع وصايات السلاح غير الشرعي، وهي تطالب بضبط الحدود اللبنانية السورية من خلال نشر الجيش، مدعوماً بقوات الأمم المتحدة، كما يتيح القرار 1701».

وشدّدت على أنّ «ضبط الحدود بكلّ الاتجاهات لا يكتمل إلّا بانسحاب «حزب الله» الفوري من القتال الدائر في سوريا، منعاً من تكرار ويلات تهدّد لبنان وأمنَه، كما حصل في بلدة عرسال الصامدة ومحيطها».

أجواء الاجتماع

وقد اقتصرت المداخلات في الاجتماع على عدد محدود من المشاركين، وفي طليعتهم الرئيس أمين الجميّل والرئيس فؤاد السنيورة والدكتور سمير جعجع والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون وأمين عام 14 آذار فارس سعيد، حيث أبدوا ترحيبَهم بعودة الحريري، وأكّدوا على وحدة الحركة الاستقلالية، ودعا سعيد إلى وضع خريطة طريق لقوى 14 آذار بغية إعادة إحياء ديناميتها من جديد، وركّز على ثلاث نقاط: أوّلاً، فسحة الأمل التي شكّلتها عودة الحريري تعني أنّ الأمور لا تستقيم إلّا من خلال وجوده، لأنّ الناس القلقين بحاجة لضمانات وطنية.

ثانياً، ماذا ستقول 14 آذار للبنانيين والعرب في الذكرى العاشرة على تأسيسِها في 14 آذار 2015؟ ثالثاً، التأكيد على ضرورة أولوية انتخاب رئيس جديد. وفي سياق سؤال الحريري عن عودته وما إذا كانت نهائية، قال بأنّها زيارة طويلة، فقال جعجع: نريدها إقامة دائمة، وقد حظيَ دخول جعجع بترحاب وتصفيق كبيرين، وألقى مداخلةً عاطفية جسّدت عمقَ العلاقة بينه وبين الحريري.

8 آذار لـ«الجمهورية»

وفيما لم يصدر بعد أيّ موقف رسمي عن «حزب الله» أو تصريح لوزرائه ونوّابه وقيادييه حول عودة الحريري، سلباً أم إيجاباً، قالت مصادر قيادية رفيعة في قوى 8 آذار لـ»الجمهورية» :»نأمل في أن تكون هذه العودة بداية حلحلةٍ لملفّات عالقة، وفي علاقة 14 آذار بـ 8 آذار، خصوصاً في ضوء ما جرى في عرسال وإمكانية أن يتكرّر، وارتفاع منسوب المخاوف من عودة الفوضى مجدّداً إلى الساحة اللبنانية وتحديداً إلى مدينة طرابلس، كذلك في ظلّ الشَلل الحاصل في المؤسسات.

لذلك نأمل أن لا تكون عودته عودة شكلية تُوظّف في إطار تصعيد المواقف، إنّما أن يكون يحمل في جعبته مبادرات للحلّ وتوجّهات لحلحلة التعقيدات القائمة، بدءاً من الإقلاع عن مقاطعة الجلسات التشريعية مروراً بحلحلة كلّ الملفات الأخرى العالقة».

وهل من تسويةٍ إقليمية كبرى في الأفق وراءَ هذه العودة؟

أجابت المصادر: «كلّ المسائل متوقّفة على التوجّهات التي يعود بها الحريري على المستوى الإقليمي، وهل إنّ الوجهة هي وجهة تصعيد أم أنّه يعود بهدف الحلحلة، أم بهدف اعتماد نفس السياسة التي لا تفتح الأبواب الموصَدة، فهذا هو السؤال الكبير، أمّا ما تبقّى فهو نتائج». وختمَت المصادر:» لذلك نحن ننتظر ما سيعلنه الحريري من مواقف وفتح الأبواب الموصَدة». فهل في جعبته تسوية لحلّ المراوحة في لبنان؟

«التيّار الوطني الحر»

وفي حين لم تستبعد أوساط مطّلعة أن يُعقد لقاء قريب بين رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون والحريري، قالت مصادر بارزة في «التيّار الوطني الحر» لـ«الجمهورية»: «في ظلّ الواقع الكبير في المنطقة، يقف لبنان اليوم أمام مرحلة جديدة توجِب عقدَ لقاء عام في مجلس النواب يشارك فيه جميع الأقطاب في البلد بعدما اكتمل عقدهم ولم يعُد أيّ زعيم طائفة في الخارج، وذلك بهدف وضع خريطة طريق للخروج من الوضع القائم قبل ان تجرف التطوّرات الخارجية البلد»، ومن شأن نتائج هذا اللقاء إجراءُ انتخابات رئاسة الجمهورية والاتفاق على قانون انتخابي لإجراء الانتخابات النيابية، كي لا نبقى نراوح مكاننا».

درباس لـ«الجمهورية»

وفي المواقف، أكّد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«الجمهورية» أنّ عودة الحريري المفاجئة الى لبنان «لكي يؤكّد للبنانيين أنّهم ليسوا وحدهم، وأنّه لا يرى أيّ مانع من أن يغامر بنفسه ويأتي رغمَ ظروفه الأمنية، كي يكون شريكاً لهم في ظلّ المحنة التي يتعرّض الوطن»، ورأى أنّ «عودته ستساهم في ضبط عدد كبير من الشواذات تحت سقفه».

