IMLebanon

الفراغ لن يطال قصر بعبدا فقط بل عين التينة وصولاً الى السراي الكبير القيادات المارونيّة وضعت الاستحقاق الرئاسي في عواصم القرار

 

بشارة الراعي البطريرك الـ 77 لانطاكيا وسائرالمشرق اختار شعار خدمته «الشراكة والمحبة»ليعلم الجميع ان ارض لبنان هي مهد الحضارات والتنوع الثقافي والحضاري والحاضن لجميع الطوائف، هو بطريرك الحوار والحداثة والشباب، هو الذي قال «ان السياسيين هم من يستغلون الطوائف للوصول الى غاياتهم» حمل صولجانه وجال على ابناء رعيته في كل اصقاع الارض حاملاً في قلبه وعقله قول انجيل يوحنا «انا الراعي الصالح اعرف خرافي وخرافي تعرفني».

هو الراعي الذي يدرك تقول مصادر كنسية ان خرافه ضالة وهو يحاول اعادتها الى حظيرة الكنيسة التي كان سقفها هو حامي الطوائف المسيحية في الشرق الذي الهبته الثورات منذ نشأته وما زال حتى اليوم، واشار الى ان قرب موعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان اصبح هاجس البطريرك الذي لا يألو جهداً في اتجاه منع حصول الفراغ في الكرسي الرئاسي الاول وهو يتابع شخصياً مع القيادات السياسية الفاعلة، لامرار هذا الاستحقاق، وهو كان قد جمع القادة الموارنة من الصف الاول ليحذرهم من خطورة الامر، الا انت جهوده ذهبت هباء مع تعنت هذه القيادات التي يعتمد البعض منها سياسة «انا او لا احد»مهما كلف الامر من اثمان قد يدفعها المسيحيون والموارنة تحديداً.

عباءة بكركي احتضنت «المجلس العام الماروني» برئاسة وديع الخازن، الرابطة المارونية «برئاسة نقيب المحامين السابق سمير ابي اللمع، والمؤسسة اللبنانية للانتشار» برئاسة شارل الحاج.

هذا الاجتماع كما قال الشيخ وديع الخازن كان هدفه دعم البطريرك ومواقفه في ما خص الاستحقاق الرئاسي اضافة الى انه تم التشديد على انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري المحدد.

كما شدد المجتمعون على ضرورة قيام النواب بواجباتهم الدستورية لكي لا يحصل الفراغ في مقام الرئاسة، لأن هذا الامر يؤدي الى اخلال بالميثاق والدستور وسينتظر المجتمعون بضعة ايام ليبنوا على الشيء مقتضاه.

احتار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من الاداء المتناقض للقيادات المارونية ،فلم تصدق عيناه ما يفعله الذي اجتمعوا مرارا في بكركي، وتكاد هذه القيادات ان تخرج الراعي عن اطواره، خصوصا عندما اكتشف ان قسما من هذه القيادت اختارت المقاطعة ممارسة ديمقراطية، فيما القسم الآخر قرر الحضور بالتزام مريب لا علاقة له بالاستحقاق وبانتخاب الرئيس، بل بحضور كيدي محاولا كشف الخصوم امام الرأي العام المسيحي، وما يزيد البطريرك دهشة وتعجبا، ان الفريقين يدعيان ومقتنعان انهما يمارسان حقوقهم الذي نص عليه الدستور، الغياب عمل وفعل مؤسساتي ومثله الحضور الملتبس ،والاثنان لن يؤديا الى طاحون الرئاسة.

وفي الحالتين، يعتبر المقربون من الصرح البطريركي، ان القيادات المارونية تخوض معركة الاستحقاق وفق الاهواء والمصالح، ظنا منها ان نتائجها متعذرة في الوقت الراهن، فلا بأس ان ينتظر هذا الاستحقاق ردحا، من الزمن علما ان مقربين يخشون من الفراغ القاتل الذي بدأ يطرق ابواب بعبدا، وان القصر الجمهوري بات في ايدي صناع القرار الاقليمي، بعدما اهدرت القيادات المارونية الفرصة الذهبية بأن تكون الرئاسة صناعة لبنانية تليق باللبنانيين بعد الانسحاب السوري، والخوف لدى المقربين من الصرح البطريركي ان تبكي القيادات المارونية على مركز رئاسي، كالنساء، لم يحافظوا عليه بوحدتهم كالرجال، فحالهم اليوم، كما حال القيادات في لامس، تنتظر الاملاءات والاتفاقات بين عواصم القرار الاقليمية حتى يبنى على الشيء قتضاه، فالقادم الى الكرسي الاولى في بعبدا، ينتظر نتائج الانفتاح الايراني السعودي، او ينتظرون نتائج الحرب السورية المدمرة، فتذكر المراقبون ما قاله يوما الزعيم انطون سعاده في كتابه «الانعزالية افلست»لو خيرت الموارنة بين رئاسة الجمهورية ولبنان يختارون الجمهورية».

ويتابع المقربون من بكركي، الراعي لن يهدأ ولن يستكين قبل اتمام الاستحقاق، وسيضع الجميع امام مسؤولياتهم، ولن يتورع عن ذكر الاسماء، اذا دعت الحاجة لفضح المسببين في عرقلة الاستحقاق الرئاسي الذي يعني الموارنة خصوصا وعموما، وبالتالي فان الناخبين المحليين الكبار من مختلف الطوائف ستوضع امام مسؤولياتها وامام المعادلة التالية الفراغ لن يقتصر على قصر بعبدا بل سيتعداه الى السراي الكبير وصولا الى ساحة النجمة، فالموارنة لن يكونوا مكسر عصا كما جرت العادة في السنوات الماضية، كما انه سيضع اللقاء الماروني للاقوياء قياداته الاربع امام مسؤولياتهم طالبا من نوابهم ووزرائهم عدم التشريع في ظل غياب رئيس جيد للجمهورية.

المقربون يؤكدون بأن الخطوات العملية والدراماتيكية ستفاجىء الجميع، وان اجتماع الهيئات المارونية المدنية هو اول الغيث، وستلحقها اجتماعات لكافة الوزراء والنواب الموارنة والجميع سيكون امام مسؤولياته خصوصا ان الفراغ اللاحق بالمركز الاول للموارنة سيضع الطائفة المارونية في دوائر عدم الاكتراث، وبالتالي فان الطائفتين الشيعية والسنية تستطيعان ادارة شؤون البلاد، فهذا الامر لن يمر، يضيف المقربون من بكركي، وبان سيد الصرح لن تعوزه الجرأة في اتخاذ المواقف التي تعيد للموارنة تألقهم سياسيا وديناميا وتعيدهم ركنا اساسيا في الشراكة كي يستقيم الميثاق الوطني.