IMLebanon

بري لزوّاره : الوضع مُقلق وغير مُطمئن بسبب حريق المحيط وخطر الإرهاب

بري لزوّاره : الوضع مُقلق وغير مُطمئن بسبب حريق المحيط وخطر الإرهاب

تقارير ديبلوماسيّة غربيّة ترصد تهديدات للاستقرار اللبناني بعد التفجيرات الإنتحاريّة وتوتّرات طرابلس وتحرّكات المتطرّفين

تؤكد الوقائع الاخيرة ان لبنان صار في دائرة التصويب الارهابي المباشر، وان القرار الدولي بابقائه تحت سقف الاستقرار العام معرض للاهتزاز نتيجة اتساع رقعة النيران المحيطة بنا منذ «الاجتياح الداعشي» للعراق.

وترصد تقارير ديبلوماسية غربية ارتفاع وتيرة التوتر على الساحة اللبنانية منذ أن تعرضت بيروت ومناطق اخرى لعمليات ارهابية من جماعات وافراد تابعة «لداعش» بعد التهديدات التي أطلقها أحد امراء هذا التنظيم الارهابي ضدّ لبنان.

ويقول أحد التقارير الديبلوماسية ان الاحداث الأخيرة في لبنان تؤثر تأثيراً واضحاً وكبيراً على القرار الدولي بالمحافظة على استقراره، وتنذر بحصول تطورات خطيرة تهدد هذا الاستقرار.

ويلحظ التقرير تحرك الجماعات المتطرفة في طرابلس بحجة المطالبة باطلاق سراح بعض رموزها الموقوفين بتهم القيام باعمال ارهابية واعتداءات على الجيش والقوى الأمنية.

ويرى أن هذا التحرك، وفق مصادر محلية، من شأنه أن يؤثر على الخطة الأمنية التي نفذت بنجاح في المدينة ويعيدها الى الاوضاع التي سادت في الأشهر الماضية.

وحسب التقرير ايضاً فان التهاب الموقف على الحدود الجبلية الشرقية مع سوريا بين حزب الله وجماعات «جبهة النصرة» الارهابية والمجموعات المسلحة السورية المتطرفة الاخرى، ينذر بمضاعفات ومخاطر ايضاً، مشيراً الى معلومات تفيد عن انتشار مئات المسلحين من المجموعات السورية المتطرفة في المنطقة الجردية بعد انسحابهم من منطقة القلمون.

ويشير التقرير ايضاً الى أن هذا التسخين على الحدود الشرقية للبقاع تقوده «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» الارهابي، في حين ان التفجيرات الانتحارية التي حصلت في ضهر البيدر وبيروت كانت من تدبير تنظيم «داعش»، ولفت التقرير الى ان المجموعات المتطرفة في طرابلس التي نزلت الى الشارع وقطعت الطرقات، هي متعددة الولاءات وتأتمر بقيادات محلية يرجح ان تكون على صلة بجماعات في الخارج.

ويخلص التقرير الى القول بأن الوضع في لبنان يزداد تعقيداً بسبب «ارتفاع وتيرة العنف» في مناطق عديدة، ملاحظاً ان الجيش والقوى الأمنية اللبنانية حققت نجاحاً ملحوظاً في ملاحقة المجموعات والافراد الارهابية، وحالت دون تنفيذ عمليات انتحارية.

ويضيف «بأن كل ذلك يحصل في ظل استمرار الازمة السياسية في البلاد بسبب تعذر انتخاب رئيس الجمهورية»، مشيراً الى تعثر عمل الحكومة والمجلس النيابي.

وبغض النظر عن توصيف مثل هذه التقارير للوضع اللبناني الراهن، فان المراجع المسؤولة تؤكد دقّة وخطورة الوضع أكان بسبب ما يجري في المنطقة او نتيجة زيادة النشاط واستهداف الارهابيين للبنان.

ويرى الرئيس بري، كما ينقل زواره، «ان الوضع مقلق في ظل الحريق الذي نشهده في محيطنا، والتهديد الارهابي الذي لا يستثني لبنان»، مشيراً في هذا المجال الى العمليات الارهابية الانتحارية الاخيرة والاعتداءات والتحركات للمجموعات المتطرفة على الحدود في البقاع.

ويضيف بأن هذا الوضع غير مطمئن وانه يفرض علينا جميعاَ ان نلتفت الى تحصين انفسنا ليس بالاتكال فقط على الجيش والقوى الأمنية، التي تقوم بمهامها بكل مسؤولية ونجاح، بل ايضا بالانصراف الى معالجة مشاكلنا الداخلية من خلال عمل المؤسسات وتفعيلها بدل اضعافها وشلّها.

ويقول رئيس المجلس ان التحديات التي نواجهها ليست سهلة بسبب كل ما يجري، لكننا نستطيع ان نواجه هذه الاخطار بنسبة كبيرة اذا ما سارعنا الى تحمّل مسؤولياتنا وتسيير عجلة الدولة على المستوى الامني والسياسي والاقتصادي.

ولذلك يشير الى الحوار الدائر مع «المستقبل»، كاشفاً عن حركة ناشطة لوفود من التيار المذكور باتجاه رئيسه سعد الحريري، ويصف الاجواء حتى الآن بأنها ايجابية لكنه يقول اجوبة اضافية ونهائية، وعلى ضوئها يمكن حسم مسألة الدعوة الى جلسة تشريعية لاستكمال درس واقرار سلسلة الرتب والرواتب، بالاضافة الى اقرار قانون يتيح تقبيض الموظفين في ظل عدم وجود موازنة، وكذلك اقرار قانون آخر يتعلق باليوروبوند اي التزامات لبنان المالية.

ووفق المعلومات المتوافرة فانه يفترض ان يأتي الجواب في اليومين المقبلين، مع العلم ان الحوار يتناول ايضا الوضع العام وقضايا اخرى مطروحة ولا يقتصر على الجلسة التشريعية.