IMLebanon

لا نصاب في الجلسة السادسة اليـــوم وجنبلاط: لن أنتخب عون      

   

إشارتان رئاسيتان معبّرتان: الإشارة الأولى صدرت عن رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الذي أكّد أنّه لن يسحب ترشيح النائب هنري حلو، «ولو حتى توافقَ الرئيس سعد الحريري مع رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. والرسالة الجنبلاطية موجّهة في كلّ الاتّجاهات: إلى عون بطبيعة الحال لأنّه ليس في وارد انتخابه، كما إلى الحريري بألّا يراهن على أصوات «اللقاء الديموقراطي» لانتخاب رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» بُغية أن يتجنّب الإحراج مع حلفائه المسيحيّين في 14 آذار، والأهمّ إلى «حزب الله» بألّا يحاول السعي أو الضغط عليه لانتخاب عون، وبالتالي، قاطعاً الطريق أمام أيّ مسعى من هذا النوع.والإشارة الثانية صدرَت عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اعتبرَ أنّ عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية انتهاكٌ خطير للحقيقة والدستور، يتسبّب بشلل المؤسسات الدستورية». فلا المجلس النيابي يستطيع أن يقوم بوظيفته التشريعية، ولا الحكومة تجد السبيل إلى ممارسة صلاحياتها». ورسالة الراعي دعوة صريحة إلى تعليق العمل التشريعي والحكومي بانتظار انتخاب رئيس جديد، كما أنّها دعوة موجّهة إلى النواب المسيحيّين لمقاطعة التشريع، وإلى الوزراء المسيحيين لرفض الاتّفاق على آليّةٍ تُنظّم الفراغ وتؤدّي إلى تمديد أمَدِه وتشريعه.فالجديد في المشهد الرئاسي إذن هو موقف جنبلاط والراعي، الأوّل لأنّه رفض أيّ تفاهم معه على عون، ما يعني إضافة تعقيد إضافيّ على التعقيد الأساسي المتمثّل برفض مسيحيّي 14 آذار، والثاني لأنّه تصدّر المواجهة ضدّ استمرار الوضع وكأنّ شيئاً لم يكن، وبالتالي من المتوقع أن تتردّد أصداء مواقف الرجلين واسعاً هذا الأسبوع.

فيما اختُتم الأسبوع السياسي بحدَث مِصري تمثّلَ بتنصيب عبد الفتّاح السيسي رئيساً جديداً للبلاد لفترة رئاسية تمتدّ لأربع سنوات، في حضور عدد من قادة دول العالم ومشاركة لبنانية رسمية تقدَّمها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبحدَثٍ استثنائيّ في الفاتيكان تمثّلَ بجمعِ قداسة البابا فرنسيس، الرئيسين الفلسطيني محمود عبّاس والإسرائيلي شمعون بيريز للصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط، يطلّ الأسبوع الحالي على جملة استحقاقات دوليّة وإقليمية، أبرزُها اللقاءات الثنائية الأميركية الإيرانية في جنيف اليوم وغداً حول المفاوضات النووية، وزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تركيا، واستحقاقات محلّية تتقدّمها المطالب الإجتماعية والمعيشية وتحرّك هيئة التنسيق النقابية عشيّة الجلسة التشريعية التي تُعقد غداً الثلثاء لبتّ مشروع سلسلة الرتب والرواتب على وقع الكباش بينها وبين وزير التربية الياس بوصعب المُصِرّ على إجراء الامتحانات الرسمية بطريقة غير مسبوقة، فيما هي على رفضها مقاطعة التصحيح، والتمسّك بالإضراب العام الشامل اليوم وغداً، الأمر الذي حرفَ الأنظار نسبياً عن جلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد اليوم.

ومع استمرار الانشغال العالمي بملفّات المنطقة ودخول الشغور الرئاسي أسبوعه الثالث، لم يسجّل حتى الساعة أيّ خرقٍ في المأزق الرئاسي. وعليه، يُنتظر أن يتكرّر المشهد نفسه في الجلسة الانتخابية السادسة اليوم، فلا يتأمّن النصاب.

