IMLebanon

مبادرة أمير الكويت لسلام: دعم مالي يتجاوز الأمن

مبادرة أمير الكويت لسلام: دعم مالي يتجاوز الأمن

30 مليوناً للنازحين و200 مليون للكهرباء وعرض الإستفادة من الخبرة النفطية

الجيش يوقف 5 أشخاص بتهمة الإرهاب .. والجيش السوري يعتقل لبنانيّين من عكار

مع أن زيارة الرئيس تمام سلام الى دولة الكويت، كانت مقررة قبل التفجير الأمني الذي وقع في منطقة ضهر البيدر والقطوع الذي تجاوزته العاصمة في اليوم عينه، إلا أنها عبّرت عن إرادة رسمية لبنانية قوية بمواجهة لبنان محاولات ربط وضعه الداخلي بالحرب الدائرة في العراق وسوريا.

وبالتزامن مع المحادثات التي أجراها الرئيس سلام والوفد الوزاري المرافق له، مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ورئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح وكبار المسؤولين في دولة الكويت، تمكّنت مديرية المخابرات في الجيش، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى من توقيف شبكة من خمسة أفراد كانت تخطط «لعمليات إرهابية» في بعض المناطق، وهذا الأمر ساهم في تعزيز مهمة رئيس الحكومة ومحادثاته في الكويت وإعلانه عن أن «الوضع مستقر» وأن ما يعني لبنان اليوم هو ملء الشغور الرئاسي في أسرع وقت.

وفي ردّ لم يخلُ من الواقعية، وردّاً على خطوة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي طلبت من رعاياها مغادرة لبنان، وعدم السفر إليه حالياً، نظراً لما وصفته بالأوضاع الأمنية المضطربة، قال الرئيس سلام: «إن الوضع الأمني في لبنان لم يكن مستقراً كما هو اليوم».

ووجّه رئيس مجلس الوزراء كلامه «الى إخواننا في دول الخليج، وإلى إخواننا في دولة الإمارات أن يأخذونا بحلمهم، وألا يقسوا علينا، فيكفينا ما يأتينا من الإرهاب ومن العنف، فنريد البلسمة وهم أمل لهذه البلسمة، ونتمنى أن يعودوا عن هذا القرار وأن يطمئنوا».

وفيما كان الرئيس سلام يتبلغ من المسؤولين الكويتيين أن رعايا بلادهم يتطلعون الى الذهاب الى لبنان للاصطياف، كما جرت العادة في السنوات الماضية، كان وفد نسائي سعودي يزور لبنان، في إطار تشجيع الخليجيين للعودة الى هذا البلد، وتؤكد رئيسة الوفد مراوي حسون على قوة العلاقة التي تربط لبنان بالمملكة، وهي علاقة قوية وثابتة، قائمة على أسس فكرية وثقافية واجتماعية.

وعلمت موفدة «اللواء» الى الكويت رحاب أبو الحسن، أن وفداً كويتياً سيحضر الى بيروت قبل نهاية هذا الأسبوع لتفعيل الاتفاقيات التي جرى التداول حولها في لقاءات رئيس الحكومة مع كبار المسؤولين الكويتيين.

وكشفت مصادر الوفد اللبناني أنه لمس اهتماماً كويتياً باستقرار الوضع اللبناني أمنياً وسياسياً، ونقل عن رئيس الوزراء الكويتي استغرابه لمثل الأحداث الأمنية التي حصلت عند أبواب الصيف في كل عام، وأكد الرئيس سلام أن الوضع الأمني في لبنان ممسوك وأن لا بيئة حاضنة للإرهاب، والدليل إلقاء القبض على الخلايا قبل أن تتمكن من القيام بأي أعمال خطيرة.

وجددت القيادة الكويتية دعمها للبنان، وذلك على لسان أمير الدولة، الذي أكد للرئيس سلام أن لبنان يتحمّل أكثر من طاقته، ولا سيّما لناحية معالجة أزمة النازحين السوريين، والتي كانت موضع بحث مطوّل مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم الذي أبدى استعداده لمساعدة لبنان في أي أمر يطلبه.