وذكّر درباس بأنّ الحريري قبل محنة عرسال، «كان من الذين تشاوروا مع جلالة الملك عبدالله في مسألة ما يجري في الموصل لجهة تهجير المسيحيّين، وأنّه كان من أوّل المرحّبين بالبيان الحادّ اللهجة الذي صدر عن البطاركة المسيحيين، وتبنّاه وأقرَّ بمسؤولية المسلمين قبل المسيحيين، بوقف هذا العمل المتوحّش الذي يحاول أن يقتلع التاريخ من الجغرافيا»، مشدّداً على أنّ الحريري «يعتبر أنّ للبنان دوراً أساسياً في هذه القضية القومية العربية، ولهذا السبب جاء متطوّعاً في هذه المهمّة، واضعاً نفسَه في تصرّف الحملة المضادة التي يجب أن تُشَنّ ضد تطهير الشرق من المسيحيين، أي تطهيره من رونقه ومن تاريخه، وبَتر جزءٍ مهمّ من حضارته. وهو بهذا يعبّر عن جدارةٍ سياسية كبيرة يثبتها كلّ يوم».

برّي

وقبل ساعات على عودة الحريري المفاجئة الى بيروت أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره ارتياحَه الى قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق دعوةَ الهيئات الناخبة لانتخاب مجلس نواب جديد، وأكّد أنّ الظرف ملائم لإجراء الانتخابات، خصوصاً أنّ المجلس لا يجتمع.

وقال: «أنا أكثر المستفيدين من التمديد للمجلس لأنّني أبقى رئيساً له، ولكن مع ذلك أطالب بإجراء الانتخابات النيابية، إذ ما نفع ان أكون رئيساً لمجلس نيابي لا يجتمع ولا يشرّع، علماً أنّني بتُّ عميدَ رؤساء المجالس النيابية في العالم».

وعن موضوع سلسلة الرتب والرواتب، قال بري: «الضغط لا يكون على أصحاب الحقوق في هيئة التنسيق النقابية فقط، وإنّما أيضاً على أصحاب سلطة التشريع الذين يعطّلون انعقادَ مجلس النواب ويمنعون إقرارَ ليس السلسلة فقط، وإنّما هناك رواتب الموظفين وموازنة 2014 التي أنجِزت وموازنة 2015 التي ستنجَز، وأيضاً اليوروبوند وقانون الإيجارات الذي أوجدَ مشكلة بعد قرار المجلس الدستوري، لأنّ المستأجر مرتاح والمالك مرتاح لما حصل، بينما هناك 3 مواد في القانون على مجلس النواب بتُّها.

وإذا كانت سلسلة الرتب والرواتب تهمّ مئة ألف عائلة فإنّ قانون الإيجارات يهمّ أكثر من نصف الشعب اللبناني، ويجب تفادي الوصول الى مرحلة الاحتكام الى قانون الموجبات والعقود الذي قد يتسبّب بطرد المستأجرين للحال من بيوتهم.

وقلت للنائب بهية الحريري خلال اتصال بيني وبينها إنّه عوَض التفكير في موضوع إعطاء الإفادات للطلّاب وفي مشكلة السلسلة، يجب أن نذهب الى صلب المشكلة، وهو حضور الجميع الى مجلس النواب لإقرار السلسلة وبتّها.

عرسال

وفي عرسال بدأ الجيش تنفيذ خطة تموضُع، وانتشار محدود، وسيَّر دوريات مؤللة للمرّة الأولى في عمق الأحياء. وقد أكّد مصدر حكومي لـ«رويترز» أنّ «الحكومة لم تتلقّ أيّ طلب من المسلحين خاطفي الجنود اللبنانيين»، وذلك قطعاً لما تردّد عن لائحة مطالب كانوا تقدّموا بها، فيما أكّد أكثر من مرجع أمني أنّه لم يتبلغ أيّ ورقة من الخاطفين.

تطوّر في العراق

وعلى خط الأزمة في العراق، ووسط حديث عن تطوّر سياسي كبير مُرتقَب يتّصل بمصير رئيس الوزراء نور المالكي لجهة مغادرته السلطة، بدأت المقاتلات الأميركية بقصف مواقع تنظيم «داعش» في شمال البلاد.

ونقلَ مراسل «الجمهورية» في واشنطن عن اوساط في البنتاغون تأكيدَها أنّ الضربات ضدّ هذا التنظيم لن تقتصر على العراق بل قد تتوسّع.

وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الأدميرال جون كيربي إنّ القصف استهدف مواقع المدفعية التي يستخدمها مسلّحو التنظيم ضد قوات «البشمركة» الكردية، بالقرب من مدينة «إربيل»، حيث يوجد فريق مستشارين من الجيش الأميركي بالمدينة.

وأعلن البنتاغون أنّ مقاتلتين أميركيتين من طراز أف/آي 18 ألقتا قنابل تزنُ الواحدة منها 250 كيلوغراماً على مربض مدفعية متحرّك تابع لـ»داعش».وانطلقت المقاتلات من حاملة الطائرات يو أس أس جورج بوش في الخليج لتلقيَ القنابل الموجّهة بالليزر.

وكشفَ النقاب أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان أعطى أمس الأوّل الضوء الأخضر لشَنّ ضربات جوّية محدّدة ضد «الدولة الإسلامية» ، أبلغَ الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، في اتّصال هاتفيّ أجراه معه، بالضربات الجوّية. وقد انطلقت الطائرات الحربية فوق أجواء السعودية بعد رفض تركيا أن تنطلق الطائرات الأميركية من قاعدة «انجرليك» .