IMLebanon

سلام الأحد إلى الكويت .. ومؤتمر روما يتعهّد بدعم الجيش والحكومة وانتخاب رئيس جديد

سلام الأحد إلى الكويت .. ومؤتمر روما يتعهّد بدعم الجيش والحكومة وانتخاب رئيس جديد

عون ينعى إنتخابات الرئاسة ويلوِّح بتعطيل الحكومة!

«مؤشرات إيجابية» حول السلسلة .. وهيئة التنسيق لتظاهرة كبرى الخميس

نعى رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون انتخابات رئاسية قريبة، ملوحاً بتعطيل جلسات مجلس الوزراء ما لم يحصل تفاهم على آلية اصدار القرارات، معتبراً انه «كلما تأخر الوقت كلما تعثرت عملية الانتخاب».

وقال عون في مقابلة مع محطة O.T.V (لم تتولَ قناة «المنار» نقلها كالعادة): «اذا وصلنا الى موعد اجراء الانتخابات النيابية دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فالوضع السياسي في لبنان سيصبح قابلاً للانفجار».

وعن مرحلة الشغور، اكد ان «الحكومة ليس بإمكانها ان تحكم وكأن الرئيس موجود، وكذلك بالنسبة الى مجلس النواب، لا يمكن ان يشرع الا في اطار ما وصفه باعادة تكوين السلطة او مصلحة الدولة العليا».

وتأتي مواقف النائب عون قبل 12 ساعة من موعد الجلسة السابعة لمجلس النواب، والتي لن يكتمل فيها النصاب لانتخاب رئيس الجمهورية، وبعد صمت طويل استغرق عدة اشهر، وعشية دخول البلاد مرحلة ضاغطة من الانتظار في ضوء تطورات اقليمية تمتد من سوريا الى العراق وبالعكس، وتضغط على دول الجوار، ومن بينها لبنان، وفي وقت كانت المجموعة الدولية الداعمة للبنان تتبنى من روما موقفاً داعماً لاستقرار وامن لبنان، من خلال دعم المؤسسة العسكرية التي تعمل بالتنسيق مع قوات «اليونيفل» لمواجهة ضغوطات امنية كبيرة، سواء في الداخل (الارهاب) وضبط الحددو مع سوريا، والحفاظ على الهدوء على الخط الازرق وفقاً للقرار 1701.

والاهم في ما تضمنه البيان الختامي لمؤتمر روما هو التأكيد على اهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اسرع وقت، والدعم الكامل للحكومة اللبنانية في تأدية واجباتها خلال هذه المرحلة الانتقالية.

ويتكامل مؤتمر روما مع المهمة التي قام بها رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم، وتأكيده، خلال المأدبة التي اقامها على شرفه الرئيس نبيه بري، على ضرورة تقديم ما يلزم من مساعدات للبنان لتمكينه من الوفاء بمساعدة النازحين السوريين.

وفي اطار الدور الذي يقوم به يتوجه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الى الكويت الاحد للقاء امير الدولة الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، وهي المحطة الثانية من جولته الخليجية التي كان بدأها قبل نحو شهر بزيارة المملكة العربية السعودية.

وتحمل زيارة الرئيس سلام الى الكويت والتي تستغرق يوماً واحداً رسالة تطمين بأن الأوضاع مستقرة في هذا البلد، ودعوة للمستثمرين والمصطافين الكويتيين بالمجيء اليه، فضلاً عن التباحث في ما يمكن ان تقدمه دولة الكويت من مساعدات عاجلة، سواء في اطار صندوق التنمية الكويتي، او في اطار الصندوق الائتماني للدول المانحة لمساعدة النازحين السوريين، فضلاً عن دعم الجهود التي تبذل للاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

تجدر الاشارة الى ان الرئيس سلام شارك في الخلوة التي عقدها الرئيس بري مع نظيره الكويتي قبل مغادرته بيروت عائداً الى بلاده، مؤكداً ان الكويت ستستمر في لعب دورها المفصلي في معالجة الازمة الانسانية في سوريا، واصفاً هذه الازمة «بالنكبة» التي تتطلب جهود كل الاشقاء العرب للوقوف الى جانب لبنان.

