IMLebanon

العمليات العسكرية في السلسلة الشرقية ستتصاعد لتطويق المسلحين

العمليات العسكرية في السلسلة الشرقية ستتصاعد لتطويق المسلحين جهات لبنانية امّنت للمقاتلين اوراقاً ثبوتية للتوغل داخل لبنان وجهات اقليمية موّلتهم وتقف وراء قرار اطلاق الصواريخ

في حين كانت الانظار مركزة جنوبا لمتابعة تفاصيل الرسائل الصاروخية وابعادها وتفاصيلها، جاءت التطورات الميدانية بقاعا لتستقطب الضوء، على وقع «الاشتباكات الاستباقية»، على الحدود اللبنانية السورية وفي جرود بلدة عرسال بين مقاتلي المعارضة السورية، من جهة وحزب الله والجيش السوري من جهة ثانية، ما ادى الى وقوع عشرات القتلى والجرحى.

اوساط مقربة من حزب الله كشفت عن ان معطيات تجمعت لدى الحزب والاجهزة الامنية اللبنانية تتصل بتحركات واستعدادات لفلول المسلحين، من لبنانيين وسوريين، المتمركزين في جرود السلسة الشرقية على الحدود المتداخلة بين لبنان وسوريا، وتحديدا في بعض المزارع، تستعد لشن عمليات، بحسب النموذج العراقي، مستهدفة الداخل اللبناني ،من قرى شيعية ومسيحية، ما دفع بالحزب الى وضع عناصره في حال استنفار دائم بالتنسيق مع الجيش اللبناني وسائر القوى الموجودة في المنطقة لمواجهة اي تطور من هذا النوع، بانتظار ساعة الصفر.

ترافق ذلك، مع جهد استثنائي قام به جهاز امن حزب الله بشكل واضح في هذه القرى المتاخمة لبلدة عرسال، تضيف الاوساط.بالتزامن مع التحليق الكثيف لطائرات من دون طيار، تابعة للحزب، جمعت المعلومات حول مخابئ المسلحين واماكن انتشارهم حيث بينت المعطيات ازدياد اعداد المقاتلين الذين اعادوا تنظيم صفوفهم، دون ان يصلوا الى حد تكوين قوة واحدة متماسكة، نظرا للانتماءات المختلفة لهم من «نصرة» و«جيش حر» وغيرهما، قادرة على خوض عمليات هجومية منسقة وعمليات عسكرية واسعة تتيح لها احتلال اراض كبيرة، بل تقتصر قدراتها على شن عمليات محدودة لا يمكن الاستهانة بخطرها ،وتستوجب التعامل معها قبل تطورها وخروجها عن السيطرة.

امر ازدادت خطورته ، مع حسن استثمار المسلحين لعامل الجغرافيا وتضاريسها والاستفادة منه، على ما اكدت الاوساط، حيث اقاموا قواعدهم داخل الكهوف واستقروا فوق الهضاب وفي الاودية، منشئين معسكرات تدريب للدخول منها الى البقاع الغربي عبر جنتا التي تمتلك منافذ الى الداخل السوري وعلى مقربة من مزارع شبعا وتحت انظار الجيش الاسرائيلي، ومستشفيات ميدانية وشقوا طرقات عسكرية في أعالي الجبال، معيدين بناء شبكات تهريب للسلاح من الداخل اللبناني تمر عبر عرسال وإن كان بصعوبة كبيرة اقتصرت على الأسلحة الخفيفة وذخائرها وعلى مواد تستخدم في صناعة المتفجرات.

كما امتلك هؤلاء أيضا تضيف الاوساط رشاشات مضادة للطائرات من عيار 14.5و23ملم ومدافع هاون، وعددا من مدرعات «الشيلكا» ودبابات «ت 55»، مزودين بعشرات السيارات الرباعية الدفع التي تؤمن لهم التنقل بين مواقعهم العسكرية طول المسافة الممتدة من عرسال الى الجرود المواجهة لسهل القاع، وأنشأوا معملا لصناعة مدافع الهاون ويتزودون من القرى السورية بالقطع اللازمة لمخارطهم هذه فضلا عن القذائف والمواد المتفجرة و بدأوا بحفر عشرات الأنفاق للاحتماء من القصف وأنفاق أخرى للتسلل والانسحاب، مستخدمين آلات حفر عملاقة وحديثة غنموها من عرسال التي تتميز بمقالعها الصخرية.

وبحسب الاوساط، فقد امنت لهم جهات لبنانية الدعم من خلال تزويدهم بأوراق ثبوتية لتمكينهم من التوغل داخل الاراضي اللبنانية وتحميهم اكثر من بيئة حاضنة موجودة في العاصمة بيروت وشمال لبنان، فيما قدمت لهم جهات اقليمية مساعدات مالية ضمن مسميات عدة كهيئات شرعية ومساعدات للنازحين.جهات هي نفسها من يحدد قرار وتوقيت اطلاق الصواريخ باتجاه القرى الحاضنة للمقاومة.

عليه فقد قرر الحزب تقول الاوساط، «الذهاب اليهم ومحاربتهم حيث هم قبل ان يضطر الى قتالهم داخل لبنان»، عبر شن عمليات «محدودة جغرافيا»، بعدما نجحت وحدات الجيش في مرحلة اولى سابقة، من التقدم باتجاه الحدود من ناحية جرود عرسال وحصر المسلحين وتضييق رقعة انتشارهم، طابعها وقائي استباقي ،لابعاد خطرهم عن البلدات والقرى الحدودية في البقاع الشمالي، وقطعا للطريق على اي فرصة او احتمال لارتكابهم اي مجزرة بحق المدنيين، مع ما قد تجره من ردات فعل لاهالي المنطقة يصعب التكهن بها وبارتداداتها المذهبية التي يمكن ان تسببها، خصوصا في ظل الحساسية القائمة بين عرسال ومحيطها، والتي لا قدرة للوضع اللبناني الدقيق على تحمله.

المصادر الميدانية افادت ان الحزب وبالتنسيق مع الجيش اللبناني، تمكن من السيطرة على طرق امداد المسلحين باتجاه الاراضي اللبنانية، وقطع شرايين التواصل فيما بينهم، بعد تقسيم مساحة الـ700 كيلومتر مربع التي يسيطرون عليها والممتدة الى الداخل السوري، الى سبع مناطق عمليات، مع مراعاة خصوصية عرسال، التي ترك للجيش اللبناني مهمة عزلها و«تطهير» مخيمات اللاجئين المنتشرة على تخومها. اما على الجانب السوري فقد تم التنسيق مع سلاح الطيران الذي امن الغطاء الجوي اللازم، مغيرا على التعزيزات القادمة من الرهوة، وادي الدب وميرا، ووادي الخربة والخيل.

واعتبرت المصادر ان صمود هذه القوى لن يدوم طويلا، لان الشتاء كفيل بالقضاء على ما تبقى منهم بعد النجاح في تطويقهم وقطع طرق الامداد عنهم، متوقعة تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في الجرود خلال الأيام المقبلة مؤكدة ان الحزب نجح في افشال مخططهم القائم على احتلال قرى بأكملها، مانعا حدوث مجازر على الطريقة السورية، فالصدام العسكري الحاصل ورغم كلفته الكبيرة، قطع الطريق على مخطط كبير عبر ابعاد من تقدم من التكفيريين وارغامهم على الانسحاب لان هدفهم التمركز والانطلاق من قرى تجري ابادة كل من فيها اولاً، ليتم اعادة تنظيم صفوفهم واستقدام آخرين.