IMLebanon

ليس بالخوف من داعش نحصّن لبنان

تنتهي الايكونوميست البريطانية في مقالها الطويل حول ما يجري في العراق بعد تمدد سيطرة داعش الى القول ان “السوريين والعراقيين معا عالقون بين ديكتاتورين من جهة وبين متطرفين من جهة اخرى وليس من خيار سعيد بينهما”. وفي اقتناع المجلة ان الديكتاتورين هما بشار الاسد ونور المالكي في حين ان داعش هي بين المتطرفين الذين يواجهون حاكمَيْ سوريا والعراق. ثمة مخاوف بدأت تتسرّب الى لبنان جراء ما بدأ يحصل في العراق وكأن هناك من يعتقد ان الامور أفضل في ظل الديكتاتورية التي تحكم الهلال الشيعي الذي يفاخر بنفوذه الممتد بين ايران ولبنان الذي هو “درة التاج” في هذا الهلال الفارسي . وهذا ينم عن تبسيط يخفي عدم ادراك ان الاستقرار الذي ينعم به لبنان سيبقى هشا ما لم تستقم الاوضاع في سائر ارجاء الهلال بدءا من طهران. وكلما طرأ طارئ على هذه الرقعة السياسية التي تمثل قلب الشرق الاوسط عبر التاريخ لا بد ان تتردد اصداؤه على امتداد هذه المنطقة. ومن باب تحصيل الحاصل ان ما يدور في العراق حيث تهتز بعنف السيطرة الفارسية ان تبلغ اصداؤه لبنان حيث يلوذ “حزب الله” بصمت لافت هو أكثر تعبيرا عن الكلام في ظل رياح التغيير الذي تهب على الامبرطورية الفارسية.

يقول وزير العدل أشرف ريفي ان نافذة الجحيم أغلقت على لبنان عند قبول “حزب الله” بتشكيل الحكومة الحالية التي انهت مرحلة من الاقصاء للسنّة استمرت اكثر من عاميْن ونصف العام. لكن هذه النافذة مرشحة ان تفتح مجددا اذا ما اختل التوازن مجددا. اما وزير العمل سجعان قزي فيقترح حصانة للبنان من خلال عمل المؤسسات الدستورية التي تعاني عيبا خطيرا نتيجة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. بالتأكيد ان هذيْن الرأيين يمثلان توصيفا دقيقا لواقع لبنان. لكن يزاد عليهما رأي ثالث هو تحييد لبنان عن اعصار المنطقة من خلال العودة الى اعلان بعبدا الذي انجزه عهد الرئيس ميشال سليمان. ولنتذكر منذ الآن ان اول قتيل ل”حزب الله” يعلن لاحقا عن سقوطه دفاعا عن “مقدسات العراق” يكون إيذانا ببدء العد العكسي لامتداد النار مجددا الى لبنان. قد يكون بالامكان ايجاد اعذار لمزيد من التورط في صراعات المنطقة وعلى رأسها الحرب السورية. لكن نظرية الحرب الاستباقية فشلت فشلا ذريعا منذ أن شنتها واشنطن في افغانستان ومن ثم في العراق. أما الامبراطور الفارسي الجديد الذي يقلّد الاميركي فلن يكون حظه أفضل. ويا حبذا لو يكون هناك عاقل في طهران يصغي الى صوت العقل فيرشد من يؤثر فيهم لا سيما في لبنان الى ضرورة الابتعاد عن التدخل في دول المنطقة بدءا من سوريا التي صار النظام فيها اليوم هشا أكثر من أي وقت مضى. ليت لبنان يطبق القرار الذي يسقط صفة اللجوء عن أي لاجئ سوري يغادر لبنان، فيسقط صفة المواطن عن كل من يقاتل دفاعا عن الطغيان.