وعشية الجلسة أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ»الجمهورية» أنّ الجلسة ستُعقد في موعدها، فإذا توافر النصاب يحصل الانتخاب، وإلّا ستُرفع الى موعد جديد.

وأشار إلى أنّه انطلاقاً من المعطيات التي تجمّعت لديه، ليس هناك من جديد على صعيد الاتفاق على رئيس جمهورية جديد.

وقال برّي إنّ غالبية الذين التقاهم في القاهرة أمس على هامش الاحتفال بتنصيب الفريق عبد الفتاح السيسي رئيساً، سألوه عن الاستحقاق الرئاسي وهل من جديد في ما يتعلّق بانتخاب الرئيس العتيد، فأكّد لهم انّه ستنعقد غداً (اليوم) جلسة سادسة في محاولةٍ لانتخاب رئيسٍ، ونأمل في أن تنجح. وأبرز الذين سألوه عن هذا الأمر وليّ العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز الذي أبدى اهتماماً سعودياً ملحوظاً بالاستحقاق الرئاسي من خلال سؤاله الرئيس برّي عنه مرّات عدة خلال الدردشة التي حصلت بينهما، وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح، والملك الاردني عبدالله الثاني الذي سأله عن سبب عدم زيارته الى الأردن، فأجابه أنّ انشغالاته في القضايا الداخلية حالت وتحول دون قيامه بزيارات الى دول عدّة، ومنها الأردن.

الآليّة تراوح

وأمس، عاد رئيس الحكومة تمّام سلام الى بيروت بعد زيارة عائلية خاصة الى اليونان حيث أمضى عطلة نهاية الأسبوع. وقالت مصادره لـ»الجمهورية» إنّه سيحضر اليوم إلى مجلس النواب للمشاركة في الجلسة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، سواءٌ كان هناك نصابٌ دستوريّ أم لا.

وعن التحضيرات الجارية لعقد جلسةٍ لمجلس الوزراء هذا الأسبوع لاستئناف البحث في آليّة تطبيق صلاحيات رئيس الجمهورية التي أنِيطت به وكالةً، أكّدت المصادر أن لا جديد في هذا الأمر، وأنّ الإتصالات جارية لترتيب تفاهم نهائيّ يُخرج الاتفاق حول هذه الآلية الى النور في هذه الجلسة، تمهيداً لإعادة البحث في كثير من الملفّات التي يجب ان يبتّها مجلس الوزراء، وهي كثيرة وعلى أكثر من صعيد.

إجتماعات المغرب

وإلى المغرب، توجّه في عطلة نهاية الأسبوع عدد من مستشاري الرئيس سعد الحريري، حيث عُقدت إجتماعات عدّة، شارك فيها مدير مكتبه نادر الحريري والنائبان السابقان غطاس خوري وباسم السبع اللذان من المقرر أن يعودا في الساعات المقبلة الى بيروت لاستكمال البحث في الإتصالات الجارية حول الإستحقاق الرئاسي وحصيلة المبادرات والإتصالات الجارية على أكثر من مستوى، إنْ على مستوى الإتصالات مع باقي مكوّنات 14 آذار أو مع «التيّار الوطني الحر».

ورفضَت مصادر «المستقبل» الحديث عن الإتصالات الجارية بين عون والحريري وما آلت إليه، وعن المواعيد المقبلة، بعدما تردّد أنّ هناك ترتيبات خاصة للقاءٍ سيُعقد بين وزير الخارجية جبران باسيل والحريري في مكانٍ ما خارج لبنان.

وقالت إنّ الإتصالات لم تؤدِّ بعد إلى أيّ جديد يستأهل الحديث عنه، أو أنّه يعدّل في مسار التحالفات القائمة الى اليوم والتي لن تنتج بعد دعماً لترشيح عون، لا بل فإنّ كلّ يوم يمرّ يُبعد مؤشّرات التفاهم أكثر مِن الذي قبله.

بكركي ترفع لهجَتها

في غضون ذلك، رفعَت بكركي لهجتها وانتقدَت حلولَ الحكومة مكان رئيس الجمهورية.

