IMLebanon

القوات: لم نربح لكننا تجاوزنا امتحان الرئاسة

سقطت ورقة سمير جعجع في الانتخابات الرئاسية اللبنانية. بالنسبة الى القوات، الاهداف التي حددتها تحقّقت جميعاً، والترشح لم يدر عليها الا نتائج ايجابية

الزمن اليوم هو زمن «سمير جعجع، صاحب المبدأ دائما يا قليلي الايمان». «ليس المهم أن يفوز سمير جعجع بالرئاسة، الاهم أنه استطاع تحجيم (العماد ميشال) عون وابعاد شبيحة الثامن من آذار عن موقع الجمهورية ». ولا تصب «مخاطرة الدكتور جعجع بحياته ذهابا وايابا في سفره الى الخارج»، الا في خانة «ابقاء الاستحقاق الرئاسي لبنانيا صافيا، هي خطوة نضالية بامتياز». هذه المواقف هي لشباب قواتيين، ليس بالضرورة أن يكونوا من حاملي البطاقات الحزبية.

الا أنهم يعدون أنفسهم معنيين بـ«قضية القوات». أعمارهم صغيرة نسبيا. لم يتعدوا العشرينات، وهي السن التي يعمل المسؤولون القواتيون على رص صفوفها وضخ الروح القواتية في دمها.

يوم انقلبت القوات اللبنانية على مشروع القانون الارثوذكسي، لم يكن الاشكال في هجوم الفريق الآخر عليها ومحاولات التخوين، بل في المواجهة بين القيادة الحزبية وجمهورها، الذي وقف بوجهها، معبرا عن امتعاضه «وخيبة الأمل»، على صفحات التواصل الاجتماعي وفي المجالس. هذه المرة الوضع مختلف، فهم يعتقدون أن خطوة الترشح للرئاسة هي «أذكى ما قام به الحكيم منذ فترة».

ينقسم مناصرو القوات (غير الحزبيين) الى أربعة أقسام. الاول مقتنع بوصول جعجع الى سدة الرئاسة. الثاني يعد ترشيحه مجرد مناورة. قسم ثالث لا يتمنى أن يصل الى الجمهورية خوفا من أن يبدل مبادئه. والرابع «عتلان همه» من عملية اغتيال.

لكن بالنسبة إلى الجميع، معركة رئاسة الجمهورية هي «أم معارك» القوات. يعدّها معظم الكادر القواتي حبة الكرز على قالب الحلوى. منذ فترة لم يسجلوا أهدافا في مرمى الحلفاء والاخصام. استطاعوا شد العصب الحزبي، وبالنسبة إليهم نجحوا حتى لو لم تصل الامور الى خواتيمها «السعيدة»، ويصبح جعجع «صاحب الفخامة». يجمع النواب والمسؤولون القواتيون على أنه لم يكن لترشح جعجع أي سلبية. على العكس، القوات «ربحت وان لم ينتقل رئيسها من معراب الى بعبدا». الاهم بالنسبة إلى هؤلاء فإن جعجع أعاد الاستحقاق الى الساحة اللبنانية، «وهو اليوم يحاول أن يضغط اقليميا من أجل ألّا تتدخل أي دولة بهذا الشأن». الأهم، أنه «الوحيد الذي قدم برنامجا واضحا».

سلة «الربح» القواتية مليئة بالنقاط التي لا «تسهم الا في تحقيق التقدم في الشارع». يتحدثون أولا عن «توحيد بالقوة لقوى الرابع عشر من آذار». فقد أصبح عندها مرشح «وقضية بعد العيش في وهم عقب اغتيال الوزير السابق محمد شطح، وعزل جعجع في معراب، ونفي سعد الحريري». يتواضع «المعرابيون». يقرون بأن قائدهم لن يصل إلى قصر بعبدا، لكنه فرض نفسه على فريقه، ما جعله «صاحب حق في المساهمة في صنع الرئيس المقبل. لم يعد من الممكن الا المرور بمعراب قبل الاتفاق على مرشح».

على الرغم من أن الاستحقاق حاليا معلّق حتى تبيان ملامح الاتفاق بين ايران والولايات المتحدة، وتمرير السعودية كلمة السر الى تيار المستقبل، تصر القوات على أنها «لببنت الاستحقاق ودعت الجميع الى التزام الديمقراطية عبر دعوتها عون الى الاقتراع، وعدم المشاركة في التعطيل». ليست القوات منزعجة من الحملة على سمير جعجع وفتح ملفات الحرب وتذكير الناس بـ«التاريخ الاسود»، فهي «خاضت حملة نزيهة في التسويق لمرشحها، وستستغل هذا الامر من أجل فتح جميع ملفات الحرب». يقولون ان استطلاعات الرأي «أظهرت تقدما كبيرا، يكفينا أنه عند كل جلسة انتخاب للرئيس كانت معراب تعج بعربات النقل المباشر». تنفي القوات أن تكون قد استحصلت على ضمانات ما بعد الرئاسة من الحلفاء، «الوعود التي نلناها نفذت جميعها، وهي الحضور واسقاط اسم جعجع في الصندوق»، على الرغم من أن الاصوات التي نالها أدنى من تلك التي يملكها فريقه.

ترفض القوات القول ان شارعها مصاب بخيبة أمل بسبب «سقوط » جعجع رئاسيا لسببين. أولا «لم يكن ضمن استراتيجيتنا الوصول الى بعبدا، فنحن نعرف جيدا أن خصمنا عنيد». أما السبب الثاني، فهو «أننا وضعنا الجميع بهذه الصورة، ولم نرد أكثر من خلط الاوراق ووضع القرار اللبناني على الطاولة من جديد». في المحصلة، يعترف القواتيون بأنهم لن يفوزوا في المعركة الرئاسية، «لكننا لم نخسر. نحن حققنا أهدافنا للجمهورية».