وبحسب المعلومات، فإن الشيخ صباح الأحمد أبلغ الرئيس سلام أيضاً سعادته لاكتشاف النفط في المياه اللبنانية، داعياً إياه الى عدم توفير الخبرات الكويتية في هذا الشأن.

وتحدث الأمير أيضاً عن زيارته الأخيرة لإيران مشيراً الى أنها كانت لحلحلة بعض المشاكل الموجودة بين البلدين، وليس أكثر، لافتاً النظر الى أن هذه الزيارة كانت قبل التطورات الأخيرة في العراق.

على أن الزيارة، التي أجمع أعضاء الوفد اللبناني بأنها كانت أكثر من ناجحة، سواء من ناحية الشكل أو من ناحية المضمون، إذ أن الاستقبال الرسمي للرئيس سلام في مطار الكويت والذي تقدمه رئيس الحكومة الكويتية أرخى حفاوة واضحة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى استقبال أمير الكويت والذي حرص أن يُشارك فيه ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس الحكومة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد، وهو الاستقبال الذي تميز بمحبة خالصة للبنان، عبّر عنها الشيخ صباح بأنه استبقى الرئيس سلام والوفد اللبناني اكثر من ثلاثة ارباع الساعة.

اما في المضمون، فكان البارز المحادثات التي عقدها الرئيس سلام مع نظيره الكويتي في حضور عدد من الوزراء، والتي تلاها غداء، كان مناسبة لاجتماعات عقدت بين الوزراء اللبنانيين ونظرائهم الكويتيين، بمشاركة رئيس الصندوق الكويتي للتنمية بدر الحميضي ورئيس الصندوق العربي عبداللطيف الحمد.

وكشفت مصادر الوفد اللبناني، بعد عودة الرئيس سلام إلى بيروت ليلاً عن مبادرة كويتية، تمثلت بمنح 30 مليون دولار من الصندوق الكويتي، في حين تعهد الحمد باستعداد الصندوق العربي بتمويل إنشاء خط كهرباء جديد بقيمة 200 مليون دولار بدل تأهيل محطتي الذوق والجية اللتين أصبحت المولدات فيهما قديمة، بحسب الحمد، ومن الأفضل بناء محطات جديدة.

مجلس الوزراء

 وعلى صعيد انعقاد مجلس الوزراء، تنشط الاتصالات لتذليل ما تبقى من صعوبات، بعد الكلام عن تفاهم على منهجية عمل الحكومة، على قاعدة التوافق التي تقضي بـ:

1 – اعداد جدول الأعمال من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء التي يمكن أن تتلقى اقتراحات الوزراء لإدراجها على الجلسة.

2 – تعرض هذه البنود على الوزراء قبل 72 ساعة.

3 – تتخذ القرارات بالتوافق، ويجري إقرار ما يتم عليها بالاتفاق، وتؤجل البنود التي يقع عليها الخلاف.

ولم تستبعد مصادر وزارية لـ «اللواء» أن يكون التفجير الذي حدث في ضهر البيدر قد عجل في إنجاز «التسوية» في موضوع انعقاد جلسات مجلس الوزراء، بعدما ادرك الجميع أن غياب الحكومة سيحول دون إمكانية التصدّي لملفات أساسية، لعل ابرزها ما يتعلق بالشق الأمني، وانه على الرغم من أهمية الاجتماعات الأمنية التي تعقد مواكبة لأي تطوّر، فان مجلس الوزراء الذي يضم معظم الأطياف السياسية والكتل، في امكانية أن يصدر قرارات في هذا السياق، ويكون لها التأثير الفعال، على غرار الخطط الأمنية التي نفذت في غير منطقة.