واعتبر البطريرك الراعي أنّ قيام حكومة تحلّ محلّ الرئيس لمدّة غير محدّدة انتهاكٌ خطير للمحبة والميثاق، إذ يُقصَى المكوّن المسيحي- الماروني عن الرئاسة الأولى. فلا المجلس النيابي يستطيع أن يقوم بوظيفته التشريعية، ولا الحكومة تجد السبيل إلى ممارسة صلاحياتها». كذلك اعتبرَ أنّ عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية انتهاكٌ خطير للحقيقة والدستور، يتسبّب بشللِ المؤسسات الدستورية».

ورأى الراعي في عظةِ الأحد في بكركي أنّ النواب مسؤولون عن انتهاك كرامة الوطن بحِرمانه من رئيس يكرّس الدستور ويحمي الوطن ويعطي الشرعية لكلّ المؤسسات، كما الرأس يحمي الجسد.

جنبلاط

في هذا الوقت، أكّد النائب جنبلاط إصراره على ترشيح النائب هنري حلو، معلناً أنّه لن يسحب ترشيحه «حتى ولو توافقَ الرئيس سعد الحريري مع رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وأعلن أنّ كتلته لن تقبل بتسوية على حساب حلو.

من جهة ثانية اعتبرَ جنبلاط في حديث الى وكالة «أسوشيتد برس» أنّ تدخّل «حزب الله» في سوريا غلطةٌ أخلاقية تجاه الشعب السوري، ولم يبالِ بالرأي العام اللبناني، ورأى أنّ الحرب «ستكون طويلة جدّا»، ودعا الحزب إلى «إعادة تصويب البندقية إلى العدوّ الإسرائيلي، بدلاً من القتال في سوريا». وقال: «ما زلنا في بداية الحرب في سوريا، وعلى المدى الطويل، سيُعاد رسم خريطة الشرق الأوسط».

قزّي

وحضر الاستحقاق الرئاسي في جنيف في لقاء المدير العام للأمم المتحدة مايكل مولر ووزير العمل سجعان قزّي في مكتبه في الأمم المتحدة، فشدّدا على أنّه «يشكّل نكسةً للديموقراطية في الدولة المؤسِّسة للأمم المتحدة، والمشارِكة في وضع شرعة حقوق الإنسان»، وقد أبدى مولر، الذي حرصَ على استقبال قزي في التفاتةٍ خاصة تجاه لبنان، استعدادَه لإثارة هذه القضية اللبنانية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجميع المسؤولين الذين يلتقيهم».

«حزب الله»

ورأى «حزب الله» أنّ الشغور الرئاسي سيطول إنْ غابَ التوافق، وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم: «نريد انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، لكنّ كلّ المؤشّرات تدلّ على أنّه لا إمكانية لانتخابه من دون توافق» ، واعتبرَ «أنّ تأخير التوافق عناداً يعني أنّ شغور الرئاسة سيستمر طويلاً»، وحمّل الفريق الآخر المسؤولية.

جلسة «السلسلة»

إلى ذلك، تصل عملية الكباش بين هيئة التنسيق النقابية من جهة، والمجلس النيابي والكتل النيابية من جهة أخرى، إلى ذروتها اليوم، حيث يبدأ تنفيذ الإضراب العام، ويتواصل غداً الثلثاء.

وقد بات واضحاً أنّ استحقاق الامتحانات الرسمية لشهادتي البريفيه والبكالوريا القسم الثاني، هو الأداة التي يستخدمها المُضربون للضغط من أجل إقرار سلسلة الرتب والرواتب في جلسة الغد، في حين يسعى وزير التربية إلى سحب الامتحانات من المواجهة من خلال تأمين حصولها في موعدها في 12 الجاري، سواءٌ انتهَت أزمة السلسلة على خير، أم لم تنتهِ.

وقبل 24 ساعة من الجلسة النيابية المقرّرة لبحث ملفّ «السلسلة»، لم تتّضح تماماً مواقف كلّ الكتل النيابية منها. وقد سُجّلت مجموعة تحرّكات، أبرزُها اللقاء الذي جمع رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة ووزير التربية. لكنّ النتائج العملية ظلّت مبهَمة، مع تسجيل استمرار التباينات بالنسبة الى تأمين الموارد المالية للسلسلة.

