IMLebanon

المسلسل اللبناني.. الأطول!

لا تزال ارتدادات الأزمة العراقية تهز الداخل اللبناني، من خلال أحداث أمنية هنا، وخلايا إرهابية هناك، لتنسف كل أمل في تجاوز هذه المرحلة الدقيقة بأقل خسائر ممكنة، خاصة أن الحملة الاستباقية التي تشنها الأجهزة الأمنية على الإرهابيين لم تنجح في إعادة فتح أبواب الوطن الصغير، لاستقبال السيّاح والأشقاء العرب في موسم الاصطياف، كما كانت تقول غالبية القطاعات الخدماتية والسياحية في مختلف المناطق.

وترشّح المصادر استمرار الانفلات الأمني في الفترة المقبلة، خاصة مع انعدام التواصل بين الأفرقاء الداخليين، وغياب التوافق على تمرير الاستحقاقات الدستورية، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية، ووصولاً إلى الانتخابات النيابية المقبلة.. فهل يستمر الشغور في رأس الدولة اللبنانية حتى يطال السلطة التشريعية أيضاً، أم أن العصا السحرية تتحضر للظهور في اللحظة الأخيرة وتستسهل التمديد النيابي، خوفاً من الفراغ؟!

لقد أثبتت الطبَقة السياسية عدم نضج، حتى لا نتهمها بسوء النوايا، عندما نقلت معركة سلسلة الرتب والرواتب من النقاش الجدّي والمجدي داخل المجلس النيابي مع الفاعليات الاقتصادية، إلى معركة شخصية عند القضاء تستهدف القطاع المصرفي تحديداً، وهو القطاع الحيوي والمُنتج شبه الوحيد الصامد في وجه الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي يعيشها لبنان، في حين تجري الرياح الإقليمية والدولية عكس ما تشتهيه السفن الوطنية!

فهل الوقت مناسب لتصفية الحسابات، وانتهاج الكيدية في معالجة القضايا العالقة؟ ولمصلحة مَن تصبّ الحملات المتتابعة ضد القطاع المصرفي، والتي ستكون أولى نتائجها السلبية على الاقتصاد الوطني بشكل عام؟

 إنما فاقد الشيء لا يعطيه، ومن هو غير قادر على تحقيق الإصلاح السياسي في الطبقة السياسية الحالية، لن يكون قادراً على اتهام الإصلاح الاقتصادي، الذي يحمل مفاتيحه اللاعبون الأساسيون، والذي ينعكس سلباً على الاقتصاد المنهوب وإدارات المحسوبيات ودولة المؤسسات المعطلة.

إن أخصب بيئة حاضنة للتطرّف والإرهاب، هي بيئة الحرمان والفقر والاضطهاد.. فهل المطلوب تحويل لبنان بأسره إلى بيئة حاضنة عبر إفلاسه اقتصادياً وإفراغه سياسياً، أم أن شدّ الحبال سيقف عند الحد اللازم، ويقطع الطريق على مَن يدفع بالبلاد والعباد إلى هاوية الخراب والحروب العبثية والتي لا ناقة لنا بها ولا جَمَل؟

 فهل سيرحم التاريخ مَن سوّلت له نفسه أن يقامر بمستقبل وطن بأكمله ومنعته، ويتنكر لالتزاماته بالتلاقي مع شريكه في الوطن والمصير… أم أن قدر اللبنانيين التسليم لحجة الأقوى… لتكون هي الأفضل؟!

فلا مَن يُحاسِب ولا مَن يَرحم… ولا رحمة إلا من عند الله عز وجلّ!!