IMLebanon

سكاف: «حيط زحلة مش واطي»

الكلام الأخير للعماد ميشال عون الذي دعا فيه لإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، بمعزل عما سيؤول إليه الاستحقاق الرئاسي، فتح آفاقا جديدة للحركة السياسية الدائرة، وجرى التعاطي معه على محمل الجدّ خصوصا أنه أتى بنبرة هادئة.

البعض وضع هذا الكلام في إطار المهلة الزمنية الضاغطة لإنجاز التفاهمات المطلوبة حول الاستحقاق الرئاسي قبيل منتصف آب المقبل. أما البعض الآخر فوجد فيه خياراً جديّاً لا يمكن القفز فوقه بسهولة، وهذا ما جعل الأحزاب المسيحية، لا سيما تلك التي شاركت في عملية التمديد للمجلس النيابي منذ حوالي العام، تبدو موافقة على إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها.

وفيما يُنقل عن أوساط «القوات اللبنانية» تأييدها لحصول هذه الانتخابات، أولاً، لإزالة الترسّبات السّلبية الناتجة عن قرار التمديد النيابي، وثانياً، لشعورها بتحسّن وضعها الشعبي، ذهب النائب سامي الجميل الى أبعد من ذلك عندما قال في جلسة خاصة إنه يفكر في تقديم استقالته ولتكن انتخابات فرعية في أحسن الأحوال.

أما العماد عون فيضع من خلال هذه الخطوة علاقته المستجدة مع «تيار المستقبل» على المحك، لا سيما كيفية التعاطي و»التنسيق» في دائرتين هما الأكثر حساسية: الأشرفية وزحلة.

بدوره، لا يتردّد رئيس «الكتلة الشعبية»، النائب السابق ايلي سكاف، في اعتبار المجلس النيابي غير شرعي ما يجعله غير قادر على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. «يجب أن نحترم وكالة المواطنين لا أن نصادرها الى ما شاء الله».

فالاعتقاد السائد لدى سكاف أن المناخ الدولي سيكون مؤيداً لهذه الخطوة، بل داعماً لها، حتى لو حصلت وفق قانون الانتخابات الحالي والمعروف بقانون الستين، كي لا تؤدي الخلافات في وجهات النظر حول قانون جديد للإطاحة بهذا الاستحقاق.

وترتفع نبرة سكاف لدى الحديث عن موقع زحلة المؤثر على الخارطة الانتخابية: «لماذا كل المناطق ممثَّلة ومعترَف بحضورها الا زحلة رغم أهميتها المطلقة؟»

يضيف بشيء من الانفعال: «لقد سلبوا صوتها في المجلس النيابي وتمثيلها في الحكومة». ويستعيد سكاف البصمات المهمة للدور السياسي لزحلة في تاريخ لبنان: «لعبت منطقة زحلة دوراً أساسياً ومحورياً في إسقاط الشهابية وفي وصول سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة الأولى. أما اليوم فقد ألغوا زحلة من المعادلة ويجب النضال لاستعادة دورها وموقعها».

ولكن هل هذا يعني الدخول في اصطفافات سياسية أو بمعنى أوضح، وفق أيّ تحالفات يخوض سكاف نضاله؟ يجيب على الفور» «من يحترم رأينا السياسي نحترم العلاقة معه مستقبلاً شرط ألاّ يحكي أحد باسمنا أو يصادر قرارنا».

ويتابع «بالزحلاوي»: «فشر حدا يعتبر حيط زحلة واطي».

وعلى الرغم من فترة النقاهة الإلزامية التي يمر بها سكاف والتي ستستمر أربعة أسابيع إثر وعكة صحية مرّ بها، إلاّ أنه حوّل منزله إلى ورشة عمل لا تهدأ. يكدّس بالقرب منه ملفات كثيرة ودراسات تبين تطور المزاج الشعبي وتعطيه تقدماً واضحاً ومريحاً، ويترأس اجتماعات متلاحقة لماكينته الانتخابية التي يعمل على تطويرها إلى درجة يخال معها زوّار البيت أن الانتخابات النيابية واقعة حكماً بعد بضعة أشهر.

من يلتقِ ايلي سكاف يخرج بانطباع واضح هو أن من يضع زحلة في جيبه إنّما يبني حسابات خاطئة.

في انتخابات العام 2005 صدمت نتيجة زحلة فريقاً سياسياً كاملاً، وفي انتخابات العام 2009 صدمت الفريق الآخر، ما يعني أن الحسابات الجاري وضعها على أساس أو آخر تبقى غير مضمونة في منطقة تضم خليطاً حزبياً وطائفياً ومذهبياً متنوعاً.

ربما لذلك يكرّر سكاف أكثر من مرة: قد تكون لنا تحالفات ولكنها ستكون مشروطة ولن تكون بالتأكيد على حساب شرعية تمثيل منطقة زحلة، وإلاّ نكون قد كرّرنا خطأ نواب اليوم بطريقة أو بأخرى.

ولكن هل هذا يعني اعتماد الخيار الثالث؟ يجيب سكاف: الخيار الزحلي. وينهي كلامه بالقول: سنرصد الظروف في كل الأحوال.