وأوضحت المصادر أن التوافق على آلية عمل الحكومة والذي حمل عنوان تمرير ما هو متفق عليه من بنود وتأجيل ما قد يتسبب بخلاف يفترض به أن يترجم في أوّل جلسة يدعو إليها الرئيس سلام والتي قد تعقد على الأرجح منتصف الأسبوع الحالي، غير ان اي تفاهم على بت أي ملف لا يعني في اي حال من الاحوال المس بصلاحيات رئيس الحكومة المنصوص عنها في الدستور.

وقالت المصادر الوزارية انه لا يمكن القول أن هناك تحديداً معيناً للآلية بقدر ما هي عبارة عن قواعد أساسية وتتناول ممارسة الصلاحيات في أعقاب الشغور الرئاسي وانتقالها إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، ما يتيح تأجيل بند أو بحث آخر من خارج جدول الأعمال.

وتحدثت المصادر عن إرسال مشروع الجدول قبل 72 ساعة إلى الوزراء للاطلاع عليه وابداء الرأي، وما إذا كانت هناك من اقتراحات لبنود بهدف ادراجها، على أن يُصار إلى توزيع الجدول بالصيغة النهائية قبل ثمان وأربعين ساعة من موعد انعقاد الجلسة.

وفُهم انه في خلال المرحلة الحالية، يُصار إلى بحث المواضيع التي لا تشكّل محور خلاف، وتمرير الأمور التي لها صلة بالمواطنين، وأن هناك اقراراً بأهمية تغليب نهج التوافق على التصويت، مذكرة بدور ممثلي القوى السياسية داخل مجلس الوزراء في تهيئة الأجواء المناسبة قبيل انعقاد الجلسات،

 ما يفسح في المجال أمام بحث جدول الأعمال أو غير ذلك من مسائل وملفات.

وقالت ان موضوع توقيع الوزراء على المراسيم يصبح شكلياً في هذه الحالة، وان الاتجاه إلى السير بهذه الخطوة يستدعي تفاهماً على البنود والمواضيع.

الوضع الأمني

 على الصعيد الأمني، كثفت الأجهزة الأمنية بعد اجتماع السراي الكبير، اجراءاتها وعمليات الدهم والملاحقة التي أسفرت عن توقيف خمسة أشخاص، بينهم عمر الساطم ابن عم الانتحاري قتيبة الساطم الذي فجر نفسه في حارة حريك في الضاحية الجنوبية قبل أشهر.

وذكر مصدر أمني ان ثلاثة سوريين أوقفوا مع الساطم وهم: عطا الله راشد البري، عبد الله محمود البكور، وجودت رشيد كمون. باضافة إلى اللبناني ابراهيم علي البريدي. وكان الخمسة في طريقهم من بعلبك إلى عرسال.

وفي جانب أمني آخر، كشفت مصادر اعلامية قريبة من «حزب الله» ان وحدة من الحرس الجمهوري في الجيش السوري اعتقلت 3 لبنانيين بينهم قائد المجموعة محمد العبيدان كانوا في طريقهم من وادي خالد على الجهة اللبنانية إلى منطقة تلكلخ، وفقاً للمصادر نفسها.

ميدانياً، اقامت حواجز الجيش المنتشرة عند التقاطعات الرئيسية في مختلف المناطق نقاط تفتيش بعد ظهر السبت الماضي، لا سيما للسيارات والشاحنات المتوجهة إلى عمق المناطق الجنوبية والبقاعية، فضلاً عن الاجراءات المتخذة في الضاحية الجنوبية.

وفي موقف سياسي لافت، حيا رئيس كتلة «لوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ما وصفه بالمتابعات والملاحقات والمداهمات لأوكار شبكة أمنية كانت تخطط للقيام بأعمال ارهابية ضد تجمعات مدنية، في اشارة إلى إلغاء مهرجان الأونيسكو الذي كان مقرراً أن يتحدث فيه الرئيس نبيه بري، متمنياً التوفيق للأجهزة الأمنية «الحريصة على المقاومة وعلى الأمن في هذا البلد».