IMLebanon

سليمان لـ«المستقبل»: الاستحقاق ينتظر «الروح القدس»

السنيورة وأبو فاعور يؤكدان المشاركة.. وآلان عون يرى الجلسة «كما سابقاتها»
سليمان لـ«المستقبل»: الاستحقاق ينتظر «الروح القدس»

 

على بُعد اثنتين وسبعين ساعة من موعد جلسة انتخابات رئاسة الجمهورية في دورتها الثانية المزمع عقدها ظهر الخميس المقبل، قطع «حزب الله» الشك في انعقادها باليقين من أنّ الإستحقاق الرئاسي مُعلّق إلى «ما بعد بعد» الخميس ما لم يتم التوصل إلى «مرشح يكون على وفاق مع المقاومة» وفق تعبير النائب نواف الموسوي، باعتبار أنّ الإستحقاق «لم يعد يتعلق بتأمين النصاب أو بعقد جلسة بل بالتوافق على شخص الرئيس» حسبما جزم الوزير محمد فنيش. بينما سجّل رئيس الجمهورية ميشال سليمان جملة مواقف وطنية بارزة أمس في حديث خصّ به «المستقبل» معرباً عن اعتقاده أنّ الإستحقاق الرئاسي ينتظر أن يحلّ «الروح القدس» على فريقي 8 و14 آذار، «كما هبط سابقاً على الجميع» في استحقاق تأليف الحكومة.

وقال الرئيس سليمان لـ«المستقبل»: «إذا أردتُ أن أكون متشائماً فأقول إننا مقبلون على فراغ، لكنني أرى أنّ «الروح القدس» الذي هبط على الجميع وأدى إلى تشكيل حكومة 8-8-8 التي كنت أنا من طرحها بعدما تحفظ الطرفان عليها في 8 و14 آذار، ومن ثم عادا فوافقا في النهاية على تولي جبران باسيل حقيبة الخارجية وعلي حسن خليل «المالية» ونهاد المشنوق «الداخلية» وأشرف ريفي «العدل»، سيهبط هو نفسه على جلسات انتخاب الرئيس الجديد وسيحلّ عليهم في الإستحقاق الرئاسي كما حلّ في الإستحقاق الحكومي».

وأضاف رئيس الجمهورية: «أعتقد أنّ الجميع إستشعر إقتراب الفراغ واستحق هذا الأمر، لأنهم ربما يرون أنّ «الإطفائي»، الذي هو رئيس الجمهورية، أصبحت «ماكينته» مطفأة ولم يعد بإمكانه الدخول في مصالحة بين هذا الطرف وذاك لا سيما بعدما قررتُ أن أسمّي الأشياء بأسمائها»، مستعيناً بمثل شعبي ليعرب عن أمله في أن «يستيقظ الدب ويقول كفى.. فنتفق على انتخاب رئيس»، وأردف: «لا أستطيع أن أؤكد ذلك، لكن أريد أن أقول إنه إذا كان هناك ثمة التزام وطني فلا يحق لأحد تعطيل الإستحقاق الرئاسي».

ورداً على سؤال حول ما تردد عن مساع يقوم بها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي للتمديد أو تعليق المهل الدستورية، أجاب سليمان: «لم يتحدث معي في هذا الموضوع». وعما إذا كان ينوي توجيه رسالة إلى مجلس النواب يحضّه فيها على انتخاب الرئيس العتيد، قال: «إذا كان ذلك يؤدي إلى نتيجة فأنا حاضر، ولكن من لم يخضع للدستور الذي يقول بوجوب انتخاب رئيس لا يمكنه أن يخضع لرسالة».

السنيورة وأبو فاعور

في غضون ذلك، تستعد قوى الرابع عشر من آذار لتأكيد إصرارها على اتباع الأطر الديمقراطية في مقاربة الإستحقاق الرئاسي بحيث ستكون كتلها النيابية الخميس على الموعد مجدداً في ساحة النجمة. وفي هذا السياق أكد رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة لـ«المستقبل» أنّ الكتلة «كما كل الجلسات السابقة ستشارك في الجلسة المقبلة»، كذلك الأمر بالنسبة لـ«جبهة النضال الوطني» التي أكد الوزير وائل أبو فاعور أنها ستشارك في جلسة الخميس وقال لـ«المستقبل»: «لا نرى جدوى من مقاطعة جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية، ونحن مستمرون في ترشيح النائب هنري حلو لأننا من خلاله نقدّم خياراً وفاقياً لمصلحة البلد».

آلان عون

أما عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون فتوقّع أن يكون مصير الجلسة المقبلة «كما سابقاتها»، موضحاً بالقول لـ«المستقبل»: «هناك أفق للإتصالات والمشاورات الجارية حول الإستحقاق الرئاسي لكنّ عملية إنضاجها تحتاج إلى مزيد من الوقت». ورأى أنّ الخروج من المراوحة الحاصلة في الإستحقاق إنما يحتاج إلى «خرق» في موقف تيار «المستقبل»، مضيفاً: «إذا بادر «المستقبل» إلى إحداث هذا الخرق في الأيام القليلة المقبلة فيمكن حينها ترجمة ذلك بإنجاز الإنتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية، أما إذا تأخر في إحداث الخرق فالأرجح أنّ إتمام الإستحقاق سيتأخر إلى ما بعد 25 أيار».

وفي معرض شرحه هذه المعادلة «منطقياً»، قال عون: «اليوم بات واضحاً أنّ مرشح قوى 14 آذار لم يستطع أن يؤمن خرقاً في مواقف قوى 8 آذار ولا في موقف النائب وليد جنبلاط، وليس متوقعاً أن يؤمن ترشيح أي شخصية أخرى من 14 آذار أي خرق من هذا القبيل»، وتابع: «كذلك الأمر لن يستطيع في المقابل أي مرشح من قوى 8 آذار أن يحقق الخرق المطلوب في مواقف 14 آذار لتأمين انتخابه، أما العماد ميشال عون فهو لم يطرح نفسه مرشح طرف في مواجهة آخر بل يسعى لنيل تأييد كل من 14 و8 آذار، وطالما أنه تمكن من تحقيق تقدّم على طريق التفاهم مع «المستقبل» بينما لم يستطع مرشح 14 آذار تحقيق ذلك مع الفريق الآخر، لذلك فمن المنطقي أن يكون التواصل الحاصل بيننا وبين تيار «المستقبل» هو الباب الوحيد لحصول خرق يُغيّر المعادلة القائمة وينجز الإستحقاق الرئاسي»، وختم عون قائلاً: «إنجاز الإستحقاق الرئاسي ينتظر أن تُثمر المفاوضات مع «المستقبل»، لكن كم يحتاج ذلك من الوقت وهل بات «المستقبل» جاهزاً لذلك؟، هنا يكمن السؤال».