IMLebanon

جنبلاط والصراع الكبير مع ميشال عون

 

«لأنّ التاريخ يتكرّر كلّ 50 سنة فهو يعمل لشبكة طرقات تجنب مُستقبلاً تطويق أيّ قرية درزيّة»

مصادر درزيّة : جنبلاط يخوض معركة الرئاسة مُتسلّحاً بوحدة درزيّة لا يُمكن هزّها..

سيذهب الى آخر الكون لمنع وصول رئيس مسيحي قويّ ورسائله وصلت…إيّاكم…؟!

دعوة العماد ميشال عون الى حلف الاقوياء في لبنان عبر معادلة ثلاثية بينه وبين الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري جعلت جنبلاط حسب مصادر درزية متابعة أكثر اقتناعا برفض الرئيس المسيحي القوي مهما كانت الاعتبارات والظروف والمبررات وبالتالي وسّع بيكار رفضه باتجاه اي رئيس مسيحي قوي وليس العماد عون فقط، واشارت المصادر الى ان على العماد ميشال عون ان يدرك ان جنبلاط استطاع قلب معادلة 1982 وكذلك معادلة 1998 اللتين حاولتا ضربه وعزله وشطبه من المعادلة الداخلية اللبنانية والدرزية عبر معادلة المجيء بالرئيس المسيحي القوي وهذا ما زاد رسوخا وقناعة لدى جنبلاط ان الرئيس المسيحي القوي لا يمكن الا ان يكون على حساب الموقع الدرزي في ظل معادلة قائمة بأن «من يحكم الجبل يحكم لبنان»، وان المسيحيين استطاعوا حكم لبنان بعد هزيمة بشير جنبلاط امام بشير الشهابي منتصف القرن 19، وان جنبلاط صحّح تلك المعادلة عام 1982 بابعاد الرئيس المسيحي امين الجميل وبعدها بدأ عهد الرؤساء المسيحيين المعتدلين مع الرئيس الراحل الياس الهراوي وعندما حاول البعض العودة الى الرئيس المسيحي القوي عام 1998 مع الرئيس اميل لحود اربكها جنبلاط، كما يعمل حاليا على احباط العودة الى معادلة الرئيس المسيحي القوي ان كان العماد عون او غيره.

وتقول المصادر الدرزية ان المشكلة ليست شخصية مع العماد عون بل سياسية في ضوء معادلة «عون يمثل المسيحيين الاقوياء رغم ان جنبلاط يدرك بأن ما طرحه العماد عون لا يمكن ان يسير به السيد حسن نصرالله لحرصه ومعرفته بالاوضاع اللبنانية الداخلية الدقيقة. وحرصه على موقع وسلامة الدروز، ولان جنبلاط وحسب المصادر الدرزية يدرك المتغيرات الكبرى في المنطقة ويعرف ان مرحلة التحالف مع الرئيس الراحل حافظ الاسد لن تعود وان ما اعطاه اياه الرئيس الراحل حافظ الاسد لن تعطيه اياه لا السعودية ولا ايران ولا واشنطن ولا حزب الله ولا سعد الحريري ولا أي فريق آخر، وهو يدرك ايضاً بغض النظر عن مواقفه من الاحداث السورية ان التوازن الذي امنه حافظ الاسد للدروز في لبنان والذي جعل من وليد جنبلاط الاول في المعادلة اللبنانية انتهى كليا، وان الصراعات الكبرى في العالم العربي تفرض على وليد جنبلاط ان يكون قويا كي «لا يبلعه» الاخرون ويحولونه الى مجرد رقم عادي في اللعبة الداخلية والمدخل الى الحفاظ على القوة والموقع يكمن في وحدة الطائفة الدرزية «ومنع اللعب» في القرار الداخلي الدرزي ونجح في ذلك عبر تحييد المعارضة الدرزية وطلب التقرب منها، علما ان هؤلاء بالاساس كل مطلبهم الحصول على «رضى البيك» او «ضحكة منه» حتى ان هؤلاء يدافعون الآن عن شعاراته ويلعبون في ملعبه و«ببلاش».

وتتابع «المصادر الدرزية» كما ان جنبلاط عمل على فكفكة تباينات المشايخ ونظم اوضاعهم، وبالتالي هو يزور الشيخ نعيم حسن كما يزور الشيخ نصر الدين الغريب، فيما هناك اجماع من المشايخ على ان المدخل لحماية الدروز هو شخص وليد جنبلاط وسياساته، وفي موازاة ذلك لعب جنبلاط ايضاً وتحديدا في الفترة الاخيرة على اقامة المصالحات الدرزية ودفع اموالا طائلة لاخراج ذاك من السجن وتنظيم اوضاع هذه العائلة مع تلك العائلة حتى ان اهل القتيل يقولون للبيك «الثوب اللي بتفصلو نحن منلبسو».