هذه الأجواء توحي في النتيجة بأن لا قرار نهائياً بعد في شأن جلسة الثلثاء، وأنّ كلّ الاحتمالات لا تزال واردة، ومصير الامتحانات موضعُ التباس، على رغم تأكيدات وزير التربية بأنّها ستجري في موعدها، سواءٌ بمشاركة المعلمين أم من دونهم.

برّي

في هذا الوقت شدّد برّي على أنّ هناك إصراراً على ضرورة إقرار السلسلة بالصيغة التي تتناسب مع مصالح الدولة والمعنيّين بها.

وقال إنّه تلقّى تأكيدات بأنّ تكتّل «التغيير والإصلاح» وكتلة «اللقاء الديموقراطي» سيحضران الجلسة. ولمّح الى أنّه هذه المرّة سيكون صارماً في التعاطي مع أيّ فريق يقاطعها.

وأشار برّي إلى أنّ الجلسة ليست جلسة جديدة وإنّما هي جلسة مرفوعة، وقد تمّ إقرار ثلاثة أرباع مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب للعاملين في القطاع العام، ولم يبقَ إلّا القليل من بنوده.

وكشف َبري أنّ السنيورة اقترح إعطاء المعلمين درجتين بدلاً من ستّ درجات، وزيادة الضريبة على القيمة المضافة، فرفضَ المعنيّون هذا الإقتراح.

مصادر سلام

بدورها، قالت مصادر سلام عن الأجواء المحيطة بالتحضيرات الجارية لجلسة السلسلة إنّ الحكومة تنتظر بَتّ هذا الموضوع في مجلس النواب، وما يقرّره النواب سيكون ملزماً للحكومة.

برنامج الإضرابات اليوم

أمّا بالنسبة إلى روزنامة الإضرابات والاعتصامات المقرّرة اليوم، وبالتزامن مع انعقاد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، فقد قرّرت هيئة التنسيق النقابية تنفيذ التحرّكات التالية:

– تنفيذ الإضراب العام الشامل في الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والسرايا الحكومية في المحافظات والأقضية يومي 9 و10 حزيران وعلى كامل الأراضي اللبنانية، وخصوصاً في المناطق التربوية وفي دائرة الإمتحانات الرسمية في وزارة التربية.

– تنفيذ اعتصام مركزيّ في العاشرة صباح اليوم أمام وزارة التربية والتعليم العالي.

– عقد جمعيات عمومية لرؤساء المراكز والمراقبين العامّين والمراقبين والمُكلّفين بأعمال المراقبة في الرابعة بعد الظهر، على أن تحدّد هذه المراكز من قِبل هيئات التنسيق في المناطق.

– إعتصامات في التاسعة من صباح الثلثاء أمام المناطق التربوية، واعتصام مركزيّ أمام وزارة التربية.

وتضامُناً مع القرار المُتّخَذ في الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الدولة وفي هيئة التنسيق النقابية، أعلنَت لجنة المراقبين الجوّيين اللبنانيين في بيان «تعليقَ تقديم خدمات الملاحة الجوّية لكافة الطائرات الوافدة والمغادرة لمطار رفيق الحريري الدولي – بيروت باستثناء طائرات الدولة وحالات الطوارئ، يوم غدٍ الثلثاء من الحادية عشرة ولغاية الأولى ظهراً، وذلك كإجراء تحذيريّ، تتبعه خطوات في حال المزيد من المماطلة».

الإضراب لا يشمل المدارس

في غضون ذلك، أكّد الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار لـ»الجمهورية» أن «لا إضرابات في المدارس الخاصة يومَي الاثنين والثلثاء، علماً أنّ مواقفَنا باتت معروفة، ونحن ضد توقيف الدروس أياً تكن الأسباب والدوافع». واعتبرَ أنّ عدم صدور بيان من نقابة المعلمين في هذا الإطار هو دليل على أنّ المدارس الخاصة غير ملتزمة تحرّك هيئة التنسيق ومقرّراتها، مع احترامنا للتحرّك الذي تقوم به».