IMLebanon

ضعف القوة الاسرائيلية  وقوة الوحدة الفلسطينية

اسرائيل تبدأ الفصل الثاني من حرب غزة بالعودة الى استهداف القيادات ضمن سياسة رسمية قديمة. فما فعلته قبل سنين باغتيال مؤسس حماس الشيخ احمد ياسين وعدد من قادتها، تكمله اليوم باغتيال ثلاثة من ابرز القادة العسكريين في كتائب القسام بعدما نجا القائد العام للكتائب محمد الضيف من غارة أودت بحياة زوجته وطفله الرضيع. وما تصورت انه يضعف المقاومة، تكتشف انه يدفعها الى المزيد من القوة على أيدي جيل جديد من القادة.

وليس التصعيد في العدوان على غزة سوى هروب الى الأمام في نفق مسدود. فلا حكومة نتنياهو تستطيع تحقيق ما يطلبه الأشد تطرفا داخلها: انهاء حماس في غزة. ولا هي قادرة، وان كانت مصرّة، على ما سماه رئيس المخابرات العسكرية السابق الجنرال عاموس يادلين تصحيح خطأ المرات السابقة في الهدنة، وهو السماح لحماس باعادة التسلح. واذا كانت حماس تقول انها دفعت مع الطفل الرضيع علي الضيف المبادرة المصرية التي ولدت ميتة، فانها تعرف الحاجة الى دور مصر في أية هدنة وبعدها. لا بل تعرف ان الاستعداد لحرب استنزاف طويلة مع العدو الاسرائيلي له حسابات ومتطلبات تتجاوز غزة الى الضفة الغربية.

ذلك ان تجربة الوفد الفلسطيني الموحد في مفاوضات القاهرة يجب ان تتكرر في قرار الاشتباك مع العدو. وهو قر ار في خدمة مشروع وطني فلسطيني، لا في خدمة مشروع لأ ي طرف. والفارق كبير بين أن يكون القر ار نتيجة مراجعة شاملة لتجربة السلطة في التفاوض وتجربة حماس في المراوحة بين المقاومة والتهدئة وبالتالي جزءا من برنامج وطني وبين ان يكون رد فعل على غارات اسرائيلية. فالمسألة هي التسليم او اللاتسليم بأن الشعب الفلسطيني في مرحلة التحرر الوطني على الطريق لتحرير الأرض واقامة الدولة.

وليس قليلا ما سجلته حرب غزة من دروس عنوانها الكبير ضعف القوة في اسرائيل. لا فقط بسبب ما أحدثه تطور الصواريخ من تغيير في استراتيجيات الأمن القومي بل ايضاً لجهة عجز الجيش القوي عن ربح حرب مع شعب ير فض الاستسلام. فالغزو البري صعب وثمنه كبير جدا. والقصف الجوي لا يوقف اطلاق الصواريخ ولا يحول دون دفع ثمن سياسي للهدنة.

فضلا عن أهمية التبدل في الرأي العام العالمي لجهة التضامن مع الشعب الفلسطيني بدل الاندفاع التقليدي في دعم اسرائيل، وفضلا ايضا عن ان عامل الصواريخ أربك الاسرائيليين في حياتهم اليومية، وهو أمر لم يعرفوه ايام الحروب العربية – الاسرائيلية الكلاسيكية.

والمهم ان يلعب الفلسطينيون كل الأوراق تحت عنوان المقاومة بكل الأشكال العسكرية والسياسية، الرسمية والشعبية.