ونقل زوار الرئيس سلام عنه توقعه بإمكان حدوث حلحلة في الايام القليلة المقبلة، للتفاهم على آلية عمل الحكومة وعقد جلسة لمجلس الوزراء بجدول اعمال كامل.

وفي الاطار نفسه، ابلغ وزير الاشغال العامة غازي زعيتر «اللواء» بأن الاجواء على الصعيد الحكومي ايجابية، ولا بد ان تكون كذلك، فلا الوضعين الاقتصادي والامني يحتملان البقاء في حالة المراوحة، وكذلك بالنسبة الى الوضع في المنطقة.

وقال: لا يجوز الخلاف على موضوع محسوم دستورياً، وكان يفترض البت بموضوع آلية عمل الحكومة منذ الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد الشغور الرئاسي.

عثرات عون

 الا أن هذه المؤشرات العربية والدولية الداعمة للبنان، تعرّضت لما يمكن وصفه بـ «انتكاسة سياسية»، مع المسار السلبي الذي رسمه النائب عون، لما يزمع أن يفعله، سواء في ما يتعلق بالرئاسة الأولى، او الانتخابات النيابية أو الحكومة.

ولاحظ مصدر سياسي محايد أن التخبط، على الرغم من النبرة الهادئة نسبياً للعماد عون، حكم المقابلة التلفزيونية، لا سيما في ما يتعلق بفرصة الجنرال للوصول إلى الرئاسة الأولى.

ومن مظاهر هذا التخبط – وفقاً للمصدر – فان عون لا يعترف بالمجلس الحالي، ومع ذلك يطالبه بأن ينتخبه رئيساً للجمهورية، فكيف يمكن لمجلس غير شرعي أن ينتخب رئيساً شرعياً؟

 وتوقف المصدر عند العثرات التالية للجنرال:

1 – تمييزه بين الوفاقي والتوافقي، واعتبار نفسه قطباً توافقياً يريد أن ينقل تجربة الحكومة إلى الرئاسة الأولى من دون أن يتمكن من انتزاع تأييد مسيحي حول شخصه الوفاقي أولاً.

2 – وعلى طريقة: لن تسبى زينب مرتين، أعلن عون أن المسيحيين لن يبكوا مرتين، في إشارة إلى عدم تكرار تجربة تجيير الأصوات للرئيس ميشال سليمان الذي وصف حكمه بأنه كان «مرحلة سيئة جداً».

3 – أعلن عون انه ليس مرهوناً للخارج ولا انتظر أحداً، ولا أحد يضع علي شروطاً إضافية، ولن أكون رئيس بروتوكول، وفي الوقت نفسه طالب أميركا وروسيا أن تعمل بأن يأتي رئيس يمثل المسيحيين ويكون الأقوى. علماً أن مسألة التمثيل المسيحي الأقوى مسألة فيها نظر.

4 – وذهب عون أبعد من ذلك عندما خاطب المسيحيين قائلاً انه بعد التهميش في السلطة التشريعية والتهميش في الرئاسة لن يخسر المسيحيون شيئاً إذا حدث تغيير جذري في النظام، وهم أصحاب مصلحة في ذلك، معتبراً أن مسألة رئاسة الجمهورية «ليست شحادة»، مخاطباً المسلمين بأن «الوقت لا يعمل لمصلحتهم»، وهذه أيضاً مسألة فيها نظر.

ولم تجزم مصادر في تكتل التغيير والإصلاح أو تنفي احتمال زيارة عون إلى بكركي قريباً، وقالت أن الاجتماع الذي عقده التكتل أمس لم يتناول هذه الزيارة، لافتة إلى أن عون وحده يقرر متى يقوم بهذه الزيارة التي قد لا تكون مستبعدة ابداً.

وعُلم من هذه المصادر أن الوضع في العراق احتل حيزاً من النقاش، وأبدى المجتمعون تخوفاً مما يجري وإمكانية انعكاسه على الوضع في لبنان.