كما ان جنبلاط يؤكد على حرية العمل السياسي للجميع واخذ قرارات حاسمة بحق مسؤولين حزبيين لا يرون الا من خلال مصالحهم الفردية والشخصية وهل يعقل وحسب المصادر الدرزية ان يحاسب جنبلاط كبار القوم في حزبه دون اي ردة فعل ولسان حال الدروز يقول «البيك معو حق، طعنوه بظهره»، ولذلك فان جنبلاط يدرك اليوم انه بحاجة لوحدة طائفته اكثر من اي وقت مضى وان اجتماعه بوفود من اي «ضيعة» جبلية اهم عنده من لقاء اوباما وبوتين لانه يدرك ان اهالي الجبل مصدر قوته وهو يدرك ايضا ان والده الشهيد كمال جنبلاط رغم كل علاقاته العربية والدولية لم تؤمن حمايته وتم قتله في قلب منطقته، اما الطائفة الدرزية فعبر وحدتها امنت الحماية لوليد جنبلاط في كل المراحل الصعبة التي قطعها.

ومن هنا تضيف المصادر الدرزية «انه لا يمكن لاي قوة سياسية في البلاد تجاوز دور «البيك». وحتى لو تم الغاء دوره الوسطي فلا احد يستطيع تجاوز الطائفة الدرزية او شطبها من المعادلة الداخلية، وتحجيم دور جنبلاط حيث الانتشار الجغرافي للدروز يقع في مناطق دقيقة.

وتتابع المصادر الدرزية ان جنبلاط ينطلق من حساباته الرئاسية من منطلق درزي ومن العقدة التاريخية التي تتحكم بالعلاقة الدرزية المارونية وصراع البشيرين حتى يومنا هذا. وان كل الرؤساء الموارنة الاقوياء خاضوا حروبهم مع الدروز لاضعافهم من بشارة الخوري الى كميل شمعون الى امين الجميل الى اميل لحود كما ان الدروز دفعوا غاليا ثمن سياسات سمير جعجع وميشال عون ولذلك فان جنبلاط يعيش التاريخ غير النقي بين الدروز والمسيحيين وبالتالي لن يرضى باي رئيس مسيحي قوي حتى ان جنبلاط مسكون بالتاريخ والاحداث التاريخية التي تكرر نفسها كل 50 عاما وفي نفس القرى والعائلات ولذلك من يضمن لجنبلاط ان لا تتكرر حوادث الحبل بعد 50 عاما في ظل الحلم المسيحي بالسيطرة على الجبل ولذلك تقول معلومات ان جنبلاط يشق شبكة طرقات حاليا في الجبل تسمح بتواصل القرى الدرزية مع بعضها البعض دون السماح بتطويق اي قرية درزية ومحاصرتها كي لا يتعرض الدروز في المستقبل لحواجز وعمليات خطف كما حدث في حرب 1983.

هكذا يفكر وليد جنبلاط حسب المصادر الدرزية وبالتالي لن يكون مع المسيحي القوي ولا مع السني القوي ولا مع الشيعي القوي لكن السني والشيعي ليسا على خطوط مباشرة معه في الجبل بعكس المسيحي رغم ان موضوع الشويفات يقلقه بعد التماس المباشر مع الشيعة لكنه قام بترتيب الامور واستطاع الامين العام لحزب الله ادخال الاطمئنان اليه بسياسته المنفتحة هذا بالاضافة الى ان العلاقة بين ارسلان وحزب الله تستطيع حماية الشويفات، وهذا الامر هو احد اسباب تمتين العلاقة الجنبلاطية الارسلانية، واعتبار جنبلاط ان ارسلان هو الضمانة في تلك المنطقة وبالتالي لن ينفك الحلف الجنبلاطي الارسلاني.

وتختم المصادر الدرزية بالتأكيد ان جنبلاط ونتيجة هذه الحسابات لن يقبل برئيس مسيحي قوي اياً كان الشخص لانه يعتبر ان المسيحي القوي سيكون على حساب الدرزي، ولقد كان واضحاً والده الشهيد كمال جنبلاط في احد اللقاءات مع الرئيس الراحل حافظ الاسد عندما فاتحه بضرورة تحصين التركيبة اللبنانية وتقوية المسيحيين وبانك ستبقى صانع الرؤساء فرد كمال جنبلاط «في هذه التركيبة المسيحية استطيع ان اصنع رئيساً لكنني لا استطيع ان اعمل وزيراً».. وهذا هو جوهر «النقزة» الجنبلاطية والدرزية من الموارنة حيث لم يستطع اي رئيس ماروني ان ينزع هذه «النقزة» من رأس جنبلاط وبالتالي سيذهب الى «اخر الكون» لمنع وصول العماد ميشال عون وغيره ولذلك فان «تنقيراته» الاخيرة ضد ايران وحزب الله عنوانها «رئاسي» ورسالة الى حزب الله، «عليكم الاخد بالهواجس الجنبلاطية، وليس فقط بهواجس العماد عون»، وانني اعطيت المقاومة كما اعطاها العماد عون واكثر وبالتالي لماذا «اهمال هواجسي» برفض العماد عون مقابل الاصرار عليه من قبل حزب الله» وبالتالي فان رسائل جنبلاط الاخيرة الى حزب الله والحريري مرتبطة بالملف الرئاسي فقط، وهذا هو الاسلوب الجنبلاطي.