IMLebanon

الرابية وقريطم «طلعات ونزلات» حواريّة

الرابية وقريطم «طلعات ونزلات» حواريّة «المستقبل»: عون ليس الممثل الأوّل للمسيحيين كما يعتقد «الوطني الحرّ»: إنفتاحنا لن يكون على حساب علاقتنا مع حزب الله

لطالما لم تتواجد الكيمياء السياسية بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون، على حدّ قول مصادر متابعة لحركة الرجلين، اذ كانت المواقف في اغلبيتها متضاربة ومعاكسة، لكن البعض دخل على الخط بهدف تحقيق مصالحة توصل الى شيء ما من ناحية حلحلة الملفات العالقة، فعُقدت اللقاءات بين التيارين على مدى فترة في الداخل والخارج، في ظل معلومات مغالطة احياناً بأن بعض الملفات الاساسية قد حُلّت، لكن الواقع اثبت بأن لا حلحلة على الخطين بسبب الخلافات السياسية الكبيرة السائدة بينهما، لذا وبإختصار ونقلاً عن مصادر الطرفين فالعلاقة اليوم عادت الى نقطة الصفر، اي كما كانت عليه لحظة سقوط حكومة الرئيس الحريري في كانون الثاني من العام 2011 على يد فريق 8 آذار، الذي يضّم في صفوفه العماد عون ابرز الداعمين لذلك السقوط.

بعدها توالت الخلافات تقول المصادر وزادها إستمرار تحالف عون مع حزب الله، لتزيدها توتراً الحرب الاعلامية بين الجانبين بعد صدور كتاب «الابراء المستحيل»، لتبرز ملفات اخرى لم تصل الى نقطة تعاون بين «التيار الوطني الحر والمستقبل»، تلتها قضية التمديد للمجلس النيابي الذي سلك طريقه الى ساحة النجمة وسط تأييد معظم الكتل له باستثناء تكتل «التغيير والإصلاح» الذي طعن في القانون أمام المجلس الدستوري، حينها خاب ايضاً امل العماد عون بحلفائه اي المردة والطاشناق وحزب الله وحركة امل وغيرهم الذين صوّتوا على اقتراح قانون بتمديد ولاية المجلس، الذي لم يستغرق سوى دقائق معدودة كانت كفيلة بإعادة الواقع الى ما نحن عليه اليوم، إضافة الى رفض «المستقبل» المطلق للقانون الارثوذكسي وغيرها من المسائل، وعلى أثر تلك المناكفات بقيت الخطوط السياسية حذرة بحسب ما تصف مصادر في «التيار الوطني الحر»، لتدخل ضمن فترات محدّدة اجواء الارتياح النسبي وإن بصورة متقطعة، لكن اليوم تشهد توتراً على خط الرابية – قريطم، وتبدو الالفة السياسية بعيدة في مسافاتها بين الحريري وعون، وإن عملت بعض الوفود على خط الانفتاح التي لم تفلح مرة في تقريب وجهات النظر بين الرجلين بشكل فعّال، لكن الوسطاء كانوا يعملون على خط التهدئة لإعادة المياه الى مجاريها، لان المرحلة تتطلب التوافق في هذه الظروف كما تقول اوساط «التيار»، معتبرة بأن مواقف الحريري في اطلالته الرمضانية قضت على مسار الانفتاح في العلاقات بين التيارين لقطع الطريق نهائياً امام ترشح الجنرال للرئاسة.

وتشير هذه المصادر الى انهم لا يفهمون حقيقة ماذا يريد تيار «المستقبل»، فهم كانوا ينامون على حرير ثم يستفيقون على هجوم من صقور الحريري في اطار الملف الرئاسي، مستهجنين الهجوم عليهم حين اعلن العماد عون تأمين أمن الحريري في حال وصوله إلى سدة الرئاسة، وختمت: «يهمنا ان نؤكد لهم بأن أي انفتاح بيننا و«المستقبل» لن يكون على حساب علاقتنا مع حزب الله».

وعلى خط تيار «المستقبل» فيقول احد نوابه الشمالييّن بأن موقف التيار واضح خصوصاً حين نسمع اراء اغلبية نوابنا الذين يرفضون مقولة: «عون مرشح توافقي»، لانهم لا يرونه في هذا التموضع وبالتالي لا يرون اي أثر لهذه الصفة، كما ان النواب الصقور اعلنوا في الاعلام انهم لن يؤيدوا عون للوصول الى بعبدا ولن يتبنّوا موقف تيارهم مهما كانت الظروف، مشيراً الى ان «الوطني الحر» كان يحلم بتجاوبنا مع احلامه الرئاسية في حين ان الحقيقة مغايرة وبعيدة عن ارض الواقع، خصوصاً اننا طالبناه بأن يكون وسطياً اي بمثابة بيضة القبان، لكنه لم يبّدل اي موقف سياسي اتخذه، لذا لم يكن بإستطاعتنا التعاون معه في اي من الاستحقاقات النيابية او الرئاسية خصوصاً بعد طرحه تغيير النظام وانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب خصوصاً في هذه الظروف الصعبة، معتبراً ان بعض حلفاء عون إبتعدوا عنه نتيجة ممارساته السياسية الخاطئة، كما ان البطريرك الراعي حمّله في عظة الاحد بصورة مبطّنة مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي، معتبراً بأن عون ليس الممثل الاول للمسيحيين كما يعتقد، وبالتالي لا يحق له التفرّد بالقرارات المصيرية التي تعنيهم.