IMLebanon

الصواريخ الايرانية تؤخر الاستحقاق الرئاسي

بالرغم من الحديث المتواصل عن أنّ الاستحقاق الرئاسي هو لبناني،

وبالرغم من تمنيات أي لبناني أن يكون هذا الكلام صحيحاً،

إلاّ أنّ الحقيقة في مكان آخر:

فمع أنّ الاستحقاق لبناني في المبدأ ولكن من أسف شديد هو بحاجة الى توافق دولي.

وهذا التوافق الدولي المطلوب غير متوافر حالياً بسبب تشابك المشاكل ذات الصلة بالجهات الخارجية صاحبة التأثير في الاستحقاق، إن كان في العراق أو في سوريا أو في اليمن أو في البحرين…

فعلى صعيد العراق تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية انتصار المالكي في الانتخابات البرلمانية العراقية بمثابة انتصار لها سواء أكان بالتزوير أم لا.. فلا يهم… المهم أنّه انتصار لقاسم سليماني الذي هو الحاكم الفعلي المفوّض شؤون العراق، وأيضاً شؤون سوريا…

ولنذكر أنّه في الانتخابات النيابية السابقة نال تحالف الدكتور أياد علاوي الأكثرية النيابية… وكان مفترضاً أن يتولّى هو تشكيل الحكومة العراقية… ولكن انقلبت الأمور لمصلحة نوري المالكي، رجل إيران في العراق، بعدما اتفقت طهران وواشنطن على ضرب إرادة الشعب والإتيان بمن خذله الناخبون على حساب العلاوي، وأولاً على حساب الديموقراطية التي زعم الأميركي أنّه جرّد حملة غزو العراق من أجل تحقيقها نصّاً وواقعاً وممارسة.

الى ذلك، نشير الى أنّه في خلال الاجتماع الذي عُقد قبل أيام بين الجانبين الأميركي والإيراني طرح الاول موضوع الصواريخ الإيرانية لجهة خطورتها على إسرائيل، بالرغم من أنّ تل أبيب، بعد القبة الحديدية، لم يعد لديها مخاوف من هذه الصواريخ…

ولا بد من الإشارة أيضاً الى أنّه منذ سنوات أربع توقفت العمليات الاستشهادية داخل فلسطين المحتلة بسبب الجدار الفاصل الذي أقامته إسرائيل… وهذا حال دون تسلل الفلسطينيين… فاطمأنت إسرائيل الى أمنها: فلم تعد تخشى الصواريخ، ولم تعد تحسب حساباً للعمليات الإستشهادية.

وبالرغم من ذلك لا تزال واشنطن مصرّة على إثارة موضوع الصواريخ مع إيران… وهذا الإصرار أعاد المحادثات بين الجانبين الى المربّع الأوّل، ما أخّر توصلهما الى توافق يشمل لبنان.

وما يجري في سوريا، على الصعيد العسكري، يجعل الأمور تراوح مكانها خصوصاً على الارض… ما يعني أيضاً أنّه لا بدّ من وقت غير محدّد للحسم من هذه الجهة أو تلك… وهذا ينعكس بدوره على الاستحقاق الرئاسي وأنّه سيتأخر… والشغور الرئاسي سيقع ابتداءً من يوم الأحد المقبل… وسيستمر الى أن تستجد تطوّرات ملموسة في الموضوعين الإيراني والسوري.