وفهم أن الاجتماع لم يبحث أيضاً في الموقف من موضوع آلية عمل الحكومة، في حين تركز النقاش على جلسات مجلس النواب وملف سلسلة الرتب والرواتب.

السلسلة

 في غضون ذلك، تكثفت الاجتماعات واللقاءات عشية جلسة سلسلة الرتب والرواتب غداً، والتي تبقى رهن التوافق المسبق على المشروع، خصوصاً لجهة الحفاظ على التوازن بين النفقات والايرادات للحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي، لأنه في حال العكس فإن الفريق المقاطع (أي 14 آذار) لن يؤمّن النصاب، وهو سيقترح على الرئيس بري، في حال التوصل الى توافق، الدخول الى القاعة العامة لإقرار السلسلة ببند وحيد.

إلا أنه ورغم إجماع الكتل على «أحقية إعطاء السلسلة الى أصحابها»، فإن هذه الكتل بقيت تدور في فلك «من يتحمّل مسؤولية إقرارها في غياب مصادر حقيقية للتمويل»، وإن كانت مصادر نيابية تعوّل على الاتصال الذي حصل في الساعات الماضية بين رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة ووزير المال علي حسن خليل، في إمكانية حلحلة العقد، وهو ما سيستكمل اليوم على هامش جلسة الانتخاب في مكتب رئيس المجلس.

وسط هذه الأجواء، سجلت بعض الإيجابية على الأقل على لسان المشاركين في اللقاءات، وذلك من خلال الحديث عن أفكار وطروحات تدور بين النائب بهية الجريري والنائب جمال الجرّاح والنائب ابراهيم كنعان والوزير خليل، وإن كان الاجتماع الذي ضم النائبين الجرّاح وكنعان في مكتب النائب الحريري، لم يؤتِ ثماره، في حين عقد كنعان لقاءً مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة حول هذا الملف.

وكشف عضو في كتلة «المستقبل» النيابية، أنه حصل تقدّم في النقاش الدائر حول السلسلة، إلا أن الاتفاق لم ينجز بعد، فيما أكد عضو الكتلة النائب جمال الجرّاح الذي يتولى جانباً من المساعي لـ «اللواء» أنه «ينتظر أجوبة اليوم حول بعض النقاط التي ما تزال عالقة، رافضاً الخوض في تفاصيل هذه النقاط، وإن كان بعضها يتصل بمسألة الضريبة على القيمة المضافة.

وقال: «هناك إيجابيات نحاول أن نبني عليها واليوم هناك سلسلة اجتماعات نأمل أن نتوصل فيها الى نتيجة جيدة، وعند ذلك يمكن أن نشارك في جلسة الخميس بموجب هذا التفاهم».

كتلة «المستقبل»

وكانت كتلة «المستقبل» قد أعلنت بعد اجتماعها أمس برئاسة الرئيس السنيورة أنها «منفتحة على أي نقاش بخصوص إقرار سلسلة جديدة تؤمّن تحقيق العدالة بين مختلف الأسلاك والتوازن بين المصاريف والإيرادات المرتقبة»، معتبرة «أن هذا الأمر يتطلب التثبّت من قدرة الخزينة على احتمال الأكلاف الإضافية، فضلاً عن قدرة الاقتصاد على تحمّل الأعباء الضريبية الإضافية، والسعي الى احتواء آثارهما السلبية بما يضمن الحفاظ على الاستقرار في المالية العامة».

وفي موضوع الحكومة، في ظل استمرار شغور موقع الرئاسة الأولى، شددت الكتلة، الذي كان لها موقف للتاريخ بالنسبة لتطورات الوضع في العراق، على أهمية تطبيق الدستور تطبيقاً سليماً، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية أن تتولى الحكومة تأمين مصالح المواطنين ومصلحة الدولة والاقتصاد، وذلك على قاعدة عدم إحداث سوابق أو بدع أو أعراف جديدة تزيد الأمور تعقيداً والحياة السياسية ارتباكاً.