IMLebanon

بين الموصل وعرسال خط واحد لمشروع الإمارات التكفيريّة

بين الموصل وعرسال خط واحد لمشروع الإمارات التكفيريّة الدعوة لتطبيق الـ1701 شرقاً تكرّس الإعتراف بالإرهاب

لماذا معركة عرسال اليوم؟ وما هي حقيقة وخلفيات الهجمة الإرهابية السوداء على لبنان والجيش اللبناني؟

المعلومات والتقارير المتوافرة للمراجع اللبنانية المسؤولة تؤكد أن التخطيط لإقامة «موطىء قدم» للمجموعات الارهابية المسلحة في لبنان بدأ منذ فترة طويلة، لا سيما بعد معركة القصير وانهيار هذه المجموعات ورهانها على الاحتفاظ بمناطق واسعة في ريف ومحيط حمص تمهيداً لاسقاط المدينة وجعلها عاصمة لدويلتهم او إمارتهم.

ووفقاً للمعطيات السابقة والراهنة فان انهيار مشروع القوى التكفيرية الارهابية في القصير وريف حمص جعلهم يتجهون الى منطقة القلمون السورية، فعززوا قوتهم وسيطرتهم على هذه المنطقة الواسعة والاستراتيجية مستفيدين من انهماك الجيش العربي السوري بمعركة تحصن دمشق وتأمينها.

وتؤكد الوقائع اللاحقة ان معركة القلمون قضت على آمال المجموعات التكفيرية التي تشتت وفرّت الى الجرود على طول الحدود الشرقية اللبنانية ـ السورية لا سيما جرود عرسال. وفي هذا الوقت كانت هذه المجموعات بالتعاون مع بعض المتطرفين في عرسال والمنطقة تخزّن الاسلحة في بعض الاماكن وفي مخيمات النازحين تحضيرا لساعة الصفر من اجل الاستيلاء على بلدةع رسال والجوار وإقامة منطقة نفوذ لها، سعياً الى تعزيز فرص معركتها بالاتجاهين اللبناني والسوري.

كل هذه المعلومات والقرائن كانت تتابع من قبل الجيش اللبناني والقوى الأمنية بدقة من خلال تقارير عملانية، مع العلم ان الجيش بعد جرعة اغتيال ضباط وجنود له في البلدة تمركز بنقاط عديدة خارج عرسال وعند اطرافها ولم يدخلها لاسباب سياسية معروفة.

وعشية هجوم المجموعات التكفيرية المسلحة على مراكز الجيش وفصيل الدرك في البلدة تعرضت هذه المجموعات في جرد قلمون من الناحية السورية لضربة قوية على يد الجيش السوري وحزب الله تمثلت بكمين محكم اسفر عن مقتل حوالى 130 مسلحاً وجرح العشرات، نقل بعضهم الى المستشفى الميداني في عرسال.

وقد تزامن القاء القبض على احد ابرز رموز هذه المجموعات في المنطقة أحمد عماد جمعة على يد الجيش اللبناني مع نضوج تحديد ساعة الصفر لتنفيذ الهجوم على الجيش والسيطرة على بلدة عرسال والمناطق الجردية وبالتالي اعادة فتح المعابر الحدودية الشرقية مع سوريا لاستكمال معركة استعادة القلمون سعياً لاعادة انتاج انشاء هذه الامارة التكفيرية في كل هذه المنطقة.

وقد ترافقت التحضيرات مع امتداد وجود وتوسع نفوذ تنظيم «داعش» الارهابي الى هذه المنطقة التي كانت تعتبر معقلا اساسياً لجبهة النصرة والتنظيمات والمجموعات التابعة للقاعدة.

ويقول مصدر لبناني بارز ان هناك خيطا واضحاً بين ما جرى ويجري في الموصل العراقية وما يحصل في عرسال، وما بينهما في دير الزور وادلب وريف حلب. فالهدف واحد، والخطة واحدة تبدأ بالفتنة والتغيير الديمغرافي لهذه المناطق وتنتهي باقامة امارات هذه الجماعات التكفيرية الارهابية.

ويضيف انه منذ اللحظة الاولى للهجوم على مراكز الجيش تعاملت الجهات المسؤولة السياسية والامنية مع الحدث على انه ليس مجرد ردّة فعل على توقيف الارهابي جمعة، وان بعض اصوات النشاز التي صدرت من نواب وغير نواب لم تؤثر اطلاقا على تصميم الحكومة واجهزة الدولة على التصدي بحزم لهذه المجموعات الارهابية والدفاع عن لبنان واللبنانيين.

ويثمن المصدر مواقف القيادات السياسية لا سيما لجهة التأكيد على دعم الجيش في معركته ضد الارهاب، لكنه يشير الى ان بعض القوى لم يزل يتعامل مع الحدث والتطورات بطريقة مؤسفة وخاطئة.

ويرى ان اخطر ما قيل في هذا المجال هو الكلام عن تنفيذ بعض بنود القرار 1701 على الحدود مع سوريا لأن في ذلك محاولة «لتدويل الازمة» والاعتراف بالارهاب كطرف له كيانه وشرعية في وجوده على هذه الحدود والمنطقة.

ويذكّر المصدر ان البنود الواردة في القرار 1701 جاءت في ظروف معاكسة تماما وهي اخذت بعين الاعتبار وجود القوات الشرعية السورية انذاك اي الجيش السوري المؤتمر من قبل السلطة الشرعية السورية وليس وجود مجموعات ارهابية متطرفة غرضها القتل والاجرام والاعتداء على الناس وتنفيذ شريعة الغاب.

ويضيف المصدر ان الدعوة لتنفيذ مثل هذه البنود من القرار هي دعوة في غير محلها اولا وهي تخدم المجموعات الارهابية ثانيا وتكرس وجودها وخطرها على لبنان واستقراره وسيادته.

وحسنا فعل مجلس الوزراء امس، يقول المصدر نفسه، بوضع النقاط على الحروف والتأكيد على لسان رئيسه بأن لا حلول سياسية مع الارهابيين والذين يعبثون بمجتمعات عربية تحت عناوين دينية ويريدون نقل ممارساتها الى لبنان.